مأرب... الفردوس المفقود!
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 6 أيام
السبت 18 مايو 2013 09:54 ص

لقد تعمد النظام السابق (وللأسف لم يتغير الوضع كثيراً بعد الثورة) تعمد إقصاء مأرب ومحاربتها بل وعمل على تدمير الأرض فيها والإنسان،نعم أرادوا أن يدمروا الإنسان ويشوهوا سمعته ويُظهروه للناس مجرد قاطع طريق وقاطع كابلات ومفجر أنابيب، هكذا صوروا أبناء مأرب في حين أن الحقيقة عكس ذلك تماماً لقد كانت مأرب ولا زالت مصنع الرجال وأي رجال.! أقاموا الحضارات وشيدوا البنيان وبنوا الدولة المدنية والشوروية من عهد ملكتهم العظيمة بلقيس وقالوا( نحن أولو بأس شديد)، نعم هم أولوا البأس الشديد لمن أراد بهم شراً، وهم بناة الحضارة لمن مد يد التعاون معهم ..

قد يستغرب البعض من العنوان ويظن أن فيه مبالغة ولكنها الحقيقة،ولتعلموا يا سادة إن مدينة كمأرب أضعناها وهي تعد مفخرة لنا كيمنيين بل لا أبالغ إن قلت مفخرة العرب جميعا .. إذ إليها يعود منشأهم وأصلهم، ولكننا أضعناها بإهمالنا المقصود و لقد مارس النظام السابق جميع أنواع الإجرام بحقها وحق أهلها ليخرجوها من معادلة التاريخ وهي صانعة التاريخ ..

مأرب يا قوم فردوس مفقود، فهي أرض الجنتين،وهي البلدة الطيبة التي ذكرها الله في محكم كتابه, وهي صاحبة السد العظيم, وصاحبة الحضارات التليدة, بلاد تُبع ومملكة سبأ وعرش بلقيس ،مأرب لو كانت بأي دولة أخرى لكانت جنة الأرض ومهوى أفئدة العالمين.

ولو اهتمت الدولة بمأرب وبأهلها لكانت مصدراً اقتصادياً استراتيجياً رئيسياً هاماً، ليس في النفط فحسب ولكن في السياحة،وأي سياحة إنها من نوع أخر فريدة لا توجد في أي بقعة من بقاع الأرض، قامت عليها حضارات ودول وممالك وشيدوا فيها القصور والعمران والمزارع والسدود في وقت كان كثير من العالم لا يعرف عن هذه المسميات شيئا..

لقد أنطبع لدى الكثير من أبناء الشعب اليمني أن أبناء مأرب عبارة عن تجمعات بدو يسكنون بعض المزارع والصحاري، يقطعون الطريق ويفصلون الكهرباء ويفجرون البترول، هكذا أراد النظام الساقط أن يظهر مأرب لأنه يعلم أنها لو أعطيت مكانتها لكانت بيئة خصبة ونواة للدولة الحقيقة.... ولقد عودونا رجالها أن يقفوا مع اليمن في أصعب مواقفها وفي وقت هي بأشد حاجة إلى المخلصين من أبنائها فرأيناهم في ثورة 48 وبعدها ثورة 26 سبتمبر وكان من أبنائها قادة للثورة ،وفي الثورة الشبابية ابلوا بلاءً حسناً وفي أكثر من ثغرة،كما وقفوا سداً منيعاً مع إخوانهم في الجوف ضد المشاريع العائلية والطائفية فلهممنا كل الشكر والثناء..

والآن وبعد التضحيات التي قدمها شباب الثورة وفي مقدمتهم شباب مأرب من الجدعان وعبيدة ورغوان وحريب وحريب القرامش وصرواح ومجزر والجوبة .. وغيرها من مناطق ومديريات محافظة مأرب يجب وجوباً حتمياً تغيير هذه النظرة تماماً وإظهار الوجه المشرق لمحافظة هي من أعز محافظات اليمن، وإظهار شهامة ورجولة أهلها..

 مأرب أيها الناس بحاجة ‘إلى رعاية من الدولة لأن الدولة محتاجة لها، نعم اليمن محتاجة إلى مأرب الحضارة والتاريخ!، مأرب الآثار الرائعة والسياحة،مأرب الزراعة،مأرب الرجال المخلصون والقادة المبدعون، مأرب الثروات البترولية والمعدنية....

ولكن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نأخذ منها فقط ولا نعطيها شيئا بل لابد أن يعُاد جزءً كافي من مواردها لصالحها وصالح أبنائها وتأهيلهم ودعمهم بالمشاريع التنموية والاستثمارية...

مأرب ليست بحاجة إلى معسكرات كبيرة وعسكر متمردين بقدر ما هي بحاجة إلى تنمية حقيقة ودعم صادق، حينها سيتصدى رجالها الأشاوس لكل من تسول له نفسه المساس بأملاك الشعب العامة من كهرباء ونفط وغيرها

لا اقصد هنا أن يتصدوا بالسلاح فهم ليسوا بديل للدولة والجيش الذي يُنفق عليه من قوتنا بل يكونوا عوناً للدولة، بفضح وكشف كل من تسول له نفسه القيام بهكذا أعمال،وأن وجود ثلة مرتزقة هنا وهناك بتمويل ودعم وتخطيط من خارج المحافظة لا يجعلنا نظلم مأرب وأهلها الكرام ونحكم عليها من خلال أولائك المجرمين المدعومين من جهات لا تريد الخير لليمن ومأرب.

وختاماً أناشد الدولة أن تشكيل هيئة مستقلة يوكل إليها إعادة تأهيل محافظة مأرب الأرض بإقامة بنية تحتية ومشاريع تنموية حقيقية،ومأرب الإنسان بتأهيله ودعم مشاريع ومؤسسات التعليم والمعاهد المتخصصة وغيرها،لتكون رافداً اقتصادياً ضخما ورافداً بشرياً رائعا يخدم اليمن كل اليمن ..

والله من وراء القصد...والقصد يعلم الله هو اليمن من باب مأرب..