اليمن .. صراع في غياب النظرة المستقبلية والحكم الراشد
بقلم/ حمزة المقالح
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
السبت 10 مارس - آذار 2007 08:29 ص

مأرب برس – القاهرة – حمزة المقالح

من خلال استقرائك للتاريخ اليمني تجد ان اليمن لم تعش حقبه من الزمن بهدوء تام الا والإحداث والتمردات تتوالى وتتعاقب حتى على مستوى الدويلات التي حكمت اليمن. قد يعود هذا الى امور عدة ربما ان من احد أسبابها القبيلة ونفوذها. وسبب اخر قد لا يقل منه شأنا ربما طبيعة الإنسان اليمني الذي طبعته الحياة والبيئة بكل تضاريسها الجغرافية وتقسيماتها المذهبية والايدلوجيه. وان اتسمت المذهبية والايدلوجيه في الفترة الاخيره بوضوح وساعد على طفوها للسطح كذا إحداث ومسببات جعلت من القبيلة وتأثير دورها يتباطأ يوما بعد يوم لظروف آنية ووقتيه كما أنها تطفو على الساحة وتقع في قلب الحدث اذا ما وجدت مسببات لذلك وتبقى عامل مهم في تسيير الاحداث في اليمن الى عهد ليس ببعيد عن ذاكرتنا جميعا..

لم يمض وقت طويل على هدوء نسبي شهدته البلاد بعد إحداث صيف 1994م حتى بدت ظاهرة نوعيه وجديدة على اليمن. لم تكن جديدة من حيث الاليه ولكنها جديدة من حيث التوجه . اذ ان ظاهره اختطاف السائحين من قبل ذوي التوجهات الدينية التي قد توصف بالمتطرفة أحيانا , كان شيئا جديدا علينا كيمنيين, لكن اختطافهم من جهات قبليه كان الامر يبدو عاديا ومألوفا بالنسبه لنا . نبرر بقولنا قد يكون ضعف السلطات القانونية احد أسبابها, او ضعف ألدوله عموما ...الخ وظهور بما يسمى بجيش عدن ابين وما كان من إحداث تلك الفترة... الى ان ظهرت احداث 11 سبتمبر وكذلك حادثه المدمره كول. اذا ان اليمن قد نالت من إعمال العنف تلك التي شهدتها الفتره الماضية , وكان نصيبها طبيعي لعدة أسباب قد نتطرق لها في هذا المقال.

دخلت اليمن دوامه من الحرب في صعده خلال الفتره الماضيه ولعل الكل قد تابع الاحداث برغم تضاربها وما قد تتميز بها السياسه اليمينه من ضبابيه ازاء كل حدث يمس الوطن بشكل مباشر . سمعنا عن الوساطه وسمعنا عن توقف الحرب وكذا سمعنا عن استئناف الحرب. ليكن أسبابها داخليه مثلا , او خارجية , ليس هذا موضوعنا بالتحديد, بل ان موضوعنا من المسئول عن كل هذه الإحداث.؟؟

بتقديري ان سوء استخدام مراكز القوى وسوء إدارتها مع عدم وجود نظرة ثاقبة وعميقة لكل الإحداث وقرأه الإحداث في المنطقة ككل بشكل خاطئ , يعكس هذا سلبا على مصلحه الوطن, وعلى أمنه واستقراره, وأداره الصراع بسياسة فرق تسد لم تكن ولم تعد مجديه داخل الوطن وبين ابناء الوطن الواحد.....

فمثلا لعل من أسباب الارهاب والتطرف واعمال العنف التي شهدتها البلاد تحت ما يسمى بتنظيم القاعده هو سوء استخدام لهذا الفكر ذا الطابع الديني الجهادي. فقام النظام بتوجيهه بشكل وقتي , ليحقق به إغراض معروفه, وكان اتصال بعض رموز هذا التنظيم بالقيادات العليا والتنسيق معها كما حصل مع شخصيات كبيره وقبليه ذات اتصال مباشر بهذا التنظيم .

كان يفتقد هذا الاتصال الى تلك النظرة التي ينقصها أفق المستقبل القريب. لما تدل عليه المؤشرات الدولية , ولعل من اهم الأسباب هي شحه معلوماتية, او جهل بالأيدلوجيات للذين تتعامل معهم سياسة ألدوله.

 ونفس الخطأ يتكرر في تنشئه الشباب المؤمن, ورعايتهم في صعده من قبل النظام , لعمل توازنات على الحدود واعتبره بوابه امان على حدود السعودية كذلك منع نفوذ اي توجه سني ذا طابع سياسي في نفس ألمحافظه وهو ما تم فعلا. لكن سرعان ما تم ترسيم الحدود, وفقد هذا التنظيم أهميته لدى الحاكم , ولكنه في الوقت نفسه لم يدرك مدى تعمقه الفكري ونفوذه الأيدلوجي وانخراطه ضمن مخطط قومي خارجي . اعتقد ان من السهل إزالته وبعمليه متغطرسة وسوء استخدام واضح للقوة سقط عدد من الضحايا كلا الجانبين بنفس العبارة (الحجر من الأرض والدم من رأس القبيلي ) كان بالإمكان حله بطريقه اجدى واسهل . هو الطريق الى ايجاد فكر معتدل ودعمه بصوره هادئه فعلى المدى البعيد ينهار هذا الفكر الذي اوجد اليوم ازمه خانقه وخسائر كلها بسبب سوء استخدام وأداره مراكز القوى .

 كذا استقطاب الشخوص المؤثرين في هذا التنظيم ومنحهم امتيازات وظيفية مثلا حكوميه بعيده عن مركز نفوذهم الفكري ليس في نفس ألمحافظه. كذلك استمالتهم عن مشروعهم بشكل ذكي وواعي وتركيز العيون في المكان نفسه او اي عمل مخابراتي ممنهج ...عدة إجراءات يمكنها ان تحفظ هذا الدم البارد الذي يذهب من ابناء الوطن الواحد

لعل هذه الاحداث رغم هامشيتها عند البعض قد تستغل دوليا في الوقت المناسب وتتحول الى حلبجه أخرى لكن ما ينقصنا هو ان تتحول اليمن ساحة صراع إقليمي وعراق أخر اليوم يجد النظام نفسه بعيدا عن والإجماع الوطني بصوره أساسيه في الأسلوب المتبع للتعامل مع القضية بهكذا تعامل فلجأ الى تبني تيار جديد ,وتشجيعه ليكسبه الشرعية الدينية بأسلوب النقيض من خلال دعمه لهذا التيار, وهذا ما ظهر مؤخرا بدعمه لجمعيه ألحكمه اليمانية ولعل سبب تخليه عن التيار السلفي (المقبلي) هو وجوده في قلب الحدث (صعده) مما قد يعيق اي تحرك بالنسبه لهم . فوجد ضالته في هذا التنظيم الناشئ الذي يتبع (محمد بن سرور)(صاحب نظره سلفيه وتكتيك اخواني) وكما قد يوجه هذا التنظيم الصغير مستقبلا الى خوض العمليه السياسيه) وبدعم من الحاكم ) ليزاحم بمنكبيه قواعد الأحزاب الاسلاميه السياسية وإيجاد صراعات جديده وازمات خانقه من خلال الجمع بين المتناقضات .

وهكذا يدير معركه صراع جديده قد تخبرنا الايام عن حماقات جديده وكوارث يتكبدها الوطن ويخسرها لوحده ويوسع دائره الاختلاف كل يوم وبروز أيدلوجيات جديدة ودخيلة على المجتمع اليمني ليستخدمه كروت وقتيه حتى ينتهي رصيدها