عاجل للأخ الرئيس
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 19 يوماً
الثلاثاء 11 سبتمبر-أيلول 2012 08:42 م

الأخ الرئيس نعلم جيداً مشاغلك الكثيرة و نقدر همومك العديدة والضغوط الداخلية و الخارجية التي تتعرض لها و التي ربما لم يتعرض لها رئيس من قبل .

حمل وطن بأكمله برجاله و نسائه ، بشيوخه و أطفاله ، بشرقه و غربه ، بشماله و جنوبه ، بأمنه و سلمه ، بقاعدته التي تقتل أبناءنا في أبين و غيرها و بأنصار الله الذين يقتلون أبناءنا في دماج و غيرها ، بأحيائه و شهدائه ، حمل وطن باقتصاده المنهار و خدماته الشحيحة و بأنابيب النفط و الغاز المتفجرة ( بفعل فاعل ) و بأعمدة الكهرباء المخبوطة ( بفعل فاعل ) بجيش منقسم متأجج بالتوتر و مثخن بالتوجس و الارتباك !

حمل وطن ينؤ بالصراع و الأزمات و الفتن و تتجاذبه أطراف و قوى و مصالح قد تعصف به في أي لحظة و هناك حرب سرية دائرة بين قوى الخير و الشر فيه نأمل ان تنتهي سريعاً لصالح خير الوطن ، و تبعد عنه قوى الشر التي تحاول عرقلة عجلة التغيير و إبقاء هذا البلد بين براثن الفساد و القهر و التخلف .

وأنت أيها الرئيس أمام كل هذا و بين كل هذا تقود السفينة في كل هذا الصخب و كل هذا البحر العاتي الأمواج باذلاً كل ما تستطيع و أكثر لإيصال السفينة إلى بر الأمان .

نعم أيها الرئيس نحن نعي كل هذا ... و ثق أننا كشباب ثورة وكإعلاميين وكمواطنين عاديين ... ثق أننا كشعب .. نقف خلفك ونؤيدك في كل قراراتك التي اتخذتها حتى اللحظة والتي أثلجت صدورنا كما أثلجت أسماعنا خطاباتك التي لم نحب فيها فقط دلالاتها القوية وإشاراتها الحكيمة التي تمس كثير من قضايانا وهمومنا بل وقد أحببنا فيها أيضا صدقها .. هذا الصدق الذي افتقدناه في الخطابات التي كنا نسمعها في الماضي من زعماء كثر !

نعم أيها الرئيس نعي كل هذا الحمل الذي يثقل كاهلك ، ونعي حجم انشغالاتك ومع ذلك سنلح عليك في أشياء قد لا تقبل التأجيل ولا يمكن لها الانتظار ... لن نسألك الآن متى سيتم استكمال توحيد قيادة القوات المسلحة والأمن - مع أننا نؤكد أهمية البت في استكمالها بأسرع وقت ممكن لنتخلص من كابوس أيقظ مضجع الشعب طويلا ولا شك انه يوقظ مضجعك - ربما لا يزال هناك متسع من الوقت لهذه العملية ولأشياء كثيرة أنتم أدرى بها منا يا أهل السياسة ولكني هنا سأتحدث عن قضية لا تقبل التأجيل ...قضية عاجلة ... لأنها تتعلق بنفس بريئة ... لا نتوقع لها ان تظلم في عهدك ... عهدك الذي سيشهد البداية الحقيقة لدولة المدنية والعدالة التي انتظرناها طويلا وعملنا جميعا من اجلها .

دقائق من وقتك نريد ان تمنحها لقضية عبدالكريم اللالجي الذي لفقت له تهمة كيدية باطلة في عام 2008 إذ استغل النظام السابق حينها الأوضاع التي كانت سائدة أثناء الحرب السادسة مع الحوثيين و ما كان أسهل تلفيق التهم في بلادنا فإذا كان المتهم لا يملك مرجعية قبلية أو سياسية فان طريق براءته في غاية الصعوبة وربما شبه مستحيلة .

فكيف وعبدالكريم اللالجي يعتبر من طائفة الخوجة وهو الأمر الذي استغله خصمه المنتمي لأمن الظلم القومي للكيد له ، عبدالكريم الذي ينتمي لأسرة عدنية أصيلة طيبة السمعة لم يعرفها أهل عدن إلا بالخير والعمل بالتجارة بعيداً عن كل ما يتعلق بالسياسة ... وجد نفسه ضعيفا مكسور الجناح في وسط كل هذا الظلم الذي وقع عليه و على أفراد أسرته وتحت التعذيب أضطر للاعتراف بذنب لم يقترفه أبدا ولو كنا نؤاخذ الناس لسفرهم لإيران أو لعقد توكيل تجاري هناك لرأينا مئات الآلاف حول العالم يقبعون في الزنازين .

ثم كيف يتم الاعتذار لصعدة والجنوب في حين سيتم إعدام اللالجي ( لا قدر الله ) بتهمة زور ربطته بأحداث صعدة ، و لم ينصف حتى الآن كجنوبي جاءت تهمته هذه ضمن سلسلة طويلة من سلسلة عذابات الجنوب التي لم تنتهي بعد وأنت أيها الرئيس قد عشت طويلا في عدن وتعرفها جيداً وتعرف ان خوجة وبهرة عدن لا شأن لهم بالحوثيين ولا بتطرفهم و لم تكن تعنيهم حروبهم مع النظام في السابق ليقدموا لهم الدعم بل لم يكن لخوجة عدن أي علاقة بالسياسة على الإطلاق !

إنها نفس بريئة ستؤخذ بذنب صراعات لم تشارك فيها ... انه أب لأطفال حرموا من أبيهم لأكثر من أربع سنوات دون ذنب ارتكبوه أو ارتكبه ... نفس خلفها أم حزينة و زوجة مقهورة .. فهل يرضيك ان يحدث كل هذا الظلم في عهدك أيها الرئيس و في بداية عهد اليمن الجديد الذي تقود عملية بنائه ، لقد قلت في خطابك الأخير انه قد انتهى عهد الكذب والتعطيل فلا تترك كذبة تهمة اللالجي تمر على عهدك ولا تترك التعطيل يعرقل سير العدالة في قضيته ...

بيدك الآن حياة هذا الشخص البريء فلا تجعل عهدك الجديد يبدأ بالتوقيع على إعدامه