المال الحرام
بقلم/ ابراهيم القديمي
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 20 يوماً
الأربعاء 03 أكتوبر-تشرين الأول 2012 07:00 م

ثلاثة ملايين جنيه " 500 ألف دولار " إجمالي الفساد الذي ثبت ضد رئيس وزراء مصر السابق احمد نظيف والذي استحق على إثره حكما قضائيا بالسجن ثلاث سنوات مع إعادة كامل المبلغ لخزينة الدولة .

إن خبرا كهذا نزل على أسماع اليمنيين المخلصين كالصاعقة حينما رأوا فلول النظام المصري الآفل يتساقطون كأوراق الخريف واحدا تلو الأخر بينما يقبع آلاف اللصوص من ناهبي المال العام في بلادنا في أبراج عاجية .

حدثني رجل أعمال حضرمي موثوق يقيم في إمارة أبو ظبي ان عدداً من المحسوبين على الرئيس السابق اشتروا عقارات بملايين الدولارات في مارينا دبي

علامات الغضب والحزن بدت على محيا محدثي حينما قال ان بعض هؤلاء اللصوص اشتروا أبراجاً كاملة من فئة السبع نجوم يصل ثمنها الى 200 مليون دولار.

على المستوى الشخصي لا استغرب هذا الطرح لأني أعلم علم اليقين ان صحفيا من الدرجة الرابعة من زمرة صالح بلغت ثروته في بنوك المانيا الاتحادية وحدها 800 مليون دولار كما يمتلك صاحبنا هذا 12 فيلا في العاصمة صنعاء جميعها مؤجرة لوزارة الخارجية بالعملة الصعبة فضلا عن المزارع المثمرة بفاكهة المانجو والأراضي والجنسية الكندية التي يحملها .

وزير من رموز الفساد الصالحي البائد بدا حياته بالتدريس في جامعة صنعاء كان يركب المواصلات العامة وما ان ترأس إحدى الوزارات حتى تحول إلى رجل ثري يمتلك الفلل والقصور والشركات في مختلف أصقاع المعمورة مع رصيد بنكي في المانيا يحتوي على 300 مليون دولار و200 مليون يورو .

وزير أخر تسلم وزارة سيادية وكان أجيراً عند صالح وأسرته وفي غضون سنوات محدودة استطاع ان يشيد برجا كبيرا في إحدى الأحياء الراقية بصنعاء وما خفي كان أعظم

وزير ثالث يمتلك عقارات غالية القيمة في عاصمة الضباب لندن ويحمل جنسية كندية وبلغ الفساد في وزارته حدا لا يطاق.

محافظ ليس له حظ في التعليم المتوسط والعالي يمتلك ثروة هائلة تصل الى 240 مليون يورو في إحدى دول الاتحاد الأوربي.

أستاذ جامعي تربطني به صداقة وقبيل اندلاع ثورة الشباب كان ينتقد نظام صالح نقدا لاذعا ويصف المجتمع اليمني بالمجتمع البهيمي ورغم توقعي بانضمامه إلى ثورات الربيع العربي المباركة اتخذ موقفا معاديا لها بل طالب بمسح ساحة التغيير بصنعاء بقوة الحديد والنار وحينما سالت عن السر عرفت من مصادر موثوقة انه حصل على سيارة برادو موديل 2011 ومبلغ 20 مليون ريال من المخلوع وابن شقيقه كرشوة لمواقفه المؤيدة

شيخ قبلي شديد التخلف بذيئ اللسان هدد وزير المالية صخر الوجيه تحت قبة البرلمان بقوله " سوف أربيه " وبسؤالي احد المسئولين في وزارة المالية عن سر هذه الهجمة أكد لي ان صخرا امتنع عن صرف شيك بقيمة 300 مليون ريال خصما على موازنة شئون القبائل لعدم قانونيته الغريب أن هذا الشيخ بلغت مديونية وزارة الكهرباء على منزله فقط 30 مليون ريال .

مسؤول في الفضائية اليمنية استحوذ على المنصب لأكثر من 30 عاما وهو الذي لا يفرق بين أبجديات العمل الإعلامي استطاع صاحبنا هذا ان يمتلك عقارات في القاهرة وبيروت وكازابلانكا إلى جانب فيلا في عدن وعمارة متعددة الأدوار في صنعاء.

الأمثلة تطول ولا يتسع المجال لذكرها ولكن حينما يقارن المرء حجم الفساد بين نظامي مبارك وصالح يجد ان مجال المقارنة معدوم فصفوت الشريف الذي مكث وزيرا للإعلام حين من الدهر وتقلد مناصب مهمة منذ حكم محمد نجيب لم تتجاوز ثروته في بنوك جنيف مليوني يورو وهو الآن يقبع في السجن بينما يعد هذا المبلغ "جعالة العيال في النظام الصالحي" .

إن هذا الهراء لا يحتمله عقل إنسان ويبعث على التقزز والحسرة في نفوسنا كنخبة مثقفة تحلم بغد أفضل لبلد مزقته الحروب والخلافات وجاء الشاويش علي ليكمل ما أفسده الدهر فسلم مفاصل البلاد للرعاع والأميين والمشائخ وبائعي الضمائر وأنصاف المتعلمين.

لا غرابة إذن ان نجد في عهده المتخلف وزراء وسفراء ومحافظين وبرلمانيين وضباط ورؤساء مجالس مؤسسات إعلامية ومدراء عموم لا يحملون اي مؤهل علمي نفتخر به أمام الآخرين .

ان استرداد المال العام من هذه العصابة هو التحدي الأكبر أمام رئيس الدولة والبرلمان وحكومة الوفاق وبدلا من اللهث وراء المانحين يجب مطاردة هؤلاء اللصوص عن طريق التسريع في إرساء قضاء قوي ونزيه وعادل يبت في هذه القضايا بشكل مستعجل .

إن التقارير الدولية أكدت على ان 10 ملايين يمني يقبعون تحت خط الفقر ويعد هذا مصدر إحراج لنا إذ كيف يتأتى ان توصف اليمن بالبلد الفقير وقد حباها الله تعالى بموارد كثيرة ومتنوعة ابتلعها الفاسدون بالأدلة الموثقة .

ان الاتفاقيات المجحفة التي تمت في جنح الليل وتقاضى لوبي الفساد بسببها عمولات كبيرة ورشاوى محرمة دليل صارخ على ان اليمن بلد غني بموارده فهو يجمع بين النفط والغاز والمنتجات الزراعية والأسماك والسياحة والمعادن والموارد البشرية لكنه يفتقر إلى الإدارة الحديثة.

والحال كذلك لا غرابة في ان يتلقى وزير العدل تهديدا بالتصفية الجسدية عقب عودته من المؤتمر الدولي لاستعادة الأموال المنهوبة الذي عقد في العاصمة القطرية مؤخرا (للحديث بقية )

د. محمد حسين النظاريشرف التعليم العالي
د. محمد حسين النظاري
عبدالله بن عامرمؤتمر صالح سميع
عبدالله بن عامر
هاني غيلان عبد القادرمن الداية إلى الولاية
هاني غيلان عبد القادر
مشاهدة المزيد