لحظة غروب القتلة
بقلم/ وليد البكس
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
الأحد 11 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:58 م

alboox@gmail.com 

في الوقت الذي وقعت أحزاب اللقاء المشترك وحلفائهم على المبادرة الخليجية ،لتقفز– ربما – بالثورة عبر الفعل السياسي إلي نقطة فاصلة إضافية،كما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان:كان الخيار الممكن المتاح لتجنيب الانزلاق في الحرب" قصد الرئيس الدوري للقاء المشترك " الحرب" التي كان وما يزال النظام يطمح إلي تدشينها.منذ عشرة اشهر ويزيد،من أي مدينة وفي أي اتجاه.

نتذكر الآن ان صالح وعد غير مرة،بالخيار المسلح،شرعن لرغبته المبيتة في أكثر من خطاب،وهو يصف خصومه(غالبية الشعب) بالساحات والمنازل في الداخل والخارج،بالانقلابيين،قطاع طرق،خارجين عن النظام والقانون،تجار سلاح،منشقين، خونة،وعملاء، وغيرها من الأوصاف والمصطلحات.

كل مرة يتوعد يرعد ويزبد،و بعد توقيع المبادرة شاهدنا الرجل المبشر بالحرب في أوج نزعاته،أول ظهور له من خلال شاشة التلفزة،أشاد بالقوات المسلحة وأبطالها الأشاوس.وهو الركون ألتأريخي للآلة العسكرية لنظام صالح.

كالعادة تتسلل كلمات الرجل الشيطانية إلي حيث تأخذ وقعها في رؤوس القتلة المتحفزين،في نوافذ القناصة وجيوب المليشيات.

في الحقيقة لعبت توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة دورا رئيسيا في حصد رؤوس الشباب والشيوخ في الساحات والشوارع،ولم تتجنب حتى الأطفال والنساء في المنازل.وطيلة زمن الثورة المباغت،ترتفع النعوش،تسافر قوافل الشهداء إلي المقابر،تزرع في حنايا الأرض،نبتة ثورة وأمل،وما تلبث ان ترتد صرخات مجلجلة من طوابير الشهداء المنتظرين دورهم،المعتصمين المحتجين الغاضبين،بالسلمية، ترتد كابوس مروعا ونموذجا فعال فتاك،صيرورته عجيبة في وجه نظام شمولي،أوغل بالقتل،و لم يتوان يوما واحد في إسقاط الشهداء والجرحى،يحاول ويسعى لتفجير الأوضاع عسكريا وقبليا،عرقيا وطائفيا مرة في الشمال وأخرى في الجنوب.ساورته الأماني والشكوك في صمود خيار السلمية،ففشل.وها هو الآن في لحظات الغروب الأبدي.بعد ان حاول مرارا فرض الحرب،وفضلنا السلمية.

السلمية التي أضاءت مناطق مظلمة في رؤوس اليمنيين،وهذا في اعتقادي واحد من أهم أهداف الثورة الشبابية اليمنية السلمية في الربيع العربي.

و ما جعل السلمية تؤكد إحساس الناس وخاصة هذا الجيل بالثورة الحقيقية 

لتقطع الحبل السري الذي يربط بين صالح كنظام وإفراطه بقوة استخدام السلاح؛الذي اعتاد بواسطته قمع الناس،فأنهكته السلمية تماما.

و باتت محاولاته يائسة لإغلاق النوافـذ أمام رياح التغيير القادمة من ضفاف الشواطئ إلي سهوب التلال.غير أن سنن الربيع تمضي سائرة في طريقهـا؛ لتستحيل تلك الأفكار الدموية المشبعة بثقافـة الإقصاء وسياسـة التجويع،و التركيع ؛وهو أسوأ ما أفرزته هذه الثقافة العوراء والمدججة بأسلحة الترويع،تواصل انحدارها الإجباري وهرولتها النهائية،من خلفها حـركة الجماهير الهادرة؛قـوة سلمية جبارة أطاحـت بمخططات الاحتراب للنظـام المتعطش المستميت لنزوعه الدموية الدائم،وتحيله- بالقريب العاجل - إلى شيء من الماضي .