الحصن الحصين في الدفاع عن شرف عبير وصابرين
بقلم/ علي كاش
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 25 يوماً
الأحد 25 فبراير-شباط 2007 07:10 م

مأرب برس – خاص

يبدو ان الحكومة العراقية أمست حكومة فضائح اكثر منها حكومة عميلة لقوات الأحتلال فقد أزكمت أخطائها المستمرة انوف المواطنين الشرفاء، فما بين فضيحة وفضيحة تطفو الى السطح العراقي فضيحة اخرى أشد من سابقتها خطورة وعنفاً وهمجية، وهناك أصرار كبير على أرتكاب المزيد منها، ماعدا الفضائح السياسية والمالية والأقتصادية والأحتماعية والخدمية بانت في الأفق ظاهرة جديدة تدعى " العهر السياسي" عندما تتصرف الحكومة كالرعاع وتمارس افعالا شائنة ومخزية لا تمت للدين او الأخلاق أو العادات والتقاليد او المسئولية بصلة، بل انها على العكس من ذلك تتناقض مع هذه المعايير كلياً .

أبتدأ مسلسل الأغتصاب الدنيء في سجن الباستيل العراقي ابو غريب عندما أثبتت التحقيقيات ان الكثير من حرائر العراق تعرضن الى الأغتصاب ولم يقتصر الأمر على النساء بل تعداهن الى الرجال بما فيهم شيوخ وأئمة الجوامع، ولكن كما قال المتنبي " لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي" فقد أسدل الستار عن هذه الفضائح بالتعاون والتنسيق العملياتي بين حكومة المنطقة الخضراء وأدارة الأحتلال، أمام صمت عربي وأسلامي مريب يدعو الى العجب، فقد كانت ردة الفعل أشبه بتأنيب قاتل عن جرائم قتل متعددة والتعبير بالأسف عن فعلته وتركه بلا عقوبة، وبدأ المسلسل مستمراً بطريقة أعنف هذه المرة من قبل القوات الصولاغية فقد تعلمت قوات الشرطة والحرس الخاص من أشقائهم الأمريكيين هذه الظاهرة الشاذة عن المجتمع العراقي وتفوقوا بها عن أقرانهم الأمريكان، وكانت الفضائح في سجون ديالى ابرز دليل على ذلك فقد وثق النائب العراقي صلاح الدايني بتقارير عديدة هذه الأنتهاكات الجسيمة وبدلاً من ان تقوم الحكومة بالتحقيق بها اعتبرت النائب الدايني مثيراً للشغب والفوضى وطالبت بسحب الحصانة عنه، ويبدو ان هذه الوباء الخطير أنتشرفيروسه اللعين بسرعة الريح في كل مكان، فقد أصاب الفيروس جيش المهدي رغم انه من المفروض أن يكون عنده مناعة أمام هذا الوباء بحكم توفر الرذيلة من خلال ممارسة وتشجيع المتعة وتطويرها من المفرد الى الجملة أو ما يسمى بالـ " المتعة الجماعية" كما أشارت احدى الزينبيات في سؤال موجه الى منظر الجيش مقتدى الصدر، الذي استحسنه .

وكان الفعلة النكراء في الجامعة المستنصرية عندما تعرضت بعض الطالبات الى عملية إغتصاب من هذه الجيش المهلل واطلقت عليهن بعدها رصاصة الرحمة حيث تم العثور على جثثهن وتبين من الفحص أغتصابهن ولكن كالعادة لملمت حكومة المنطقة الخضراء أطراف الفضيحة كأن شيئاً لم يكن، وتلاها قبل أيام أغتصاب أمرأة في مدينة تلعفر من قبل قوة من الجيش العراقي بعد أن حققوا معها لمدة اربع ساعات مطالبين اياها بأدلاء معلومات عن أماكن وجود أرهابيين، وعندما علموا بأن زوجها معتقل قاموا بأغتصاب هذه الأمانة التي وضعها الله في أعناقهم للمحافظة على شرفها، ومن المؤسف ان تقوم هذه القوة بتصوير عملية ألأغتصاب بكاميرا موبايل وتهديد المرأة بتوزيع الشريط الذي يظهر رجولتهم وبطولتهم وغيرتهم وكرامتهم في حالة عدم تعاونها معهم .

ان مسلسل الأغتصاب في العراق الديمقراطي الجديد لم يتوقف عند حالة معينة فقد أشار احد النواب العراقيين بان عدد النساء العراقيات اللائي تعرضن للأغتصاب عام 2006 فقط بلغ (68) حالة وأن هناك اكثر من (1000) امرأة عراقية مجهولة المصير وكان لجيش المهدي الدور الفاعل في أختفائهن المريب .

وتنضم الماجدة العراقية الجديدة صابرين الجنابي الى قافلة المغتصبات لترافق الشهيدة المغتصبة الملاك عبير قاسم حمزة وتتلاقى دموع المغتصبيتين الحية والميته، مع تباين الحادثتين بالفعل والنتيجة، في الوقت الذي اغتصبت فيه عبير قاسم حمزة على ايدي قوات الأحتلال فأن اختها صابرين اغتصبت من قبل أشقائها في الدين والوطن مما يسمة بقوات حفظ النظام ! وفي الوقت الذي اعترف فيه المغتصبون الأمريكان بجريمتهم النكراء فان المغتصبون العراقيون أنكروا فعلتهم ! وفي الوقت الذي استغرقنت التحقيقات حول إغتصاب عبير حوالي السنة في الولايات المتحدة الأمريكية، فأن تحقيق المالكي كان أسرع من الصوت لم يستمر سوى ساعتين وهو جدير بالدخول في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وفي الوقت الذي قامت لجنة قضائية بالتحقيق في حادثة عبير، فأن لجنة سياسية من أزلام حكومة المالكي وبالذات من جماعة الأئتلاف تقوم بالتحقيق بحادثة صابرين، وفي الوقت الذي يتعرض فيه السفاحون الأمريكان الى عقوبات رادعة عن جريمتهم ، فأن حكومة المالكي كرمت الضباط المغتصبون وربتت على أكتافهم مهنئة بهذا الأنجاز الكبير لقوات الدفاع العراقية .

الغريب ان المالكي الذي اثبت انه بطل كلام وعهود ووعود لا تنفذ، بحيث أصبح يمثل ظاهرة من ظواهر العراق الجديد، نظراً للمخططات التي ينفذها والدور الذي يلعبه والمنصب الخطير الذي يحتله لم يكتف بأغتصاب أعوانه من" الضباط الأحرار" الماجدة العراقية عندما قام نفسة بأغتصاب الحقيقة، فقد اتهم المسكينة بأنها متهمة وقد صدرت من حكومته ثلاث مذكرات أعتقال بحقها دون أن يفصح لنا عن طبيعة هذه التهم والمذكرات، وكأنما اراد الله ان يخزيه وبنفس سرعة قرار اللجنة التي شكلها، فقد تبين ان اسم المتهة هو تنكري وليس حقيقي بمعنى ان المذكرات بحق صابرين الجانبي كانت عملية ملفقة لأنها لا تحمل هذا الأسم ! وهذا ما أعترف مستشار نائب رئيس الوزراء عندما ذكر " أن اسم السيدة الذي أذيع هو اسم مستعار, وأن لدينا اسمها الحقيقي " وقد زاد الطين بلة على المالكي ان مستشار نائب رئيس الجمهورية العراقية اعترف بأن المجنى عليها اعتقلت وأقتديت الى مقر الفوج الثاني التابع الى اللواء السابع لقوات " زعزعة النظام" وهو ما يؤكد صدق رواية المجني عليها، نافياً صدور ثلاث مذكرات بأعتقالها كما زعم المالكي ؟

ثم لماذا يخشى المالكي من فتح تحقيق علني طالما ان العملية خرجت الى الرأي العام حتى تبان الحقيقة للجميع وتظهر نزاهة وحيادية لجنته وقرارها؟ ولماذا يخشى من اعلان أسماء لجنته التحقيقية ليعرف الناس من يحقق مع الجناة اسوة بأسياده الأمريكان عندما فتح تحقيق علني وتم التعريف بأسماء القضاة المحققين قي مسألة أغتصاب عبير ؟ وهو الأمر الذي طالبت به منظمة العفو الدولية وبعض المنظمات المعنية بحقوق الأنسان. ولماذا لم ينتظر المالكي التقرير الذي تحدث عنه مستشار نائب رئيس الجمهورية عمر الجبوري وهو يمثل أيضاً الحكومة العراقية عندما ذكر "لدينا تقرير طبي من مستشفى ابن سينا وهو، مستشفى أميركي محايد، يؤيد ابتداءا ما قالته السيد ة" موضحا أن التقرير أحيل إلى لجنة مختصة من الأطباء العراقيين لفحصه، وينتظر أن تصدر هذه اللجنة تقريرها في وقت لاحق "

في برنامج قدمته قناة الجزيرو حول تداعيات هذه المأساة الأنسانية خرج علينا أحد ابواق النظام من لندن باسم العوادي ليحلل لنا ظاهرة الأغتصاب بطريقة رعناء بعيدة عن الحياء والأنصاف، فقد انكر جريمة الأغتصاب لأن المجني عليها لم تسفر عن وجهها لتريه الكدمات في وجهها وجسدها، كما انه إدعي بأن ثلاثة ضباط مفتولي العضلات لا بد ان يتركوا آثاراً على وجهها" ولحطموا وجهها وأضلاعها ولبدت بصورة اخرى" وهذا ما لم يراه شرلوك هولمز العراقي، ويتساءل في طروحاته لماذا تخفي وجهها ؟ ولماذا لم يظهر عليها النزيف ؟ ولماذا لا يبدو عليها الأنهيار العصبي أو الرعشة ؟ ولماذا تضع الكحل في عينيها ؟ مؤكداً بأنها " تمثل الدور المرسوم لها" ولم يجهد نفسه ليقدم لنا وصفاً عن هذا الدور المرسوم ولكن نسأل السيد العوادي لو كانت هذه الماجدة العراقية أختك أو زوجتك فهل كنت ستطلب منها ان تسفر عن وجهها وأن تظهر للمشاهدين آثار الكدمات والنزيف أو الرعشة كما سميتها ؟ ونسأله هل هناك أمرأة في الكون بشكل عام والعراق بشكل خاص يسعدها أن تدعي بانها أغتصبت من قبل عدة رجال تناوبوا عليها وهي متزوجة وعلى ذمة رجل ؟ اني على ثقة بأن الممثلات العراقيات يرفضن أن يلعبن مثل هذا الدور المهين في السينما! اليس من الشهامة العراقية ان تلجم لسانك وتطالب الحكومة بأن تجري تحقيقات دقيقة اسوة بحالة عبير قاسم حمزة ؟ وهل الأمريكان اكثر شهامة من حكومة المالكي على شرف العراقيات عندما فتحوا تحقيقا خطيرا ودقيقا عن مأساة عبير.

الا يعلم العوادي وغيره من ابواق الحكومة الخضراء من المتشردين في متهات الغلط والفشل والتطبيل والتزمير والتهريج والوقوف مع عمى المتوهم بان عناصر جيش المهدي تتوغل في الجيش العراقي وقوات الشرطة والأمن وهي تشارك في عمليات الدهم والأعتقال ضمن الخطة الأمنية التي ما تزال تنفذ في المناطق السنية وقد استثنيت المناطق الموبوءة التي تعج بفرق الموت والمجرمين والقتلة في مدينة الصدر والحرية والحسينية والشعلة وابو دشير وغيرها من عمليات التفتيش والمداهمة ؟ الم يطلع على تصريحات النائب عمر عبد الستار قبل حصول هذه الممارسة الوحشية بأن الخطة الأمنية تشهد خروقات فاضحة من قبل الميليشيات المسلحة مدعومة بقوات " تدمير النظام" وليس حفظه مفيداً بأن " من يطبق القانون الآن هو نفسه من يخرقه"؟ الم يطلع هو وغيره على تقارير منظمة العفو الدولية التي كانوا يستندون على تقاريرها في التهجم على النظام السابق، عندما دعت الى التحقيق في جميع عمليات الأغتصاب للنساء في العراق، والتي أكدت بانها تحصل يومياً ؟

لماذا لا يستفسر العوادي وغيره - من المنعمين بثروات العراق في الخارج والذين يرفضون القدوم للتنعم بالأجواء الديمقراطية في العراق الجديد - من الأمريكان عن حقيقة ما حدث طالما ان الأمريكان اسياده هم الذين اسعفوا المرأة ؟ وكيف يمكن تفسير سكوت الأمريكان عن ما حصل ؟ علماً ان مستشار نائب رئيس الوزراء أعترف بأن القوات الأمريكية هي التي خلصتها في مقر فوج( زعزعة النظام) .

أن كل الدلائل تشير بأن الأوضاع وصلت الى حالة من الغليان الشعبي والغضب الجماهيري العارم في العراق، فقد ذاق الشعب خلال حكم المالكي و سلفه الجعفري ألوان من القهر والظلم والأستبداد والطائفية والقتل والنهب والتهجير، وهو الأمر الذي يسبق العاصفة القادمة التي ستعصف بحكومة المالكي ومسيرتها المشوهة وتسفه احلامه الوهمية في اقامة الامن والاستقرار في العراق، وتحطم محاولاته اليائسة التي يتفنن بها عبثاً لتحقيق المصالحة الوطنية، فيوم بعد يوم تزداد عزلته وعزلة حكومته في الداخل والخارج، ويوم بعد آخر يؤكد إستهتار حكومته بالمبادئ الأنسانية والأخلاق الأسلامية وشيم النخوة و الكرامة العربية، وبهذه الحادثة الأليمة أماط المالكي عن وجهه اللثام ايظهر حقيقته الطائفية عارية امام الرأي العام العراقي والعربي والدولي، فقد أنكشفت نواياه الشريرة وحيله ونزواته بشكل لا لبس فيه.

أن صوت الحق قد طغى على ابواق ازلام المالكي فقد استنكرت هيئة علماء المسلمين والوقف السني هذه الجريمة النكراء بحق الماجدات العراقيات اللواتي يتعرضن الى إبادة اخلاقية على أيدي القوات الحكومية مرجعة هذه المصائب الى قوات الأحتلال وعملائهم، وداعية المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الأنسان الى إجراء تحقيق فوري بهذه الجريمة البشعة، كما أستنكر آية الله العظمى الشيخ حسين المؤيد "دام ظله" بشدة هذه الجريمة داعياً الشعب العراقي الى رفض هذا الواقع المهين وعدم الخضوع الى الأذلال، ووصف الشيخ المجاهد الجريمة بأنها " جريمة يندى لها جبين الأنسانية" محملاً قوات الأحتلال واذانبهم مسئولية ما حدث . أما قيام المالكي بأعفاء رئيس الوقف السني من منصبه فهو ليس من افلاس فكري وسياسي لتغطية آثار الجريمة التي ارتكبها مرتزقته من الميليشيات الطائفية المسعورة .

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
توكل  كرمان
القوة الرقمية للمرأة
توكل كرمان
كتابات
كاتبة صحفية/سامية الأغبريرجال فوق القانون
كاتبة صحفية/سامية الأغبري
مشاهدة المزيد