ضوابط حوارنا الوطني
بقلم/ م.وائل المعمري
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 29 يوماً
السبت 26 مايو 2012 04:15 م

لا أعتقد أن محبآ للوطن وأهله ومدركآ لهول المخاطر المحدقة باليمن ومستقبله ,قد يشك أو يشكك ولو للحظة من الزمن في نجاعة ومثالية إعتماد مبدأ الحوار الوطني ولا سواه لبحث كل قضايا الوطن وحول طاولته المستديرة التي لا تستثني أحدآ وأي كان , لا سيما إن إرتضينا جميعآ بحث رؤى الأطراف مجتمعة دون إقصاء أو إنتقائية ومهما كانت الدوافع المبررة لذلك , مع الأخذ بعين الإعتبار أن الحوار الجاد والمخلص يجب أن لا تعتري طريقة شروط التعجيز المسبقة كما أنه لا يجب كذلك أن تحوم حول حماه شكوك سوء النوايا المبطنة بخبث السياسة ودوافعها أو المخاوف التي قد تسهم في تسميم أجواء الحوار قبل أن تكتب لأولى فصوله رؤية بصيص النور القادم في الأفق ... إننا ندرك كذلك حقيقة أن الحوار قيمة إنسانية وحضارية لم يسلكها فرقاء يمتلكون القناعة وصدق نوايا البحث عن مخارج للأزمات التي تواجه أوطانهم , إلا وأوصلهم في نهاية المطاف غالبآ إلى بر الأمان الذي ينشدونه ,وبشرط تهيئة الأجواء والمناخات المناسبة لهذا الغرض وعلى قاعدة الندية واحترام قناعات كل أطراف الحوار بعيدآ عن إلصاق التهم ورمي الإحكام جزافآ بقصد الإبتزاز حينآ وإخضاع حلقات الند الأضعف لأهواء الطرف الأقوى تأثيرآ أحيانآ أخرى ,وهنا أعتقد أنه يحق لنا أن نتسائل وغيري من أبناء اليمن التواقين لرؤية يمننا يتجاوز مراحل غاية في التعقيد والصعوبة والحساسية , وفارقة أيضا من عمر تاريخه الجديد , نتسائل عن جدوى دعوة البعض إلى الإعداد لحوار لم تتهيأ له أبسط مقومات النجاح ,كما نتسائل عن جدوى هكذا دعوات في ظل محيط داخلي تتلاطمه أمواج مد بحارنا الهادرة وعلى مختلف الصعد والتي لا يبدو لها أنها في مراحل جزرها القريب على أقل إعتبار , وعليه فإننا نعتقد أننا لو تجرأنا بإلقاء أحجارنا البريئة في بركة مياه من يدعون لهذا الحوار الآن , لو تجرأنا على ذلك فإن أحدآ لن يجرؤ على ما يبدو على نعتنا بالجهلة ولا كذلك إلصاق تهم الخيانة علينا أو أننا مثلآ مجموعة من المغردين خارج السرب وحسب,وإنهم إن فعلوا ذلك فإنهم سيكونون حينها قد قرروا أن ترتد إدعائاتهم عليهم وكفى , وعليه إذا كيف لنا أن نقبل أو نستسيغ فكرة تشكيل لجان التواصل مع الأطراف المدعوة للحوار وغيرها من اللجان المخصصة لهذا الغرض , وكل ما يحيط بهكذا حوار لم يتم التهيئة له ولا حتى بالحدود الممكنة للتهيئة ؟ كيف لنا بالله عليكم أن نطمئن لمستقبل حوار منوط به ومن خلاله الخروج بالوطن وأهله إلى شاطئ آمن , وطريقة لم يعبد لسالكيه وأشواك الحقد وألغام الإرهاب ومستخدميهم وأعوانهم تتحين الفرص للإنقظاظ على ما تم إنجازه من مراحل نقل السلطة على قلتها ومحدودية تأثيرها على المشهد السياسي والأمني والإقتصادي , بما في ذلك الحوار الوطني وتأثيراتها الإيجابية على ما يفترض التأسيس عليه من خطوات وعلى مراحل سير جداول الأعمال التحضيرية المرتبطة بهذا الخصوص ؟ وكيف لنا أحبتنا أن نركن لحوار ولأهدافه من أن تبلغ غاياتها المرجوة والرئيس الذي يفترض به وبسلطاته توفير إجواء إعتيادية لهكذا حوار , أصلآ رئيس يقبع بين جدران اليأس القاتل والصلاحيات المحدودة , وجداول المبادرة المزمنة على حد تعبيرهم والمقيدة له, والمرتكز في أحسن الأحوال على قليل من أمل منعقد على جيران لا يصدقونه النوايا ولا الأفعال من جانب, وأصدقاء خبرناهم أكثر لؤمآ ونفاقا من أعرابنا المخادعون ؟ كيف لنا أن نطمئن يا بن عمر لحواركم الذي ما فتئتم تدعون إليه ليل نهار وتقدمونه على ما سواه من أولويات ولمئالاته , وأنتم من يتلطف رفقآ بجلادينا القتلة وأموالهم المنهوبة من دمائنا قبل حبات عرق الكادحين فينا , ولا تعيرون وطنآ وأمن شعبه واستقراره أي أهمية تذكر ؟كيف لنا يا بن عمر أن نركن إليك ونثق بفاعلية جولاتك التي لم تسمن بطوننا المتطلعة للأمن والإستقرار من جوع ؟كيف لي وللآخرين أن نثق بحقيقة الإطمئنان لمؤتمر الحوار الوطني الذي نعول عليه ببحث شكل الدولة ونظامها ودستورها المدني والقوانين المرتبطة بذلك وعلى أهميتها القصوى , وأنتم كمجتمع دولي يغض الطرف لإنتهاكات مجموعة من المتمردين على الشرعية التي شهد لها العالم وراهنا نحن الشعب المسكين على نجاعة مسلكها ؟ كيف وكيف وكيف ؟؟؟؟؟ لقد خاب ظننا في مصداقيتكم ومصداقية إحترامكم لإرادتنا في التغيير يا عالمنا الغير حر واللا نزيه واللا محايد , وخاب في نفس الوقت ظننا في من يقف خلفكم أيظآ ويحرك دوافعكم ؟كيف لنا أن نثق أنكم تريدون لليمن خيرآ وأنتم من يدفع في كل مرة بصالح إلى واجهة الأحداث بغرض إبتزاز الطرف الآخر رغم قناعتكم وإدراككم أن الرجل ماعاد للحكم ولا حتى للحياة بصالح ؟أخيرآ أقول صراحة أنني يساورني كثيرآ من الشك أنكم جادون في نية مساعدتنا في الوصول بأهداف ثورتنا نحو غاياتها بأقل التكاليف بعد أن أعقتكم مراحل أتمامها في حينها ,وعليه نصارحكم القول أيضآ أننا إذا خلصنا إلى نتيجة لا مفر منها وهذه حتميتها , فإننا لن نعدم حيلة حسم خياراتنا بأيدينا التي بدأت شق دروب الحرية المضرجة بدماء كوكبة شهدائنا الأبرار ,وعليكم أن تثقوا أيضآ أننا قد صرنا قاب قوسين أو أدنى من مستقبلنا أو أنه قد صار حتى في متناول أيدينا , ومهما فعلتم وتحايلتم وحاولتم إجهاض ثورتنا فإننا عازمون على السير على ذات درب ونهج السابقون منا , مهما كلفنا ذلك من ثمن وتضحيات وإنا على الوعد لصادقون ... والصادق لا يكذب أهله ... ولا ثورته ... ولا تضحيات أبراره من الشهداء ....... والله على ما نقول شهيد .