الأسطى وثقافة الكراهية
بقلم/ عبدالرب البيحاني
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 21 يوماً
الأحد 04 مارس - آذار 2012 05:34 م

ليس غريباً في أن اسمع مقالاً مشابهاً للمقال الذي نشره الاستاذ أبو ياسمين أكرم الأسطى على صفحات الانترنت الإخبارية والفيس بوك بعنوان " جمهورية مأرب العمياء " يهدف للنيل من سمعة محافظة مأرب وابناءها وطنياً و ثقافياً وأمنياً واقتصادياً ، وذلك لما نجده من تحوير وتحريف لصورة مأرب في الإعلام وتطعيم وعي المواطن اليمني بهذه الصورة القاتمة والتي هي بالتأكيد بعيدة كل البعد عن أبناء مارب !!

بالتأكيد لا يمثل ما تطرق اليه الأسطى كافة أبناء ذمار أو تعز أو كافة محافظات الجمهورية حتى نعتب عليه أو أن نعير مقاله الهزلي أي اهتمام ، وكذلك فالنقد البناء الموضوعي مقبول بل ومطلوب ، ولكننا نعيب عليه المخاطبة بلغة العمومية والتهجم على أبناء مأرب بلغه متدنية وبنبرة مليئة بالحقد والكراهية ، بل من العيب أيضا أن تنجم عن رئيس تحرير وكاتب صحفي محترم كالأسطى !!

تمنيت لو أن الأسطى عندما أسهب وشطح بعيداً في ذكر مساوئ محافظة مأرب وإبداء تخوفاته ( التي يتخايل إليه بأنها مخاوف الكثير من حوله ) من أن يطالب أبناؤها بجمهورية مستقلة وصفها بالعمياء !! تمنيت لو أنه استخدم كلماته المنمقة في سرد الوسائل والحيثيات الممكنة التي يمكن أن تلقى أذان صاغيه في جعل هذه المحافظة وأبناءها أفضل على مدى المستقبل القريب خدماتياً وثقافياً وأمنياً واقتصادياً !!

كان الأحرى بالأسطى لو أنه بحث بعمق عن الاسباب الحقيقية وراء قطع الكهرباء وربط الخبطات مثلاً .. وباعتباره المحنك في كشف الحقيقة وسردها.. لتفاجأ أن معظم مديريات المحافظة لازالت " تلصي " على أضواء الذبالة والفوانيس .. وسيتفاجأ أيضاً بأن هناك بعض المديريات لم يصل إليها كهرباء المحطة الغازية حتى اللحظة ولازالت القرى كـ " الطبين " يوم بيوم ولمدة 5 ساعات فقط .. وسيتفاجأ أيضا أن الامدادات الكهربائية والكابلات أصابها الصدأ ولم يمر فيها فولط قط .. وسيتفاجأ بأن بعض القرى لم يعرفوا في حياتهم ضوء الكهرباء الا عن طريق المواطير الصينية .. ولو أنه قوّى قلبه وشحَط عظامه وزار هذه المحافظة لأدرك ذلك وعلم أيضاً بأن مأرب ليست قرية صغيرة سكانها عبارة عن مجموعة أشباح وقطّاع طريق .. وعلم بأنه لا توجد في مأرب قرية تدعى ( القرية العمياء ) وأن الأسطى يهرف بما لا يعرف ، حيث أن القرية العمياء توجد في ديار بني الحسن محافظة حجه وتعرف حالياً باسم ( الخزنة ) ، فمن أين أتيت لمحافظة مأرب بهذه القرية يا أسطى ؟ أم أن ما قلته ليس سوى نكته ذماريه فقط .؟ !!

كان الأولى بالأسطى وبصفته " كونان الحقيقة " أن يقوم بتحقيق أو تحقق في كيفية توزيع فرص العمل الوظيفية في كلا من شركات النفط والغاز والكهرباء وماهي الاسباب الداعية لتقطع الطريق من قبل " قله " ( هل يعلم الأسطى أنه في ذمار يتم التقطع لوايتات المياه وأخذ جباية منها فكيف لو كانت محمله بالذهب الأسود..؟ فهل هؤلاء يمثلون أبناء ذمار الكرام ..؟ قطعاً لا ..) ، وهل هؤلاء قاموا بمطالبة الجهات المختصة قبل قيامهم بهذا العمل المرفوض نوعاً ما ؟ ، لو كلف الأسطى نفسه العنا سيجد حقائق مؤسفة وتهميش متعمد لأبناء هذه المحافظة .. سيجد أن ملفاتهم " مرجومه " ما بين مكتب الخدمة المدنية ومكاتب الشركات وغالبيتهم لديهم مؤهلات أكاديمية أدناها بكالوريوس ولم تجد أذان صاغيه وتتوقف ملفاتهم لدى أشخاص نظرتهم تجاه مارب وابناءها تشبه تماما نظرة الأسطى.. و سيجد أن عدد أبناء مارب الموظفين بالشركات لا يتجاوز عددهم 2.7% من اجمالي الموظفين بالشركات المتواجدة بمارب وأغلب هؤلاء يشغل وظيفة حارس أمني وذلك حسب احصائية قامت بها جمعية " من أجل مارب ( سواسية ) ". وسيجد أن ابناء مأرب طالبوا السلطة منذ سنوات بأن يكون 1% من عائدات النفط والغاز لتنمية المحافظة ولم تجد أذاناً صاغيه ، بل أزيد وأقول أن لو أعطيت مأرب 10% فإنها لن تعوض العشر بالمعشار من تأثيرات هذه المصافي والمحطات على البيئة والإنسان .. اضافة إلى ذلك وحسب ما يقتضيه الوضع فإن اغلب التقطعات سواءً كانت لمشتقات نفطيه أو غاز أو كهرباء فإنها تتناسب طرداً مع مدى رضا القوى السياسية في صنعاء عن بعضهم ، وإذا كان هذا الحزب أو ذاك يستخدم انصاره من بعض المشايخ المرتزقة من أجل قطع طريق لغاية ما ، فهذا لا يعني إطلاقاً أن ابناء مارب كلهم يمتلكون نفس فصيلة الدم وراضيين كل الرضا عن هكذا عمل ، والأسطى لم يقصر اطلاقاً في نعت أبناء مارب الشرفاء بالمرتزقة وقطاع طرق و .. الخ ، ولم يتعب نفسه في ذكر ميزة حسنة واحدة على الأقل لمحافظة مأرب وابناءها وهم في غنى عن ذلك ، لكنهم لا يرضون اطلاقاً في أن يتلقون الشتائم من بصير أعمى ..!!

الأسطى يجهل تماماً بأن العبث مع أبناء مارب وسمعتهم هو بمثابة دق المسمار في بالون الوحدة اليمنية ، حيث أنه في مقاله يجبر أبناء مارب على التفكير فعلاً في فك الارتباط وتكوين " جمهورية سبأ " (وإن أمكن ) وذو ريدان " ولنا في أبناء عدن أسوة حسنه ، أبناء عدن والمحافظات الجنوبية قدموا دولتهم و أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجل الوحدة ومع ذلك تم مكافأتهم بنهب أراضيهم وسرقة موارد موانيهم ومصادرة حرياتهم وحالياً يتم اتهامهم بالانفصاليين و بالأنانية وبأنهم يريدون أن تكون ثروة المحافظات الجنوبية لهم دون المحافظات الأخرى ، وهم أكثر وحدوية مننا ، لذلك فأبناء مارب وهم " لا زالوا " لم يطالبوا بهكذا مطالب تفك الارتباط ولا زالوا يؤثرون على أنفسهم وبهم خصاصه .. أخشى فعلاً إن قرأوا مقال الأسطى سيلاحظون الإجحاف المتعمد بحقهم وبمحافظتهم وسيراودهم مثل هذا التفكير، فحقيقة وضعهم المتردي قد ضاق بهم ذرعا ولن يترددوا ولو لوهلة أن يصنعوا جمهورية سبأ و " ذو ريدان " ولن يصنعوها بمظاهرات عبثيه يتم قمعها ، بل سيتم تأسيسها " بالأحرى إعادة بناءها " بالدم .. وفي حال تم انفصال الجنوب .. سيضيع الأسطى وشاكلته في " جمهورية السلته واللحوح " بلا كهرباء .. بلا غاز .. بلا مشتقات نفطيه .. وسيموتون جوعاً إن لم تُمد يد المعونة من " الدول المجاورة " بحق العيش والملح الذي كانت سابقاً .. وفوق ذلك ستظل ألسنتهم تتلفظ بما لا يليق !!

وإن غداً وإن اليوم رهناً ... وبعد غدٍ بما لا تعلمينا

ألا لا يجهلن أحداً علينا .... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وأخيراً يتوجب على الجهات المسؤولة المختصة بالإعلام الالكتروني سواء في وزارة الإعلام أو الاتصالات تحمل مسئوليتها تجاه كل من يحاول العبث بسمعة الوطن أو محافظة معينة أو فرد معين وفرض القيود اللازمة بخصوص النشر وعدم ترك كل من " هب ودب " أن يدلي بكلماته بشكل اعتباطي ليس لشيء ولكن حقد دفين وكراهية مطلقة ، فمثل مقالة وثقافة الأسطى تهدد سلامة النسيج الاجتماعي والوطني ، وتثير العصبيات والنعرات ، ويمكن أن تثير غضب الكثيرين ممن لديهم غيرة مفرطة على محافظاتهم و أن يذهبوا بالأسطى إلى مصير أعمى .!!