الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب
تسعى الدول الكبرى والمحترمة للتهرب والتشرد من تبعات الاعتذار أخطاء الماضي ، وتراكمات الخطأ الاستعماري ، وتلجا لوسائل التعويض المعنوي والمادي لجرائم أو تجاوزات إنسانية أو عرقية أو ممارسات ارتكبها جنودها أو مواطنيها في حقب زمنية سادها الصراع العسكري والديني والسياسي . تسلك الدول كل الطرق لتجنب الاعتذار والاعتراف بجرائمهم وجرائرهم نحو الشعوب والأوطان المظلومة ؛ لما يترتب على هذا الاعتذار من الواجبات والحقوق الأخلاقية والفكرية والسياسية والتاريخية والقانونية ، والتي تستوجب تضحيات مادية ومعنوية وأخلاقية تدفعها الدول المعتذرة ابتداء من الاعتراف الأخلاقي والقانوني والتشريعي ، وتستمر في تطوير الشعوب المظلومة ، ورد الحقوق المادية ، والتعويض عن الضحايا البشرية ، وتأهيل الشعوب والدول التي وقع عليها الظلم اقتصاديا وسياسيا وادريا .
اليمن بلاد العجائب والمتناقضات ، ويصدق عليها : " ابتسم أنت في اليمن " . الدولة والحكومة والقيادات السياسية يتبارون للاعتذار للجنوب ، والإقرار بالجرائم التي ارتكبت في الجنوب تجاه البشر والحجر والمدر . هذا السيل الجارف من ثقافة الاعتذارات والصحوة الإنسانية التي جاءت بعد اثنين وعشرين ربيعا من الممارسة الالغائية . الاعتذارات توحي بان القوم سكارى ولا يعرفون ما يخرج من ألسنتهم ، أو أنهم يلفظونها تقية ، وما يوقر في الصدور يخالف ما يلفظونه عن التسامح وتصحيح الأخطاء ، والأقرب بأنها تستند إلى ثقافة قبلية تنتهي عندها أصعب المشاكل بالتضحية بعدة أثوار مسكينة على عقلية " ما بله نحن إخوان " .
هذه الاعتذارات البيضاء ينظر لها الكثيرون بأنها فخاخ لفظية ومسلكية نصبت لتوقع الطيور الهائمة من أبناء الجنوب وقياداته وأحزابه للوقوع في مصيدة الحوار ، وليظل الواقع الملموس والمعاش على حالة دون بوادر حسن نية تصحح ولو جزء ضئيلا من الأخطاء والممارسات الخاطئة التي تزداد ضراوة مع تقاطع المشاريع واختلاف المصالح ، وتتعدد الرؤيا عند علية القوم في المركز ، هذه الاعتذارات الديلفري " السفري " مع خدمة توصيل الاعتذارات للبيوت والمجالس والدواوين تجب ما قبلها في ثقافة وفكر القوم ؛ ليبقى الواقع المرير في الجنوب قائم ويزداد توغلا وطبعا " القانون لا يحمي المغفلين " .
السماء تمطر اعتذارات في الإعلام ، والأرض في الجنوب ساحة للصراعات الحزبية والسياسية والعسكرية . ظواهر التهميش والظلم والسطو على الأراضي ، وتكريس الأمر الواقع الخاطئ بإجماع الجميع في معادلة تتفاوت طرفاها بين اعتذارات لفظية لا تتجاوز مكان مطلقها ، وواقع ميؤس يزداد بؤسا وتوترا وتهميشا وإقصاء . كيف سيقبل المواطن البسيط الأطروحات بالتصالح ، وتجاوز الماضي ؟ ، وهو يعيش ممارسة أقسى واشد مما عاشه في الفترة الماضية ؟! ، كيف سيقبل الموظف الظلم والتعسف الذي مورس ضده بحجة " عليك مراجعة صنعاء " ، وهو يرى بأم عينه التعينات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والحكومية تستبعده وتزيد ظلمه ؟ ، ولكن تحت حجة العهد الجديد .
الاعتذار .. هل يفهم مطلقو هذه الكلمات معانيها أو يستشعروا المظالم التي عاشها أناس ، فقدوا الدولة والأمن ، وانتقلوا بقدرة قادر إلى وصية الشيخ والعالم والقبيلي والمتنفذ . لن يفهم المواطن البسيط والموظف والسياسي والمعارض كلمة الاعتذارات الجوفاء ، ما لم يروا نتائج الاعتذار ترتسم على ارض الواقع ، ويعيش الناس أمنا وسلاما ويرون العدالة تتجسد في حياتهم ، ويصلهم صدى معاني الاعتذار ممارسة وسلوكا وفعلا ومنهجا قائما ، فضلا عن أنهم يعايشوا القتل والتشريد والاستسلام لما يفرض عليهم وان يغمضوا عيونهم ، ويخفضوا رؤسهم لسيدهم الجديد ، ويقبلوا بالفتوى المقدسة ويقولوا سمعنا واطعنا .
يجيد البعض تبادل الأدوار ، واستبدال الشخوص ، فها هي بعض الأحزاب المفرخة ، والتي ستدخل الحوار ترفض الاعتذار للجنوب ، فهذه الأحزاب الثورية التي ترفض الاعتذار ، هل ستقبل بنتائج الحوار وقراراته ؟! ، طبعا الطبخة مكشوفة وواضحة ، فالاعتذار الذي سيصدر ، ويترتب عليه العديد من النتائج سيكون مفرغا من مضمونه ، لان بعض الأحزاب والجهات ترفضه ، وبالتالي فهو لا يعبر عن الشعب ، وستتكرر لعبة المراوغة وتبادل الأدوار . استمرار الحال من الحال ، وإذا استمر الوضع لما هو عليه سيكفر الشعب والناس بالاعتذار والحوار ، وشعارات الحرية وألفاظ المزايدة بالوطنية ؛ كما كفروا بأشياء كثيرة كنا نزعم بأنها مقدسات لا تغير ولا تبدل ؟! .
faizbinamar12@gmail.com