في الذكرى ال35 .. عودة الحمدي ورحيل الإمامة
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 5 أيام
الخميس 18 أكتوبر-تشرين الأول 2012 03:42 م

إغتيال الحمدي كان إغتيال لثورة سبتمبر، وقدوم صالح عودة الأمامة، والإطاحة به اليوم إطاحة بها، وعودة ذكرى الحمدي لتتصدر الفعل الثوري، إنتصار لثورة سبتمبر ونجاح لثورة فبراير. عندما غادر الحمدي الحياة، غادرت أحلام الشعب اليمني أربعة وثلاثون عام، وعندما عاد الأمل إلى صدور الشعب في تحقيق الأحلام التي ماتت بموت الحمدي، عاد الحمدي إلى الواجهه ليتصدر أحلام الشعب بدولة العدل والمساواة، وأصبح مرافقاً لهم في المسيرات والإعتصامات. وقد شهد هذا العام إحياء ذكريات عدة، إضافة إلى ذكريات أعياد الثورة،

سبتمبر وأكتوبر، وعيد الوحدة، بداية بالذكرى الأولى لانطلاق الثورة الشعبية في الحادي عشر من فبراير، ومن ثم الذكرى الأولى لجمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس، وذكرى محرقة تعز بالحادي عشر من مايو، وذكرى مجزرة كنتاكي بالثامن عشر من سبتمبر، وأخيراً ذكرى إغتيال الحمدي بالحادي عشر من أكتوبر.

المتابع لأخبار اليمن من غير اليمن، والمشاهد للمظاهرات والمسيرات والإحتفالات، والذي لا يعرف شيئاً عن الرئيس إبراهيم الحمدي، عند مشاهدته إحياء الشعب اليمني الذكرى الخامسة والثلاثون على إغتيال الحمدي، سيتساءل ظناً منه أن الحمدي أغتيل العام الماضي في 11 أكتوبر 2011م أي بعد مجزرة كنتاكي، وسيضيف كيف وأين ومتى حكم إبراهيم الحمدي اليمن، قبل صالح أم بعده؟!

إذا كان قبله فلماذا تم تغييب تاريخ هذا الرئيس وسيرة حياته طيلة حكم صالح؟ ولماذا لم يقدّم صالح ملف تحقيق في القضية والكشف عن المتورطين ومحاكمتهم؟ ولماذا لم يحيي ذكرى الإغتيال كل هذه الأعوام؟ ولماذا الإعلام الرسمي لم يتطرّق حياة الحمدي ولم يظهر صوره، أم أنها لا توجد صور مؤرشفة لهذه الهامة؟! ولماذا لم يذكر إنجازته وتاريخ نضاله، أم أنه لم يقدم شيء

لليمن؟!.

ولماذا الشعب لم يحيي ذكرى إغتيال الحمدي منذ 34 عام؟ولماذا لم يطالب الشعب أو أسرة الحمدي أو الحزب الناصري بالتحقيق في الإغتيال؟.

وإذا كانت هذه هي الذكرى الخامسة والثلاثون، فهل تعد الأولى، لعدم إحياء ذكرى الإغتيال منذ 34 عام؟! بالذات من قبل الجانب الرسمي، والتغييب الإعلامي لتاريخ هذا الرجل العملاق، والأسطورة في تاريخ اليمن. وأكثر ما نستغرب نحن جميعاً التغييب الإعلامي الذي مارسه الإعلام الرسمي منذ تولي صالح الحكم، والمحاولة الظالمة لطمس تاريخ الحمدي من قبل صالح ونظامه الذي لم يحيي ذكرى على إغتيال الحمدي، ولم يذكره يوماً على لسان، حتى أنه لم يطالب قولاً وليس فعلاً بالتحقيق في إغتيال الحمدي، في الإعلام فقط، لتبرئة شخصه أمام الشعب، كما أنه يجيد لغة تزييف الأحداث وصرف الأنظار عن الفاعل.

وأكثر ما يلقي الإتهام على صالح، صمت أسرة الحمدي عن المطالبة بالتحقيق في القضية، أو رفعها إلى محكمة الجنايات الدولية طيلة حكم صالح، وهذا مؤشر واضح إلى أن أسرة الحمدي تعرضت للقمع والإستهداف، ولم تتمكن من

المطالبة لعدم وجود قوة حماية تتصدى للقوة التي كان يتمتع بها صالح لتصفية خصومة بطريقة غير مباشرة، وآخرها محاولة الإغتيال التي تعرض لها

أحد أقارب الحمدي عندما كان في طريقه إلى إعداد الملف لرفعه، ولا يخفى على أحد من يمتلك النفوذ المسلّح في العاصمة، والعصابات المسلّحة المنحدرة من بعض ألوية الحرس والأمن المركزي، ومحاولة الإغتيال هذه ليست إلا نسخة مما سبق من الإغتيالات، ومن القمع والعنف ضد كل من يريد أن ينتزع حقوقه.

بعودة ملف إغتيال الحمدي إلى الواجهة، أصبح كابوس يؤرق صالح ويحرم جفنيه النوم، ووضعه أمام حقيقة لا مفر منها، والنفس البريئة لا تغيب، تبقى معلّقة إلى يوم معلوم، مهما غيبتها الأكاذيب وتزييف الأحداث وقوة السلطان.