آخر الاخبار
الإعلام الرسمي .. بين ثائر مأربي .. وطفل سنحاني
بقلم/ محمد الصالحي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 14 يوماً
الخميس 08 مارس - آذار 2007 05:51 م

من مواليد 1908م احد أبطال ثورة 1948م أعلن تمرده على الإمام ورفض دفع الواجبات سمح للأسر الفقيرة ان تأخذ مئونتها من مؤنه الدولة التي كانت في خرابت آلـزبع ،تم سجن أخوه صالح وحكم عليه بالإعدام وذلك في محاولة من الأمام للضغط عليه تمكن من تحرير أخوه من سجن الإمام بقوة السلاح أمر الإمام بسجنه ففر اثنا نقله الى السجن وقام بعدها بإقناع أمير بيحان والمندوب السامي البريطاني بتسليحه فتم تزويده بالسلاح فكان أول تسليح علني ضد الأمام.

ما أوردناه شيء بسيط عن حياة الشيخ الباشه بن زبع المناضل الثائر الذي انتقل هذا الأسبوع الى جاور ربه بعد صراع مع المرض امتد لعدة سنوات .

تعالوا بنا ننظر إلى تناول الإعلام الرسمي لخبر وفاة الشيخ بن زبع

في الملحق الاقتصادي لصحيفة الثورة وفي أسفل صفحة داخلية وتحت عنوان ( البقاء لله ) ورد خبر وفاة المناضل الشيخ ( الباشه بن زبع ) مع ثلاثة آخرين وافتهم المنية في نفس اليوم بدون تطرق لأي معلومات عن " الباشة " سواء انه من اكبر مشائخ مأرب او انه احد أبطال ثورة 48م ، التلفزيون اليمني أورد الخبر في نشرة التاسعة بعد إلحاح احد مشائخ مأرب .

في المقابل توفي احد أطفال قرية مقوله التابعة لسنحان بعد ان ( شرغ ) بالقات الكلمة الأخيرة لا ادري هل وردت في اللغة العربية ام لا وعلى العموم هي كلمة متداولة في يمننا ، وبعد وفاة الطفل أعلن أهالي القرية منعهم لمن هو دون سن الرابعة عشر من أبناء مقولة تناول القات !

هذا الخبر تناولته جميع صحف الإعلام الرسمي حيث ورد في صحيفة الثورة وفي الصفحة الأخيرة خبر وفاة طفل مقولة سنحان وبشكل بارز وملفت وتناقلت هذا الخبر عدة صحف حكومية وحزبية ومواقع الكترونية .

ما أوردته عزيزي القارئ هو من باب المقارنة بين التعامل الرسمي لأخبار شعب واحد في الأساس أنهم متساوون في الحقوق والواجبات .

لست من دعاة المناطقية المقيتة ولكن هذا هو الواقع والنظرة الإعلامية المتحيزة لفوارق بين وطن واحد صنعها زمام السلطة !!

شيخ بحجم بن زبع الذي حضر تشييع جنازته جمع غفير تتناول خبر وفاته الصحيفة الرسمية بهذا الشكل .

بن زبع غني عن التعريف سواء لدى إفراد القبائل اليمنية او على مستوى الدولة التي تناست الثوار الحقيقيين وراحت تمجد من اتى من الباب الخلفي للثورة !!

قد يكون فخامة رئيس الجمهورية في خضم المستجدات والأحداث نسي ان يرسل برقية عزاء لذوي الفقيد ولكن ما هو عذر الإعلام الرسمي لهذا التهميش .

وهل خبر طفل مات بسبب قات وعزم أهل قريته منع من هو دون الرابعة عشر عن تناول القات أهم !!!

اعتقد ان السبب هو الفوارق التي صنعها النظام بين أفراد الشعب لأنهم ليسوا سواء وهذا احد البراهين لمصداقية حديثي .

مأرب والى جوارها شقيقاتها من المحافظات القبلية المهمشة إعلامياً من جميع وسائل الإعلام الرسمي او حزبي لا عزاء لهم لأنه ينظر إليهم على أنهم بدو وأعراب .

قد يُنظر إلى مأرب والجوف وشبوة بنظره دونيه من بعض الأمراض ذوي العقليات السطحية من من يصورون أبناء تلك المحافظات بقطاع طرق وقتله ولكن أثبتت الأيام ان كثير من مالكي القرار واخص هنا الإعلام هم بتلك العقليات المريضة التي تحتاج إلى إعادة تأهيل والى معرفة الانسان البدوي الذي يعتز ببداوته ويفتخر بمحافظته على عادته وتقاليده ولم تغره المدينة الزائفة.

أخيراً ما كُتب لا يندرج تحت بند إثارة النعرات ولكن إحساس مواطن مأربي حز في نفسه ما تقوم به وسائل الإعلام الرسمية من ممارسة المناطقية في ظل دولة تدعي ان الناس متساوون في الحقوق والواجبات .

إهداء إلى روح الفقيد من احد شعراء مأرب

لا هنت يالباشه أهان الطغاة جمهوريتهم والإمامة

 مائه سنه رأسه يناطح سماه ولاصطحب يوم السلامة

طوى سنين العمر ثابت خطاه ما نحنت للشيخ هامة

 وودع وهو في خير عز وجاه رمز الشهامة والكرامة