آخر الاخبار
قرارات الرئيس تمثل نقلة نوعية لإرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة
بقلم/ محمد الحاج سالم
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 12 يوماً
الإثنين 15 إبريل-نيسان 2013 03:58 م

عانت اليمن كثيرا من حالة الانقسام في المؤسسات العسكرية والأمنية التي تركت آثارها السلبية على تلك المؤسسات حتى جاءت المبادرة الخليجية لراب الصدع الذي تركته هذه الانقسامات ومحاولة إخراج البلد من أزمتها وكان انتخاب الرئيس هادي الخطوة الأولى في طريق الألف ميل لانتشال أوضاع المؤسسة العسكرية والأمنية بشكل خاص والبلاد بشكل عام فالمؤسسات العسكرية والأمنية كانت في الفترات الزمنية المنصرمة منقسمة هنا وهناك وكانت ولاءات المؤسسة موزعة بين الحرس الجمهوري والأمن المركزي الخاضعة رأساً للرئيس السابق علي صالح والفرقة الأولى مدرع التي كانت تخضع مباشرة للواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع وكانت تلك الوحدات تدين ولاءها المطلق لهما دون الخضوع لوزارتي الدفاع او الداخلية والأمن وهكذا عانت البلاد الأمرين في عدم توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية حينها .

ومع حلول الربيع العربي بدأت التداعيات الشعبية والشبابية بتصعيد الفعل الثوري للمطالبة بالتغيير وتصحيح الأوضاع لتشمل مختلف مفاصل أجهزة الدولة ولتضع حداً لحالة الانقسام الذي أصاب المؤسسة العسكرية والمجتمع خاصة بمقتل بعد ان سالت الدماء البريئة التي أزهقت ظلماً في أكثر من موقع في ساحات التغيير السلمي وميادين الثورة الشبابية في العاصمة صنعاء والمدن الأخرى في بلادنا السعيدة .

وكادت الأزمة الخانقة التي مرت بها البلاد ان تخنق أنفاس الوطن المعطاء ودخوله في نفق الحرب الأهلية المظلم في العام 2011م لدرجة ان بعض السفارات قد أعطت الضوء الأخضر لرعاياها بمغادره اليمن وأعطت الأوامر لسفاراتها بالإغلاق والمغادرة للقائمين عليها ورعاياها الى دول الجوار لولا تدخل فخامة المشير عبدربه منصور هادي الذي حذرهم من الإقدام على هكذا خطوة انطلاقاً من ثقته المطلقة بتجاوز هذه المحنة / الظرف الصعب الذي تمر به اليمن بتكاتف كل الشرفاء على الساحة اليمنية والإقليمية والدولية من اجل عودة الحياة الى أوضاعها الطبيعية في مختلف الأصعدة والمجالات والتي آلت الى التردي خلال تلك الفترة بسبب محاولات الأطراف المتصارعة أحكام قبضتها على كافة المؤسسات وأبرزها المؤسستين العسكرية والأمنية واستطاع الرئيس هادي ان يتغلب على الصعاب وان يتحدى المستحيل حتى فاجأ العالم اجمع بمقدرته الفائقة وعبقريته الفذة في إخراج البلد من حالة حرب طاحنة وحمامات بل انهار من الدماء كادت ان تعصف بها وتحولها إلى بؤر ومقاطعات للعنف والاقتتال والإرهاب وإنقاذها في اللحظات الحرجة والوقت المناسب وتحمل في سبيل ذلك كثيراً من المآسي والآلام والتهديدات من قبل من لا يريدون لهذا البلد ان ينعم بالخير وان يكون آمنا مستقرا يعيش أبناؤه في عزة وكرامة وشموخ .

وأثبت الأخ عبدربه منصور هادي نائب الرئيس في ذلك الوقت مقدرة فائقة وحنكة سياسية وشجاعة نادرة في قيادته لدفة الحكم في بلادنا في حين كان بعض الساسة يراوحون( محلك سر ) في مربعاتهم الرمادية ويراهنون على عدم قدرة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة تلك التحديات الخطيرة ونجح عبدربه منصور الهادي في تأمين الخدمات الضرورية للمواطنين وتحسين الظروف المعيشية لهم في ظل أوضاع مأساوية خطيرة وانفلاتات أمنية خطيرة وصعبة للغاية وأزمات خانقة ومفتعلة بل ونجح في إدارة الحكم بامتياز واستطاع كبح تصورات بعض المتشائمين الذي كانوا يجزمون أن البلد ذاهبة الى نفق نشوب حرب أهلية مدمرة ومهلكة للزرع والضرع وكل ما يتعلق بالحياة والإنسانية .

وفي تلك الأثناء كان العالم والمحيطان العربي والإقليمي يراقبون الأوضاع المأساوية الخطيرة جداً في اليمن عن كثب حتى وصل الجميع الى قناعة تامة مفادها ان اليمن لا يمكن ان تخرج من أزمتها إلا برئيس توافقي يستطيع قيادة البلد إلى بر الأمان وتيقنوا علم اليقين ان الأخ عبدربه منصور هادي هو القائد الجدير بإدارة دفة الحكم وإخراج البلد من أزمتها وفك عقدة سلسلة المكايدات السياسية والحبك العسكري وانتشال أوضاع البلد المتهالكة على مختلف المجالات والأصعدة وحظي بن هادي بالإجماع المحلي والعربي والدولي كرجل للمرحلة العصيبة والخطرة في حياة اليمنيين وكان خير من يمسك زمام دفة الحكم في بلد تسوده الفوضى والعنف والاحتقانات والاضطرابات في أجزاء كثيرة من محافظاته .

وبانتخابه رئيساً توافقياً للبلد بدأت ساعة الزمان تسير عقاربها الى الامام واستطاع الرئيس هادي ان يشق طريقه في سبيل إعادة البناء والتغيير والإصلاح وسط تركة هائلة وثقيلة من التحديات والمؤامرات الداخلية التي كانت تحاول جر عجلة التغيير الى الوراء لإجهاض المرحلة الانتقالية وإفشال كافة المساعي والجهود الإقليمية والدولية لإنقاذ اليمن مما كانت فيه من حالات تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والانفلات الأمني والعنف والفوضى والفساد وبؤر التوترات والاحتقانات الى محاولة إخراج البلد الى بر الأمان وتجاوز تكرار مآسي الماضي الأليم الذي اكتوت به اليمن من أقصاه الى أقصاه عهود طويلة وكان عدد من القادة العسكريين الشرفاء في ذلك الوقت يبذلون الجهود العظيمة والجبارة في الميدان لدعم جهود الأخ الرئيس هادي ولعلنا يتذكر تلك المحاولات ( الست ) التي كانت تستهدف حياة الأخ اللواء الركن محمد ناصر احمد وزير الدفاع

وفي ذات السياق وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس هادي شارك الخيرون من الأشقاء والأصدقاء في الإسهام الفاعل بخبراتهم الطويلة والمجربة في وضع آلية جديدة لهيكلة الجيش والأمن على أسس علمية ووطنية خالصة لبناء المؤسسة العسكرية بناء صحيحا ينأى بها من الوقوع في قبضة الفرد او الأسرة او القبيلة لتكون مؤسسة حديثة للدفاع عن امن وسلامة الوطن والمواطنين واتخذت جملة ( حزمة ) من القرارات التي بدأت تدفع عجلة التغيير من خلالها نحو الطريق الصحيح وهكذا صبر وصابر فخامة الرئيس هادي ولم تقف بعض القوى التي لم ترقها حتمية التغيير والتطوير ومع تعاظم الهجمة السياسية والإعلامية المتزامنة مع تصعيد الأحداث كان شعبنا اليمني وقواه الوطنية الخيرة وبمختلف فئاته وشرائحه المدنية والاجتماعية والسياسية يشفقون على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قطع العهد على نفسه اما ان يصنع فجرآ جديدا ومشرقا للبلاد وأما ان يهلك دون ذلك ورويداً رويدا تم تقليم أظافر بؤر التوترات وأمراء الحرب بشجاعة الحليم وحنكة القائد الشجاع الذي لا يهاب نوائب الدهر آخذاً بعين الاعتبار الأبعاد الخلفية للصراع والمصالح القبلية السياسية التي تغذي موجات الأزمة بعين الاعتبار وأخيرا انتصر الشعب اليمني في محطة تاريخية من محطات التغيير والتطوير ومواكبة العصر بصدور القرارات التاريخية العسكرية التي وصفت بأنها غير مسبوقة لانقسام المؤسسة العسكرية هذه القرارات الشجاعة التي نالت إعجاب ومباركة مجلس الأمن الدولي والإتحاد الأوروبي ورعاة المبادرة الخليجية والتي اعتبرت تلك القرارات بأنها مصيرية وقوية وشجاعة وخطوة في الاتجاه السليم لاستكمال هيكلة القوات المسلحة اليمنية وتوحيدها وبنائها على أسس مؤسساتية لخدمة الوطن والمواطنين وبتلك القرارات الوطنية يكون الرئيس هادي قد ابلغ الرسالة للعالم والمحيط الإقليمي انه لا خوف بعد اليوم على المؤسسة العسكرية بعد ان توفرت الظروف الذاتية والموضوعية الداخلية والخارجية التي أثلجت صدور وقلوب كل المواطنين في بلادنا ومعهم كل شعوب العالمين العربي والدولي والتي شكلت حدا لإنهاء حالة الانقسام التي كانت تثقل كاهل المؤسسة العسكرية

وفي الختام التهنئة القلبية الحارة لفخامة الأخ الرئيس هادي وللأخ وزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد الذي كاد ان يستشهد خلال السنتين الماضيتين في 6 محاولات إجرامية لولا لطف الله عز وجل لا لشيء إلا أنه مؤمن بالقسم العسكري الذي قطعه على نفسه لأداء واجبه وصون حجم المسئولية الملقاة على عاتقه والتهنئة أيضاً للشهيد اللواء الركن سالم قطن صانع الانتصار في أبين رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء الأبرار ولكل الشهداء العسكريين الميامين الأبطال الذين فدوا بأرواحهم تربة الوطن بالتضحية والفداء.

كلمة أخيرة علينا الحيطة والحذر وان نواصل مسيرة التغيير والتطوير نحو الغد الواعد والمستقبل المشرق ويحق لنا أن نتساءل هل يتم اتخاذ خطوات احترازية جريئة لضمان تنفيذ هذه القرارات العسكرية الشجاعة باعتبارها تمثل نقطة الانطلاق نحو المستقبل لتنقل البلد نقلة نوعية لمواجهة التحديات التي تواجهها البلاد في هذه المرحلة التاريخية العصيبة التي تمر بها البلد .. خطوات احترازية تخرج البلد من أزمتها من خلال الرقابة الإدارية والمخابراتية لمتابعة تنفيذ القرارات وما بعد تنفيذ تلك القرارات حتى لا تتم عودة واستفحال بعض الظواهر السيئة التي كانت تسود بعض المناطق العسكرية والأمنية ومنها الحفاظ على حقوق أفراد المؤسسة العسكرية . وتحية ألف تحية لصناع الفجر الجديد والمشرق للوطن والدعوة نوجهها لبعض زملاء المهنة الإعلامية والمشتغلين بها أن يتقوا الله في هذا الشعب الصبور المناضل والمكافح والله من وراء القصد