مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات اليمن تسجل أول حالة إصابة بـ ''جدري الماء''.. ماذا نعرف عن هذا المرض؟
بدأت قضية صراع التوجهات والسياسات في إدارة قناة الجزيرة تظهر على السطح بشكل جلي، واحتلت في الآونة الأخيرة حيزا كبيرا من الجدل وإبداء الاصطفافات بين تيارين يتجاذبان دفة قيادة القناة الأكثر جدلا وأوسع تأثيرا في الإعلام العربي، والجديد في القضية أن الإعلام دخل ساحة الجدل وتدافع التياران حول توجه قناة الجزيرة في المرحلة القادمة بين تبعية الرؤية الأمريكية في التغطية الإعلامية والرؤية الممانعة لهذه التبعية والتي أدخلت القناة على مدى السنوات الماضية في مواجهة معلن
ة مع الإدارة الأمريكية.
أحدث ما تناوله الإعلام في هذا الشأن ما كتبه كل من داني ستشتشر في مقال له في موقع ميديا تشنيل، أكد فيه نقلا عن مصادر داخل قناة الجزيرة أن صراعا داخليا يحتدم الآن حول استقلالية الجزيرة وسياساتها التحريرية، ومحاولة جذبها إلى دائرة أكثر انسجاما مع الرؤية الغربية وتحديدا الأمريكية.
ويعتقد داني أن مجلس الإدارة الجديد ذو التوجه الموالي للولايات المتحدة ويضم السفير القطري في واشنطن حمد الكواري ورئيس تحرير مجلة نيوزويك العربية محمود شمام وكلاهما من المتعاطفين مع الأجندة الأمريكية في المنطقة، هو ما يثير الشائعات في الساحة الإعلامية العربية بتغيير السياسة التحريرية للقناة بما يتناسب والأجندة الأمريكية، وتعتقد مصادر مطلعة تحدثت إلى داني أن الولايات المتحدة استبدلت سياسة التغيير الهاديء في السياسة التحريرية لقناة الجزيرة بدلا من اللجوء إلى القصف واستخدام القوة الذي كانت إدارة بوش تخطط له لقصف مكاتب الجزيرة.
الحديث عن السياسة التحريرية يتلازم مع حديث موازٍ عن التيار المسيطر والذي يقود قناة الجزيرة، فالتيار "الأمريكي" في القناة يكثر الحديث مؤخرا عن سيطرة التيار الإسلامي على القناة متمثلا بمدير الشبكة وضاح خنفر وعددا من مساعديه، ويتهمه بالتسبب بانحدار مستوى القناة، التي تؤكد كافة الاستطلاعات تصدر الجزيرة القنوات المؤثرة في العالم، والأكثر شعبية في الشارع العربي.
وينقل الكاتب القطري محمد المسفر في صحيفة الشرق القطرية عن أحاديث يرددها أحد أعضاء مجلس إدارة شبكة الجزيرة في المقاهي التي يدمن التردد عليها قوله " لقد أطحنا بالتوجهات الإسلامية في الجزيرة ولن نعود نرى ما يزعج الطفل العربي من مآسي مخيمات الفلسطينيين وكذلك ضحايا الغارات الإسرائيلية وكذلك المناظر المؤذية التي يقترفها المسلحون!!!" ويستمر الحديث نقلا عن ذلك المنتدب نفسه للترويج عن ما يقال عن الجهود الحثيثة للقضاء على العناصر القومجية «القومية» في المحطة الذين عادوا بالإعلام إلى مرحلة الستينيات من القرن الماضي، وإعادة تنظيم إدارة التحرير بما يتفق ومتطلبات المرحلة .
ويضيف المسفر في مقاله متخوفا من المساس بسياسة القناة "والحق ان دولة قطر قيادة وشعباً لن يقبلوا بالمس بسيادة دولتهم أو المساس والتشكيك في وطنية أسرتهم الحاكمة، ولكن أنبه إلى خطورة المساس بالمحطة وسياستها التحريرية".
وفي سياق الهجوم على التيار المسيطر على قناة الجزيرة حسب إدعاء التيار الأمريكي العربي إدّعى حافظ الميرازي الذي عمل مديرا لمكتب الجزيرة في واشنطن أن استقالته من قناة الجزيرة جاءت ردا على تعيين وضاح خنفر – الإسلامي- مديرا للقناة.
وقال في مقابلة مع صحيفة الحياة أنه لما وجد إن لا فائدة من إصلاح القناة في ظل هيمنة التيار الإسلامي عليها، ولأنه لم يعد قادرا على الدفاع عن قناة الجزيرة داخل أمريكا، لم يجدا بدا من الاستقالة.
واستنكر الميرازي أن تصبح القناة ناطقة باسم حركة حماس، وعلى «الجزيرة» "ألا تلعب على نغمة «الشارع عاوز كده»، لان من شأن ذلك أن ينسف كل المعايير المهنية. من هنا أتت قراراتي متدرجة، وقررت إن لم أفلح في تغيير سياسة القناة الجديدة ألا أكون مديراً لمكتبها، وأكتفي فقط بإعداد برنامجي. أما أن أشارك في الأجندات السياسية الجديدة للبعض، وإظهار أميركا بصورة سلبية على الدوام، فأمر لا أرضاه لنفسي، وهو بعيد عن المهنية".
إذا يعتقد التيار المتبني للأجندة الأمريكية أن مشكلة الجزيرة تتمثل في هيمنة التيار الإسلامي على مفاصلها الرئيسية لأن من شأن ذلك إغضاب الإدارة الأمريكية، ولذلك لا بد من تغيير سلس وهاديء لسياسة التحرير بما يتوافق والأجندة الأمريكية.