المخلوع والباب الخلفي
بقلم/ احمد رناح
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الأربعاء 14 مارس - آذار 2012 09:03 م

اثبتت الأيام والمواقف من خلال أيام حكم المخلوع لليمن طيلة 33 عام ، بأنه لم يفوت أسلوبا مخالفا للدستور والقانون والأعراف الدبلوماسية والدولية إلا اتبعه وطبقه في حكم اليمن ، والذي كان آخرها دخوله من الباب الخلفي لدار الرئاسة متسللا ، ليعقد اجتماعا سريا فاحت منه رائحة المكر والخديعة مستهدفا به اليمن واليمنيين .

يدرك المثقفون من اليمنيين أن المخلوع لم يحكمهم بالدستور والقانون ، وانما بالقوة والمكر والخداع وتكميم الأفواه وقد قالوها بملء أفواههم . بينما يتشدق أنصاره بأنه ذكي وسياسي محنك بخداعه واحتياله .

استطاع بأسلوب ( الباب الخلفي ) أن يغرس لدى الكثير من جهلته وزبانيته بأنه يأتي من حيث لا يحتسب خصومه ، وأنه يستطيع أن يربكهم ويفرض عليهم ما يريد ، فأستحسن الجهلة الخطيئة ، وبرروا له الجريمة ، وأسبغوا عليها جلبابا شرعيا بصبغة دستورية شرعية . فزينوا له سوء أعماله حتى راها حسنة . ووقع فوقع .

من (الباب الخلفي ) استطاع أن يبقى على هرم السلطة فترة طويلة ، بعد أن نشر الثأرات والنعرات والطائفية والمناطقية وغذاها وأسس فراعنة من المشيخات المستبدة الظالمة ، صنع الأزمات وقتل الهدوء ، وأوجد المشاكل ودفن الحلول . فانشغل اليمنيون بمصائبهم وأزماتهم التي ما انفكت تلازمهم في حلهم وترحالهم . فأصبحوا يكافحون من أجل البقاء في الحياة ولو بأدنى مستويات الحياة الكريمة .

ليتفرغ المجرم في أساليب جديدة أكثر فتكا وتدميرا فاكتشف أسلوب (الباب الخلفي ) ليجده أفضل الطرق وأنجعها في تنفيذ الجريمة واخفاء أدواتها مستغلا غياب أهل الدار في البحث عن لقمة عيش تعينهم على غدهم المجهول ، جاعلين منه أمينا وحارسا على الدار .

فاستطاع من ( الباب الخلفي ) أن ينهب الدار ، ويغدر بأهلها ، ليتفاجأ أصحاب الدار بنداءات الاستغاثة ، والصراخ والعويل تأتي من داخل الدار ، عرف الجميع أن الحامي صار حرامي وأن الأمين أصبح غدارا .فثار أصحاب الدار وانطلقوا لنجدة دارهم وأهلهم ، فإذا اللص وعصابته قد أخذوا الأموال ، وانتهكوا الأعراض ، ودمروا كل جميل في الدار . توافد القوم من كل حدب وصوب لنصرة أهل الدار المنكوبين ، ومرت بهم عير اللص تحمل الأموال والثروات فنادوا عليهم ( أيتها العير انكم لسارقون ) فلم يلتفت اليهم أحد .

بأسلوب ( الباب الخلفي ) استحل الحرام . من دماء وأموال وأعراض ، فانتهج كل وسيلة وأسلوب قذر رخيص ليقتل به اليمنيين ويدمر بلدهم . فصنع شماعة القاعدة وغذاها وسمنها وقدم لها كل دعم عسكري ولوجستي وسياسي ، لتقتل اليمنيين في الجنوب .فقتلت وشردت ودمرت كل شيء قدرت عليه منفذة خطة المخلوع على أكمل وجه وبأسرع وقت ممكن .

وأنشأ جماعة الحوثي بالشمال وبنفس أهداف كماشة الجنوب . وجعل مشيخات الظلم والاستبداد في الوسط كمنصور الجعاشن ومجرم العدين وسفاح تهامة الطفاح . فأصبحوا يتنافسون في قتل اليمنيين وارهابهم وتشريدهم وكل منهم يقول للمخلوع أنا قتلتهم ، أنا نفذت الجريمة بشكل أسرع وأدق ، فيقول لهم كلاكم قتلهم وشردهم ودمرهم وعليكم تستحل جائزتي ومنحتي فخذوا من الأموال والعطايا ما شئتم .

وبقدرة الله وتوفيقه خرج من (الباب الخلفي) مهزوما منكسرا صاغرا منكس الرأس ضعيفا شاحبا ، فإلى مزبلة التاريخ والى أسوأ ذكريات ستكتب عنك . فكم مرة كنت تأتي خلسة وتذهب خلسة . تأتي متسترا متسللا وتذهب كذلك ، كما لو كنت بوش أثناء زياراته للعراق .