في انتظار الرئيس
بقلم/ سارة عبدالله حسن
نشر منذ: 12 سنة و أسبوعين
الثلاثاء 03 إبريل-نيسان 2012 03:42 م

كنت أقف في ساحة التغيير بالقرب من المنصة مع بعض الصديقات في انتظار الخروج بمسيرة تم تأجيلها لأسباب لا أتذكرها عندما سألني أخي و زميلي الرائع عبدالله غراب مراسل بي بي سي رأيي في القضية الجنوبية و خلال حديثي له ذكرت أن شباب الثورة يتابعون باهتمام مواقف و تصريحات الرئيس علي ناصر محمد و السيد حيدر العطاس ، و أننا نرى في مواقفهم دعماً قوياً لثورتنا و توجهاتنا في التغيير و في حل القضية الجنوبية .

المصادفة الجميلة في هذا الموقف و التي لم يرتب لها أخي عبدالله غراب – و لا أنا بطبيعة الحال – انه كانت توجد خلفي صورة كبيرة جداً للرئيس علي ناصر علقها شباب الثورة في الساحة و قد ظهرت هذه الصورة بوضوح على شاشة بي بي سي أثناء حديثي .

عندما انتبهت للصورة بعد انتهاء التصوير ، ابتسمت و أحسست أن هذا الرجل موجود معنا فعلاً في الساحة .

و يبدو أني لم أكن وحدي في هذا الشعور فعلي ناصر له تاريخه النضالي و له مواقفه الثابتة الداعمة للتغيير و المساندة للثورة و هي مواقف تحظى بتقدير شباب الثورة ، ومن هذه المواقف موقفه من المبادرة الخليجية و هو موقف يثمنه شباب الثورة عالياً ، هذه المبادرة التي رفضناها في الساحات و التي لم نجد فيها حتى الان الا تنصلاً و التفافاً على ثورتنا .

موقف علي ناصر من هذه المبادرة ككل و من عدم تعاطيها مع القضية الجنوبية بالصورة المرجوة ومواقفه الوطنية الكثيرة الأخرى هو ما شجعني أن أكتب هذا المقال لأنقل فيه وجهة نظر كثير من شباب الثورة في أن الرئيس علي ناصر يجب أن يكون رجل المرحلة القادمة و لذلك نتطلع الى عودته قريباً ليشاركنا في صناعة التغيير الذي نادى به هو أيضاً من قبل قيام الثورة . 

 من ناحية أخرى فأن الترحيب الذي لقيه محمد علي أحمد عند عودته الى عدن هو دليل على تطلع الجنوبيين لمرحلة جديدة من الوفاق السياسي لأطراف القضية الجنوبية و لكن هذه المرحلة لن يكتمل نجاحها من وجهة نظري الا بعودة القامة الوطنية الحرة الرئيس علي ناصر محمد ، فنحن بحاجة لأن يكون هنا في الداخل بيننا ليساعدنا في ترتيب أوراق تبعثرت لقضية عادلة بحجم وطن عظيم هو الجنوب ، قضية حاول الكثيرون تقزيمها و تحويلها لمجرد أزمة عادية من أزمات اليمن الكثيرة كقضية الغلاء و الكهرباء و غيرها من القضايا الثانوية

لازال كثير من الجنوبيين يتذكرون ان فترة حكم الرئيس علي ناصر كانت من أفضل الفترات التي عرفها الجنوب فهذه الفترة شهدت استقراراً اقتصاديا و أمنياً ملحوظاً ، كما ان الرئيس ناصر حاول فيها ان يحرر البلاد من الانغلاق التجاري والثقافي التي فرضته الأيدلوجية الشيوعية في فترة تشددها ، و كانت سياسته الخارجية متزنة و متسامحة و انتهت في فترة حكمة السياسة العدائية لكل من عمان و شمال اليمن .

لو قدر لناصر أن يستمر في حكم الجنوب لكان وضعه الان أفضل آلف مرة مما هو عليه اليوم أو بالأمس .

وطنية علي ناصر وحبه لأرضه و شعبه لا يحاول النيل منها الا الذين تتفق مصالحهم مع أطراف يحملون العداء للوطن أو أطراف لهم صراعاتهم الخاصة و نزعاتهم الانتقامية السوداء التي تأبى أن تنسلخ من وحل الماضي و عذاباته .

و لنا أن نتذكر كيف ضاق به المقلوع علي عبدالله صالح بعد فترة بسيطة من بقائه في صنعاء ، فبالاضافة لاستبعاده المجحف من اتفاقية الوحدة و مغادرته لصنعاء بسبب تبعاتها لا يمكن أن يفوتنا ىان هؤلاء يحرجهم وجود شخص بينهم كعلي ناصر يتفوق عليهم بالزعامة وغيرها من الصفات .

هذه الصفات التي تفرد بها الزعيم ناصر هي التي تجعلنا نوجه اليه نداءاً قوياً و ملحاً ليعود الى وطنه .... وطنه الذي مزقته الأطماع و الصراعات و الذي يحتاج اليوم لحكمته و عقلانيته .

نقدر له مواقفه الوطنية العظيمة من قبل قيام الثورة و محاولته للدفع بالتغيير و إصلاح الأوضاع في كل اليمن و إيمانه الراسخ بعدالة القضية الجنوبية و تفهمه العميق لخطورة المرحلة التي تمر بها القضية اليوم ( مرحلة عنق الزجاجة ) ، كما ندرك أهمية دعمه الكبير لثورة الشباب و هذا ما يعزز تطلعنا لعودته ليوحد صفوف الجنوبيين أيضاً لأن أكثر ما يصعب الطريق أمام القضية الجنوبية هو عدم وجود قيادة جنوبية موحدة تتبناها و تضع مشروع واضح و محدد لتطلعات أبناء الجنوب و تجد متحدث إعلامي واحد يتحدث باسمها مع كل الأطراف في الداخل و الخارج .

حكمة الرئيس ناصر كفيلة بان تصل بالقضية الجنوبية الى مراسٍ آمنة و إيمانه بضرورة إشراك الشباب في رسم خطوط المرحلة القادمة و تحمل المسؤولية في قيادة التغيير و ليس المشاركة فيه فحسب ، يجعله الأكثر قدرة على جذبهم حول رؤية واحدة مما يعزز توحيد الصفوف.

علي ناصر محمد ... اسم له في قلوبنا مكانة كبيرة و أيام حكمه يحن لها الكثيرون من أبناء الجنوب و لكننا لن نبقى كثيراً نتباكى على حائط الماضي ، نريده اليوم معنا لنضع كثير من النقاط المبعثرة على الحروف و لنشترك جميعاً في رسم الصورة الأجمل للوطن الذي انتظرناه طويلاً .