صانعوا الإرهاب الجدد
بقلم/ علي بن عبدالله
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 22 يوماً
الإثنين 30 إبريل-نيسان 2012 04:47 م

يجري صنع 25 مليونا إرهابيا يمنيا ، بماركة جديدة مسجلة في اﻷ‌سواق الغربية ( ميد إن ليبراليون )، هذه وثيقة غير سرية من وثائق ( كأس وغانية يصنعان في أمة محمد ، ما ﻻ‌ تصنعه ألف قنبلة ودبابة )!

اضمحل صانعوا اﻹ‌رهاب القدامى ، بعد عمر ناهز العقدين ، في صناعة اﻹ‌رهاب وترميمه ، فصنعوا المئات ، وأتي الدين وأهل اﻹ‌سلام منهما ، فأصبح الصانع في خبر كان وأخواتها ، وبقي المصنوع يغالب أمره ، ويقاوم سكراته ، وحتى يبقى للغرب قدم في ‌بلادنا ، ويستمر النزاع بيننا ، لننسى عزتنا ، ونظل نغرق في خلا‌فاتنا ، فنغفل عن جراحاتنا ، ونعلن بعضنا ، فنهدم حصننا بأيدينا.

أرسلوا عفنهم لبلا‌دنا تحت غطاء العولمة ، ورموا نفايتهم في أرضينا بإسم حوار اﻷ‌ديان ، ونفخوا بشرورهم في جلبابنا بمسمى القبول باﻵ‌خر ، وزرعوا مكرهم ببذرور التقدم العلمي ، ودسوا سمومهم في حياتنا وأبجدياتها ، بنكهة الحرية ، وبلون الرخاء.

وقد علموا علم يقين ، بما ﻻ‌ يدع أدنى شك ، بعد نحتوا تاريخنا في إرشيفهم ، أن في اﻹ‌سلا‌م يكمن كل الرقي والتقدم والتعايش مع اﻵ‌خر وقبوله بل وإشراكه ، وأن ديننا غصن السلا‌م ، وزند اﻷ‌من ، وحبل اﻷ‌مان ، ونبع العدل ، وبساط الرخاء.

فعز عليهم أن نستيعد عزتنا ، وأن نعانق أمجدانا ، وأن نلثم تاريخنا ، فخلقوا في أفئدة قوم منا ، وفي عقولهم ، أفكارا كأطفال اﻷ‌نابيب ، فتمخضت أفئدتهم وعقولهم ، عن كائن مشوه المعالم ، ﻻ‌ يعرف قبله من دبره ، وﻻ‌ أعلا‌ه من أسفله ، قوته الرذائل ، ودثاره الخبائث ، وزينته المنكرات ، رائحته تسبق زحفه ، وصوته يذرع قيء من سمعه ، أسمه الغرب بالليبرالية ، مقتها القساوسة والرهبان ، فعشقها بعض أبناء اﻹ‌سلا‌م ، وقالوا عنها راقية ساحرة.

أحبها من أحبها ، ووقع في أسرها من خلى قلبه ، من أسس الجمال.

ﻻ‌غرو فأرمد العينين يشتم الشمس ، وحمار القوم يكره الصهيل ، ويشمئز الغراب من تغريد البلا‌بل ، ويستنكر الطيبات الخنزير ، فلذا أفتتن بعض أبناء اﻹ‌سلام بالليبرالية ، فلو خلق الله كل الحيوانات أسودا وبلا‌بل ، ما علمنا فضلهما وﻻ‌ جمالهما ، فلذا خلق الحمير والبغال والغربان.

فلما اضمحل زمن صانعي اﻹ‌رهاب القدامى ، تسلم أهل الليبرالية ، مفاتيح مصانع اﻹ‌رهاب ، لينعم الغرب بتناحرنا ، ويسعد بتفرقنا ، ويستثمر تمزقنا.

ولقد شمر صانعوا اﻹ‌رهاب الجدد عن سواعدهم ، وكشفوا عن حقد قلوبهم ، وأزاحوا الستر عن وجوهم ، وجردوا الحياء عن ألسنهم ، ليشعلوا الفتنة بين أرق القلوب ، ويصنعوا اﻹ‌رهاب الدموي في أرض الحكمة ، ويخلقوا العداوة في ربى اﻹ‌يمان، وينثروا السموم في بلد الحكمة.

هم حمقى برتبة رئيس عربي مخلوع ، إذ الربيع العربي متلأ‌لئ‌ باﻹ‌سلاميين ، ويفيض عطرا بالمعتدلين ، وإذ أن الظلم الدنيوي ، أيقظ قيم العدالة اﻹ‌سلا‌مية ، وأنعش مبادئ الوحدة العربية ، فما أنتفض ثائر في الشرق ، إﻻ‌ لباها ثائر في الغرب.

عجب أمرهم هؤﻻ‌ء الليبراليون ، يشكون من التطرف وهم يمارسونه ، ويبكون من اﻹ‌رهاب وهم صناعه ، ويدعون إلي مجتمع مدني وهم أعداءه ، وينادون إلي الرقي وهم عقبة في طريقه ، ويحلمون باﻷ‌من واﻷ‌مان وهم يزرعون القنابل ، كذب الليبراليون وإن صدقوا ...!

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
توكل  كرمان
القوة الرقمية للمرأة
توكل كرمان
كتابات
د. محمد حسين النظاريمن يصلح فساد الصندوق؟؟
د. محمد حسين النظاري
فؤاد الحبيشيمساوئ الشاويش
فؤاد الحبيشي
خليل بن عبدالله الباشاحوار من أجل اليمن
خليل بن عبدالله الباشا
مشاهدة المزيد