الصوفي لاعب الوقت الضائع والجندي المتسلل دوماً
بقلم/ ماجد الداعري
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 10 أيام
السبت 30 يوليو-تموز 2011 07:37 م
لم أعد أصدق مطلقاً أي تصرحات يدلي بها السياسي ولاعب الوقت الضائع أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي لرئيسنا اليمني الجريح ، منذ أن بلغ به الكذب والاستهزاء بالشعب اليمني والمتابع العالمي لشأننا الوطني العصيب، حد التأكيد على أن الرئيس موجود في اليمن، بعد سلسلة طويلة من الكذب المزري والتظليل السياسي المفضوح الذي يمارسه على أبناء شعبه المسحوق بالفقر والغلاء وسوء المعيشة - بسبب الثورة- كما يقول رفيق كذبه عبده الجندي، فالمتابع للصوفي ومايقوم به من دور إعلامي متخبط تارة ومزر تارات أخرى، يستطيع الجزم بسهوله أن مايؤديه من دور شبيه إلى حد كبير بذلك الأداء الرياضي القذر الذي يمكن أن يقدمه لاعب الوقت الضائع لفريقه الخاسر في المباراة المصيرية، في حين نجده دائما يترك فرصة  المخادعة الأخرى لرفيقه في "عالم الكذب السياسي اليمني المفصوح" الجندي ليلعب في منطقة المتسلل دوما" حيث لاترى ظهوره الكوميدي على شاشة اليمنية وأخواتها إلا بتصريحات كثير ماتناقضت مع ماقاله الصوفي وإعلام السلطة نفسها ، أملاً منهما في مخادعة حكم المباراة الخارجي وتسجيل أي هدف على شباك الخصم، وبعض النظر عن مشروعية وطريقة تسجيله طالما وهو يدرك أن بقية أعضاء فريقه قد استسلموا جميعا للهزيمة النكراء التي منيوا بها في الوقت الأصلي من المباراة، وعلى غفلة من الزمن.

الصوفي وكما هو معروف للجميع يتخذ من الكذب المفضوح، إستراتيجية سياسية مكشوفة لمناورة خصوم سيدة المبجل، وكأنما يطبق في ذلك ما ورد في مثل شعبي قديم: "أكذب أكذب حتى تصدق نفسك" دون أن يعرف أنه بقبوله القيام بذلك الدور الإعلامي المهين، يضحي بما تبقى لديه من قيم إنسانية باعتباره واحد من رجالات سلطة صالح العائلية المسؤولة أخلاقيا وسياسيا عن الوضع المزري الذي تعيشه اليمن اليوم. بينما يحارب عبده الجندي من زاوية أخرى يدرك فيها جيدا أنه يكذب وأن الكل يعرف أنه كذاب ويعرف أيضا أنهم يعرفون أنه يكذب وهو على معرفة بأنهم يعرفون بأنه كذاب اليمن الأول بجدارة والفائز باللقب عن استحقاق في هذه العام الحالي2011م ، رغم المنافسة الحميمة بينه ورفيقه الصوفي، وبغض النظر عن فوارق القدرات التمثيلية بينهما والتي تصب في صالح الصوفي الكذاب الأول بسبب تمكنه وببراعة في إخفاء عقليته السياسية الحقيقة التي يسعى دائما لإخفائها وراء صورة كوميدية ممزوجة بين السخرية واللامبالاه في تعامله مع الأحداث وجرأته الوقحة على تحويل "شهداء الثورة" إلى جثث جاهزة، وإطفاء حالة من الفكاهة على شاشة التلفزة اليمنية المملة، كما يظهر في مؤتمراته الصحفية العبثيةـ مع حرصه الدائم على العمل بمبدأ والده الذي قال أنه علمه أن يقف حتى آخر لحظة مع من أعطاه حتى "كوبا من الشاي" وكيف بصالح الذي قال عنه بأنه "أطيب إنسان في اليمن ولو كان فعلا كمايصفه معارضوه لماتوانى لحظة عن الخروج إلى ساحة التغيير للمطالبة بالإطاحة به" كمايفعل الثوار، وبعظ النظر عن تلك الابتسامة الماكرة التي يخفي ورائها قناعات أخرى كمايرى في ذلك مقربون منه، ولذلك فهو لم يخجل حينما قال بكل وقاحة سياسية في تصريح سابق له مع قناة السعيدة أنه رجل عظيم وسبق أن وقف وساند الرئيس العراقي السابق صدام حسين حتى آخر لحظة من حياته وهو بذلك يؤكد أن عليه أيضا أن بساند الرئيس صالح حتى آخر لحظة كونه قد أوصله إلى نائب وزير أولاً ، وعملا بوصية والده ثانيا.في حين أن المفكر الصوفي عاد مؤخرا ليدلي بآخر فلتاته الإعلامية بأن الرئيس موجد في اليمن في رده على من قال أنهم يتحدثون عن المسافات الجغرافية ويالسخرية من عقول صوفية.

ولذلك تنتج السياسة والمصالح تناقضات عجيبة، يمكن القول أمامها أنهالآفة مخيفة أن يتحول المثقف إلى "دوشان" ومبخر يتباهي بمقدراته الخارقة على الكذب المزري، وأنها لكارثة سياسية كبرى أن يغدو رجل السياسة حانوتا ومطبلا على باب حاكم "مفرغ القيم" أجمعت كل الوقائع والأدلة على فقدانه لأدنى مشروعية أخلاقية وسياسية في البقاء ولو لثوان على كرسي حكم أغتصبه وعائلته منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وحوله إلى إقطاعية ملكية مفرغة و وزعه كماركات خاصة مسجلة حضرياً بإسمة وعائلة وحواشيه الباحثة عن ما تبقى من النزر القليل من الفتات الذي تركه ذلك الحاكم المتشبث بالسلطة من طوارئ مشافي قصور سيده الملك المبجل بالرياض.

من غرائب الأقدار التي تصب في صالح مستقبل أعداء حلفاء صديقي الصوفي، أن الله يجعل منه آخر أو راق التوت في بقاء حكام اليمن الراحلين عنوة من أوطانهم نحو المنفى العتيق، فهو لم يكذب حينما حمدالله سرا وجهرا بعد يومين من حادث جريمة تفجير جامع النهدين بقصر الرئاسة - كما تروى آخر النكات الصنعانية حول تلك الحادثة المدانة دينياً وسياسياً وإخلاقياً "على أنه لا يصلي" وحينما سؤل عن سبب ذلك الحمد الصوفي الغريب قال أنه لولا ذلك لكان ضمن عداد المغيبين صحيا في مشافي الجارة السعودية، التي سبق له أن سخر من جلابيب وبداوة حكامها ونعتهم لهم بالغباء كبقية أمراء النفط الخليجين في معني ما أراد أن يقوله بخوف وخذر في المقال الذي نشره في ابريل 2009م موقع سبتمبرنت وأثار يومها حنق وعتب السفير الكويتي بصنعاء.

ومن تلك المفارقات الغريبة أيضا أن الصوفي لايظهر على المشهد السياسي دوما إلا في اللحظات الأخيرة التي تسبق انقشاع حلفائه من الملعب السياسي ، ولذلك يغدو كلاعب الوقت الضائع أو كلاعب مصاب يسعى مدربية لاستعادة لياقته الصحية على حساب الوقت بدل الضائع من المباراة التي يدركون جيداُ أن فريقه قد خسرها بالعشرة. ولذلك فهو سيقوم بمهمة تصفية حسابات قذرة لايستحي فيها من اللعب بخشونة متكلفة والتعامل مع لاعبي الفريق الآخر والضلوع ببأساليب بلطجية رخيصة ومخالفة لقوانين اللعب وأخلاق الرياضة والرياضيين طالما وقد أيقن جيدا أن مسألة عودته إلى أرضية الملعب أصبحت في عداد المستحيلات الأخلاقية والرياضية معا.

الفشل الصوفي اللصيق

في اللحظات الأخيرة التي سبقت إجتياح الجنوب عسكريا من قبل قوات صالح وقبائله وحلفائه ومليشاته الجهادية المدرعة، كان الصوفي يومها اشتراكيا علمانيا براجماتيا كونه قد عين في تلك اللحظة مستشارا إعلاميا للرئيس الجنوبي علي سالم البيض المنهزم عسكريا ووحدوياً بعدها ، ويافرحة ماتمت، فالصوفي الذي كان يتقدم إلى الأمام في تلك الدولة الجنوبية المخترقةُ من قبله وأمثاله ممن كان أبناء وسياسي الجنوب ينخذعون بثقافتهم الشكلية المقننة "لحاجة في نفس يعقوب" قد انهارت عليه فجأه وقضت على كل أحلامه التحررية المنشودة وجعلته متشدقا وطنيا بالحنين إلى موطنه الذي خدمه عمرا مديدا في ثنايا الغربة الجنوبية ومافتئ أن دعمه بكل تنظيراته "الجوسياسية" ضمن الإطارات الشبابية والفعاليات الوطنية والوسائل الاعلامية ةالفكرية حينها.

الصوفي فشل في إدارة كثير من المهام الرسمية التي أوكلت إليه، باعتباره منظر الحزب الحاكم ومفكره اليمني الكبير، ولم يحقق أي نجاح يذكر منذ تعيينه في القصر الجمهوري بعدن ومالحق ذلك التعيين الغبي من إطاحة ظالمة بدولة الجنوب بأكملها و زوال رئيسها البيض من المشهد السياسي اليمني وفق تعبير احد قيادات المشترك في إحدى تعليقاته الساخرة منه لقناة الجزيرة. ومرورا بتوليه مهمة أمين عام المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية ، بعد أن خلع جلباب الاشتراكية العلمانية التي كان يمجد باسمها ويسبح بحمد ممتهنيها يومها في الجنوب، وسقوطه في عضوية اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر "الحاكم"، وانتهاءا ً بتوليه القصير لرئاسة تحرير صحيفة "الميثاق" الناطقة بلسان المؤتمر، ثم مهمة ناشر صحيفة "الوطن اليوم" التي فشل حتى في اختيار رئيس تحريرها وهيئة تحرير يطاوعونه كيفما يريده أسياده في القصر، لاكيفما تكون الصحافة الحرة المسؤولة والرسالة الصحفية الشريفة التي بإمكان صحفي بحجم الزميل "محمد علي محسن" أن يمثلها باعتباره المرجعية الصحفية لكل صحفيي الضالع التي صدرت منها الأعداد الخمسة الأولى من تلك الصحيفة التي لم يكتب لها الاستمرار وفق تلك الرسالة الصحفية المشوهة التي أرادها الصوفي وأمثاله، حسب ماقاله في أحد حواراته المفبركة مع إحدى الصحف المفرخة من الحاكم، والتي جاء فيها:"لم أجد ذاتي رغم توليي العديد من المهام.. رئاسة تحرير، لكنني كناشر وجدت نفسي في صحيفة “الوطن اليوم”، ولكنني للأسف أخفقت في اختيار رئيس التحرير وإدارة التحرير، بسبب أنها كانت في مدينة الضالع، وكانت المسافة بين صنعاء ومكان إقامتي الإشراف على عملية التحرير وكذلك اختلاط أوراق العمل الصحفي بالحراك السياسي، جعل من هذه الصحيفة منكودة بالغدر.. منكودة بالخيانة اليومية.. منكودة بسوء أخلاق مهنية لمن عولت عليهم أن يديروا فكراً وسطياً راقياً ينضج العملية الديمقراطية ويعيد الاعتبار لمهنة الصحافة، ولكن “الوطن اليوم” ستعاود إن شاء الله لأنها غاية بحد ذاتها لكي تبرهن أنها البديل للكثير من الغثاء كغثاء السيل الذي نشاهده الآن" وصدق المثل العربي القائل" رمتني بدائها وانسلت" ولا تعليق هنا على ما قاله سوى أنه وكما تشير المعطيات السابقة قد فشل سياسيا وديمقراطيا وصحفيا وناشرا ولا أصنه سينجح في انتهاج سياسة الكذب المفضوح تحت يافطة على وعلى المشترك، سيما حينما تصل به جرأة الكذب إلى القول لقناة فضائية لها شعبيه جماهيرية عالمية بحجم الجزيرة أن الرئيس موجود في اليمن، ثم يأتي رفيق دربه الجندي "ثاني كوكباني الكذب اليمني" لينفي مزاعم الصوفي بوجود الرئيس في اليمن، وبقول في آخر مؤتمراته الصحفية العبثية :"أن الرئيس وكما هو معلوم للجميع متواجد في الرياض للعلاج وليس في الداخل" وقبلها كان قد سبق وان رد على تصريحات الصوفي من ان الرئيس سيظهر خلال مدة48 ساعة ، أن تلك التصريحات الصوفية ليس سوى أمنيات من الصوفي ولكن قرار ظهور الرئيس يقرره الأطباء وليس السياسيين" وفق تعبير الجندي الذي قال لأحد رفاء مجلسه أنه مستاء جدا من فضيحة اتصال الصوفي بقناة الجزيرة وتشبيهه للرئيس بالطاغية، واعتباره ذلك بطولة صحفية منه.

الصوفي يكذب ويكذًب كل شيء

قبل اندلاع الثورة الشبابية السلمية بأشهر عديدة كنت على اتصال مع أحمد الصوفي بوصفه قيادي بارز في الحزب الحاكم وأردت معرفة رأيه في قضية الحوار المعطل يومها بين السلطة و أحزاب المشترك، لدعم تقريرا صحفيا لموقع "مارب برس" الإخباري المستقل، كنت قد شرعت في وضع اللمسات الأخيرة عليه وأردت تطعيمه برأي السلطة فيما يخص الموضوع، حينها تفاجأت بالصوفي الذي كان صديقي إلى ماقبلها بلحظات يرد علي بتعال وتهكم قائلا: أن موقعكم كذاب وأنا لم اعد احترمكم ولا أصدقكم ولا أود التعامل او التصريح لكم"، ورغم قناعتي حينها بإغلاق سماعة الهاتف، إلا أنني وددت أن اعرف السبب الذي جعل صديق الصوفي يتقلب كل هذا الانقلاب علي وعلى موقع بحجم مارب برس يحترمه الألآف من متصفحية يوميا في الداخل والخارج قبل أن يصدمني بقوله :"أنتم قلتم أن رئيس مجلس الشورى نقل إلى المستشفى بحالة صحية حرجة، وانا حينما صدقتكم وزرته وجدته طبيعا وذهب لإجراء فحوصاته الطبية الدورية لا اكثر، في حين أن مندوب الموقع الذي صادف وجوده يومها بالمستشفى رأى الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني يدخل المستشفى بناقلة طبية وليس كالعادة ولم يكن ليتعرف ولانحن أيضا انه يزور المشتشفى باستمرار بتلك الطريقة التي سماها الصوفي اجراء فحوصات طبية وللقارئ أن يحكم من كان منا يومها كاذبا، الموقع أم المندوب أم الصوفي أم انا الذي سبق وأن كنت على علاقة طيبة مع الصوفي ، علاقة تكللت برحلة سافرنا فيها معا وأكلنا وجلسنا و"خزنا" معاً وتعمقت بلقاء جمعني وإياه أيضا في مقر معهده اليمني لتنمية الديمقراطية كمايسميه، وتجاذبنا يومها أطراف حديث جنوبي طويل، فضل أن يحسمه بإهدائي نسخة من آخر كتبه السياسية بعنوان"لاهوت السياسة" معززا ذلك الإهداء بطلب قراءته وتقديم قراءتي المتواضعة له في مقال أو تقرير إشترط يومها نشره بموقع مارب برس الذي سبق وأن ظهر قبلها ، وهو حريصا على التواصل معه أيضا حينما أبلغه أحد المسؤولين في مطابع الثورة عن منع المطابع لتوزيعه كماقال لي هاتفيا يومها وأنا أتولى أمور العمل التحريري في الموقع، في محاولة ذكية منه للترويج لكتابه الذي تفاجأت بوجوده اليوم الثاني يوزع مجانا في الأسواق دون أي توقيف أو اعتراض لكونه باختصار قد اختزل الجنوب في قبائل متناحرة وصور أبناء الجنوب كمن يعيشون في غابة لاتحكمهم أي نوازع أو قيم ولاتحركهم سوى دوافع الحروب وأثر النظريات السياسية ورغبه الانتقام من بعضهم البعض وهو ماجعلني أخلف بوعدي له وبالمناسبة أعده بدفع ثمن كتابه أو إعادته إليه متى ماطلبه مني كون عقلية مكتبتي المتواضعة لاتحفل بمثل تلك التنظيرات الموجهة بفعل الثمن المدفوع مسبقا.

 وللجندي اللاعب المتسلل دوما حكاية أخرى أشد طرافة وغرابة ألقاكم على وقعها الكوميدي في العدد القادم بإذن الله.