لنحمي انفسنا بالحرية
بقلم/ عزالدين سعيد الأصبحي
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 3 أيام
الأحد 19 فبراير-شباط 2012 09:01 م

لا احب ان اتقمص دور الحكيم

ولا اخفيكم اني لا احب ان ادخل في نقاش عندما يغيب صوت العقل

ولكن رايت ان الصمت جريمة عندما يتعلق الامر بالوطن

ورايت ان اهمس همسا بما ارى وكلي خوف من حالة الهياج التي تدفع بالكل نحو الهاوية

الهمسة الاولى :

عن اخلاق الثوار التي يجب ان نتحلى بها وهي تسمو فوق الصغائر وترفض الانانية واحتكار الحقيقة - ان روح الثورة علمتنا التسامح والسمو وحب الوطن والناس وهنا هل لي ان اعيد واتذكر ايام الثورة الاولى كيف كان الناس اكبر من احزابهم ومن ايدلوجياتهم ؟

كيف لم ينظر احد الى المذهب ومسقط الراس ولا المكانة الاجتماعية ؟ كيف كانت الساحات بيوت الناس الامنة؟ قال لي شاب والدمعة بعينه حكايات عن التضامن الجميل بين الناس الذي سمو بسلوكهم فوق كل الخلافات وكيف كان الشباب قدوة في انهم لم ينجروا نحو اي دعوة تريد منهم ان يقتتلوا على الماضي او حسب التوجيهات - لقد اكد الشباب بذلك قدرتهم على تجاوز القيادات الهرمة والمؤامرات المتكررة .

قال الشاب اني اسأل اين ذهب كل ذلك؟ وهي همسة تحتاج منا وقفة ولا نيأس لأن ذلك لا يزال ممكنا لأن الاهم هو بقاء روح الثورة وضميرها وليس منصاتها

الهمسة الثانية :

لا يجب ان ننجر حول خلاف سنراه بعد ايام لا يستحق ان نفقد رفاق دربنا ونجرح ضمير ثورتنا من اجله وسيجد رفاقنا حقيقة ما جرى لهم وبالتالي لا تفرقنا خلافات من مع المرشح الوحيد ومن ضده ؟ تلك محطة لا تدمر ساحة الثورة لأن الناس خرجت لبناء وطن جديد وعهد جديد وليس لرئيس جديد - وبالتالي المسيرة مستمرة والانتخابات هي حدث عابر ل 12 ساعة لا اكثر والخلاف حولها لا يجب ان يتجاوز خلافات الساحة على برشلونه وريال مدريد ولنبقي روح الثورة وزخم المعارضة قويا حتى نحقق بناء عهد جديد بكل معنى الكلمة ولا تخدعنا شعارات السياسيين التي عرفناها وسئمنا منها لننتبه وتستمر روح الثورة واليقظة اكثر وبشجاعة وبقدرة على عدم الوقوع في دائرة العداء لنصف رفاقنا .

الهمسة الثالثة :

للذين يؤيدون تعميق الخلافات بين الشباب الى درجة كسر العظم وتصوير المخالف للرأي بأنهم ضد الله وضد الوطن وضد الثورة وضد الوحدة اعيد عليهم نداء قديم قلناه في 1994 عندما قامت حرب 94 قلت يومها لا تذهبوا بخلافكم مع الناس الى درجة قهرهم ولا تأخذكم نشوة النصر الى درجة ترسيخ الانشطار فأن المنتصر يومها اسمى الحرب بحرب الردة والانفصال اي ان الطرف الاخر كافر ومرتد وانفصالي وكنت يومها بالسجن اقنع السجان المنتشي بالنصر علينا انهم يكسبون سلطة ويخسرون وطن ! وان الوحدة تتم للقيادة الوحيدة الان ولكن المجتمع ينشطر بقوة وعنف واننا سنرى جيلا اكثر استعدادا للموت من اجل الانفصال من جيلنا الذي مات من اجل الوحدة - وضحك يومها المنتصرون - وذهب معهم شلة من رفاقنا السابقين يصورون لهم ان الوطن اختصر بالرمز القائد .

وها نحن نرى اليوم ما رأيناه امس ! وهاهو الوطن يتشظى والنفوس تنغرس بها الكراهية التي تدمر كل شيء ولا نتعلم .

ليس امام المنتصرين بهذه الجولة وهم فوق كراسي الحكم إلا ان يتذكروا ان الناس قد تقهر لبعض الوقت لكن قهرها لا يدوم .. وان عليهم وحدهم ان يلغوا خطاب التخوين والتكفير واتهام الغير بالطيش وان يكونو اكثر رحابة في تحمل النقد والراي الاخر يكونون قدوة في تقديم قيم الثائر الذي يموت من اجل الاخرين لا الذي يسعى لقتل الاخرين لأنهم بذلك يحمون انفسهم قبل اي شيء آخر ويحمون مستقبل أبنائهم في توفير بيئة آمنة خالية من الكراهية والحقد والثأر .

يحمون أنفسهم بحيث لا يجدون أنفسهم وقد صنعوا بأيديهم طغيان جديد كما صنعوه هم انفسهم في 94 .

يحمون أنفسهم بحمايتهم لتيار الرفض الشجاع الديمقراطي المعارض لهم والذي يقوده الشباب القادر على عدم الرضوخ حتى لا يعيدون لعب نفس الدور كتابعين مقموعين في بلاط جديد .

وذلك يتطلب الايمان بحق وجود من يقول لهم لا ويقول للخطأ لا .

إننا عندما نؤمن ان من حق الشعب ان يسقط نظامه بالطرق السلمية نكون نحمي أنفسنا جميعا باختصار من الوقوع في دائرة الرعب والانسياق في ثقافة القطيع .

لهذا لا بد أن نفرح لارتفاع صوت من يصرخ ب ( لا ) ونحزن على من بقي أسير ( نعم ) فقط .

ولم يجرب روعة لحظة امتلاك القرار وان يكون حرا وسيد نفسه.