عندما تريد أن تتحدث عنها فسوف تصل إلى نقطة ترى نفسك محتاراً وعاجزاً عن الحديث والبوح ,ليس لان التعليم فيها مجاني , وليس لأنها تملك مضمون دراسي سيوصلك إلى قمم النجاح , وليس لروعة كلياتها ومبانيها المتزينة بجمال التصميم الهندسي , وليس لوفرة المعامل التطبيقية في جميع أقسامها, وليس حتى لمنهجها الدراسي المعاصر , وكادرها التعليمي المتمكن.
فهي باختصار لا تملك شيء من هذا كله ؟!
ما قصدته هنا, انك ستظل محتار وعاجز عن الحديث لأنه لن تستطيع أن تذكر شيء جميل فيها لتمدحه , غير بوابتها التي تحمل أيات قرأنيه لسورة العلق (إقراء بأسم ربك الذي خلق).......
فهذا هو الشئ الوحيد الجميل في جامعة صنعاء .. بواباتها فقط ؟؟!
أما بالنسبة لما خلف هذه البوابات فلن تجد سوى الصراعات العقائدية ,والأيدلوجية , والطائفية بين طلابها وموظفيها , حتى أعضاء هيئة التدريس فيها والذين يعتبرون الأساس والمرجعية العلمية القانونية والنظامية في الجامعة.
فلو حاولت عزيزي القارئ أن تذهب لتسأل احد موظفي هذه الجامعة عن سبب الإضرابات المتكررة فيها ؟
فسوف يكون الرد بسيطاً جداً ومختصراً بعبارة (إنها جامعة صنعاء)
أما إذا سألت احد طلابها عن ماهو سبب الفوضى العارمة في الجامعة؟
فسوف يرد عليك بكل بساطه وبنفس العبارة (إنها جامعة صنعاء).
وإذا لم تقتنع وأردت ان تتأكد من إدارة الجامعة عن ما هي الأسباب التي أدت الى هذه الصراعات والغوغائية الحاصلة في الجامعة؟
فسوف تستمع إلى نفس العبارة المتكررة على مسامعك وهي (إنها جامعة صنعاء).
وإذا أردت أيها المتأمل أن تعلم ماهو عمل اتحاد الطلاب في اي جامعة في العالم فسوف تجد عمل هذا الاتحاد هو مراعاة مصلحة الطالب والتنسيق مع الجامعة لما يخدم مصالح الطلاب في كافة الأنشطة التي تعتمدها لائحة نيابة وعمادة شؤون الطلاب، وهدف إتحاد الطلاب الأساسي هو المشاركة الفاعلة بين الطالب والجهات الرسمية في الجامعة أو ما يشابهها في الجامعات المحلية والدولية.
ولكن في اتحاد جامعة صنعاء فالعمل والخدمات التي يقدمها للطالب هو تعميق الجرح والتشطير والانقسام بين الطلاب, وإذا سألت احد أعضاء هذا الاتحاد لماذا هذا الانقسام في الاتحاد مع أننا نعلم انه نقابه مستقلة كما يقولون؟
فسيكون الرد كالمعتاد (إنه اتحاد طلاب جامعة صنعاء).
ستضل مندهشاً ومستغرباً !! لماذا هذه السخرية المتكررة على لسان كل من يعمل او يدرس في جامعة صنعاء .
هل ذنب هذه الجامعة أنها كانت في يوماً ما شعلةً لثورة التغيير التي أعادت روح الكرامة لهذا الشعب ؟!
أم لان طلابها لم يفهموا جيداً كيف تكون حرية التعبير , والمطالبة بالحقوق وفقاً للأساليب المدنية والحضارية بعيداً عن الهمجية.
أم لأن الإدارة وأعضاء هيئة التدريس , لم يعوا بعد أنهم يحملون رسالة ربانيه وهذه الرسالة هي تعليم الأجيال وزرع مبادئ، وتخريج خريجين للقيام بعملية التنمية المستمرة لهذا الوطن .
وفي الختام عزيزي القارئ أرجوك لا تستغرب من هذه المتناقضات.
فعلاً إنها جامعة صنعاء!!
شابة يمنية تحقق انجازا تاريخيا في بريطانيا ومن معقل المهاجرين اليمنيين وتفوز بعضوية البرلمان البريطاني
طباعة الصفحة
كتابات
