آخر الاخبار

قريبًا.. لن يحتاج مستخدمو واتساب إلى الإنترنت لإرسال الصور والملفات عقوبات عاجلة على الإنتر و ميلان بعد شغب ديربى الغضب فى الدورى الإيطالى صنعاء..مواطن شجاع ينتقم من قيادي حوثي اغتصب ابنه في احد المراكز الصيفية عقب نفي الحوثي.. مصادر مطلعة في صنعاء تكشف لمأرب برس تفاصيل جديدة تثبت تورط المليشيات بفضيحة شحنة المبيدات الاسرائيلية في تطور خطير.. الحوثي يعلن رسمياً تأجير قطاع التعليم العالي في مناطق سيطرته لـ إيران أردوغان يتوعد بمواصلة كشف جرائم إسرائيل : هتلر العصر نتنياهو لن يفلت من المساءلة تعرف كيف تحمي نقسك من أساليب الاحتيال الاصطناعي.. إليك التفاصيل أبو عبيدة في ظهور جديد يكشف عن السيناريو الأوفر حظا للتكرار مع أسرى إسرائيل في غزة تعرف على الدولة العربية التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في سرعة الإنترنت الثابت والمتحرك الزنداني يضع المبعوث الأممي أمام الخطوات التصعيدية للحوثيين مؤخراً على المستويين العسكري والاقتصادي

اليمن السعيد...أبو الدنيا
بقلم/ بدر الشميري
نشر منذ: 11 سنة و أسبوع و 3 أيام
الجمعة 12 إبريل-نيسان 2013 04:17 م

حب الأوطان غريزة أبدية، ملازمة للإنسان السليم الفطرة، رسخت الأديان هذه الغريزة فـ (حب الوطن من الإيمان)، فلا تجد شعباً من شعوب الأرض ، إلا و حبه لوطنه يملأ قلبه،و يتفاخر ويعتز به،وانتماءه له ،ويعدد فضائله ومناقبه سيما إن ملك رصيدا حضاريا ضخما، قابع في أسفار التاريخ، وسلوك الحاضر وحضور المستقبل ..

ليس من العصبية الاعتزاز بالوطن، بل هو الشعور الوجداني، والتقارب العاطفي، والفعل الإنساني السوي، والامتزاج الروحي بنسمات الأرض، وجمال الموطن،وذكر الوطن تذكير بالمسئولية المناطة على كل وطني أمامه ،ورسالة تلزم القيام بالواجب تجاهه ،وكم أعجب أن أجد من يجعل لوطنه مساحة من حياته، ويكون شغله الشاغل ،وأحزن أن يغيب اليمن عن ذاكرة الكثير من أبنائه..

وقفة تأمل، واستعادة لدور اليمن عبر التاريخ، دور يعرف ويُعًرف به، وبما قدًم ،وليس غيره بأفضل منه ،انه اليمن السعيد، لكن السعادة استحقها لطيبة أرضه ورخاء عيشه(قديما) ،ولم توصف بلد بهذا الوصف إلا اليمن، ولكنه قًدم – للكثير- الكثير ويستحق أكثر من وصف..

لم تعرف شبه الجزيرة العربية - في اصطلاح أكثر الكتبة اليونان و اللاتين- إلا بالعربية السعيدة (اليمن ) ،وذهب المؤرخ الغربي (فلبي) - في دراساته لأحوال الجزيرة العربية- أن الأقسام الجنوبية من الجزيرة العربية(اليمن) هي الموطن الأصلي للساميين، وفيها نبتت السامية –و أيضا الكثير من الباحثين والمهتمين بدراسات ماضي شبه الجزيرة العربية، الى أن (عادا) هي أصل الجنس السامي،وقد عاشت بـ (الأحقاف) من أرض حضرموت- ومنها هاجرت منذ العصر (البالثوليتيك)، ومن اليمن تفرقوا الى الأقطار الأخرى..

اليمن هو (مهد العرب) - قال نشوان الحميري (يعرب بن قحطان هو أول من ألهم العربية المحضة ،واشتق اسم العربية من اسمه،ولليمن ينتسب العرب العاربة الساميون (نسبة الى سام بن نوح)، والعرب العربة القحطانيون (نسبة الى قحطان بن هود) ..

اليمن مصنع العرب، مد الجزيرة العربية بعدد كبير من القبائل اليمانية، قبل الإسلام بأمد طويل،وفي الإسلام،ومازال العنصر اليمني حاضرا هموم أمته العربية ،رغم كثرة همومه،وآلام جراحه..

انتشرت القبائل اليمانية من جنوب الجزيرة العربية الى الحجاز والشام والى شرق الجزيرة والعراق ،والى مصر وبلاد المغرب والأندلس ، ذكر الدكتور أحمد سوسة في كتابه حضارة الرافدين (انه في مطلع الألف الخامس قبل الميلاد هاجرت من جنوب الجزيرة العربية عن طريق الخليج قبائل استقرت في جنوب العراق حيث السهل الرسوبي الخصب والمياه الغرينية الدائمة والأراضي الخصبة)..

وسكنت بلاد الشام والعراق القبائل اليمانية (الغساسنة و المناذرة)،وأقامت حضارات عظيمة لم يغفل عنها التاريخ..

بظهور الإسلام،اسلم أهل اليمن، وتقدمت القبائل اليمانية صفوف الجيش الإسلامي، وحمت الإسلام في مهد نشأته،ثم مد الجيش الإسلامي أكثر من نصفه لينطلق خارج الجزيرة فاتحا الشام والعراق ومصر وفارس،والأندلس،وكانت الركن الأقوى تأثيرا في قيام وترسيخ الدول الإسلامية ،يقول المؤرخ العربي جورجي زيدان (قامت الدولة الأموية على أكتاف يمانية)..

اليمن ارض الحضارات المعينية،والسبئية والقتبانية،واثر تلك الحضارات على الجزيرة العربية وخارجها ،حتى افريقية المتسمية باسم احد ملوك حمير، ودور اليمن الرائد في التجارة ..

وللأدب والفن اليمني مكانة عظيمة، وحضور مشرف في الماضي والحاضر ،رغم ما يتعرض له حاضرا من السلب والتدليس ،ونسب الفن الجميل الأصيل الى غير أهله، يقول الأديب والباحث د. عبد الرحمن الرفاعي (إن الأدب قد بدأ لدى الشعوب الجنوبية في الجزيرة العربية ثم انتقل للشمال وإن أصل الموشح الأندلسي يمني)..

لا يتسع مقال واحد لسرد عظمة اليمن، ومكانته وفضـائـله عبر التـاريـخ ، و دوره منذ العصور القديمة ،وعصور تلت حتى يومنا هذا، و مازال دور اليمن لا ينكر، يقدم أبناءه ،ولم يبخل..

إن سرد هذه الكلمات للتذكير ،والتعريف بعظمة اليمن وتاريخه، من أجل إحياء القلوب الميتة عن حب الوطن الكبير (اليمن)،ومن وقعوا تحت تأثير الإعلام المضلل ،وأطراف تستثمره للنيل منه، وإعادة روح العزة، وتقوية الروابط بين الوطن والمواطن، فالانتماء يخلق تماسك ،وتكاتف الأيادي للعمل على تحقيق الأهداف النبيلة وحماية الوطن،أبي الدنيا السعيد حتى يعود كما كان..

badrhaviz@hotmail.com