المخلوع الثاني في حكومة الوفاق بين الانتصار و الانتحار
بقلم/ معاذ راجح
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 10 أيام
الخميس 04 أكتوبر-تشرين الأول 2012 05:31 م

لم يقترف أحد قبله من وزراء التعليم العالي قرارات إستراتيجية بهذه الجراءة والشجاعة وبوقت قياسي وارتجالي ، ما يعني ان السيد الوزير يخطط لانتحار بطيء قد يودي به إلى مصير مشابه لسابقيه أو قد يرتقي به للإنتصار لوعد الشرف ومستقبل اليمن الحقيقي.

دعونا نبتعد عن رفوف السياسة والأتربة المتكدسة على كتل الملفات المثقلة بما تحمل من قضايا عويصة ومعقدة تنحدر من عشرات السنين الماضية ،وهيا بنا نهرب للمستقبل الذي نريد ولنعش برهة لنعرف الخطأ قبل وقوعه ونصلح غدنا بعد ان خربنا أمسنا ويومنا الأزف هو الأخر دون أي تقدم ملموس .

"ستكون هناك حاجة ملحة لنوع مختلف من التفكير قادر على ابتكار حلول، إذا كنا سنعمل لتجنب مخاطر المستقبل الأقصى" بهذه الكلمات القاطعة كتب "جيمس كانتون" "مقدمة كتابه" المستقبل الأقصى ، والذي نأمل ان يترجمه المهندس هشام شرف وزير التعليم العالي إلى ارض الواقع وان يطبق ما يمكن منه ليس على أمريكا كما هو حديث الكتاب ، بل على الوزارة العجوز بمواطنيها الشباب المغلوب على أمرهم والذين استبشروا بالأمل من جديد بعد أن آلت إدارتها للوزير المشهود له بالوطنية والإتقان في أكثر من مكان .

وللوزير تأريخ عظيم يشفع له عند منتسبي الوزارة الحائرون من مواقفه المبهمة في أكثر من قضية أولها طلاب الإستمرارية وثانيها العائدون من سوريا وووو... إلى نهاية الإستحقاقات المتأخرة على وزارة التعليم العالي والمطلوب سدادها وتنفيذها قبل اندلاع ثورة المتعلمين التي أطاحت بالوزير السابق قبل ان تندلع شرارتها الأولى ، ما يعني أن السيد هشام شرف أمام مفترق طرق واختبار صعب للتاريخ العظيم والسمعة الطيبة التي خلفها في نفوس العاملين معه في لوظائف المتعددة التي شغلها .

وللتذكرة لم تكن استقالة وزير التعليم العالي السابق الدكتور يحيى الشعيبي عبثية كم يعتقد البعض أو استسلام للأمر الوقع بلا هي لحظة صادقة فضل الوزير فيها الوفاء لماضية والنأي بنفسه عن المهمة المراد له فيها تدمير التعليم العالي وخيانة الماضي النضالي ، ما يعني أن أول الدروس التي يجب على المهندس هشام أن يستخلص منها العبر ويعرف مكامن القوة والضعف في سياسة قرينه الشعيبي ، واعتقد أن المهندس على قدر عالي من الذكاء والفطنة ما قد يجعله وزير إنقاذ وطني للتعليم العالي أو عامل هدماً لا وطني للتعليم القائم في اليمن حتى اليوم.

وكما يعلم الجميع أن وزارة التعليم العالي واجهة الأنظمة القائمة والحصن الأول أمام شباب المستقبل الناقمون على الواقع المعاصر ، ما يجعل القائم على إدارتها كالجالس على فوهة بركان كلما حاول أن يخمد نيرانه كلما زادت درجات الحرارة والقوة المعاكسة للفعل ما يعني أن انفجار الثورة في وزارة التعليم العالي مسألة وقت وعلامتها قد بدأت واضحة بالحراك الطلابي الحاصل في جامعة صنعاء وتعز والبيضاء وما تشهده جامعة ذمار وحجة والتحذيرات القادمة من الخارج في الهند وماليزيا والجزائر وغيرها من البلدان التي للوزارة مواطنين مبتعثين فيها ويكتوون بنيران الفساد المتفشي في مرافق الدولة والطاغي على مؤسساتها التعليمية .

إن الثقة التي منحت للوزير محدودة كما يرى المراقبون في حين ينتظر الآلاف من الطلاب والأكاديميون ومنتسبي التعليم العالي في اليمن قدرة الوزير هشام شرف على حل المشكلتين الواقفتان أمام بوابة وزارته وهي طلاب الاستمرارية والعائدون من سوريا ، وفي حال نجح الوزير فيهما فهذا يعني أنه أعادة الثقة لمنتسبي التعليم العالي واسترجع هيبة الوزارة ، وأظن أن الوزير حريص على ثقة مواطنيه أكثر من حرصه على سمعته وهي ميزة تحسب للوزير الوطني .

كنت في مقال سابق لي بعنوان "دعوة لوزير التعليم العالي للخروج من عباءة الماضي والعودة إلى سرب الوفاق " حذرت فيه الوزير السابق الدكتور يحيى الشعيبي من غضب المتعلمين ونهائية المخلوعين وأشرت للنهاية المتوقعة للسياسات التي اتخذها الوزير بقولي فقد "تكون الحامل الأول للقب المخلوع في حكومة الوفاق" ، وأنا هنا أذكر المهندس هشام شرف واشد على يديه أن لا يضحي باحترام الناس له ويضع ماضية وحاضرة على كف عفريت في معركة خاسرة وحرب معروفة النتائج ضد القدر الإلهي الذي جعل الشباب فرسانه بلا منازع .

وارجوا أن يفهم السيد المهندس واقع اليمن وان ينهض بمؤسسات التعليم ويترك الكلام وسياسة التسوية والتعليل والتأني كي لا يكون حامل لقب المخلوع الثاني في حكومة الوفاق الوطني خصوصاً أن أعداء الوزير كثيرون بقدر نجاحاته السابقة وهم ينتظرون كبوة جديدة للمهندس تخرجه من دائرة الأضواء إلى ماضي الزعماء والمسئولين المنتهية صلاحيتهم .

mthyemen@gmail.com