خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
من لم يكن يتوقع نهاية الوضع اليمني بسبب الأحداث الجارية هناك منذ أشهر وما يحدث في المنطقة العربية عامة؟ لا أعتقد أن أي مراقب كان يعتقد أن يصمد الحال السياسي اليمني في ظل الضغط الشعبي المتواصل، والضغط الخارجي على الرئيس صالح من أجل الإصلاح، خصوصاً وقد كان من الواضح أن الشعب اليمني يسير بثبات نحو تحقيق التغيير السلمي رغم الاستفزازات وأعمال القتل المتعمدة والمنظمة. إذن فالنهاية الحتمية في اليمن هي خروج صالح بعد سنوات حكم طويلة وإدارة غير موفقة لأزمات البلاد وتعامل شابه عنف مع مطالب التغيير والإصلاح. أما البداية المطلوبة فهي مساعدة قوية ومباشرة من دول الخليج لبناء اليمن الجديد الذي ينتظره الجميع منذ زمن طويل.
الرئيس صالح لعب على الوقت، لكن الوقت لم يسعفه، فقد كان الشعب اليمني أقدر على التعامل مع الوقت ومع اللعبة الأخيرة للرئيس إزاء المطالب السلمية للشعب وللشباب. وإذا ما اعتبرنا أن خروج "صالح" من اليمن لتلقي العلاج في الرياض هو بداية النهاية لسنوات حكم دامت ثلاثة عقود، فلا شك أنه انتصار للشباب ونهاية دراماتيكية لم يكن ليتوقعها أكثر مخرجي هوليود السينمائيين عبقرية. فبعد أشهر من الاحتجاجات ومئات القتلى وآلاف الجرحى، لم يقبل صالح ترك الحكم، وحاول التلاعب بالجميع، بمن فيهم حلفاؤه في مجلس التعاون الذي مد أيدي المساعدة إليه فرفضها. لقد جعل الخليجيين يخسرون مرتين؛ الأولى عندما أفشل مبادرتهم، والثانية عندما جلب عليهم نقد الشعب اليمني الذي اعتبر المبادرة محاولة خليجية لإنقاذ الرئيس وجماعته من المحاسبة!
والسؤال الآن: ماذا بعد صالح؟ إنه سؤال للطرفين؛ قوى المعارضة السياسية داخل اليمن، ومجلس التعاون الخليجي. بالنسبة لقوى المعارضة اليمنية، هل هي مستعدة لمرحلة ما بعد صالح؟ لا شك أن المحتجين والمعارضة معاً يدركون أن العالم يتابع الداخل اليمني، ومن ثم فعلى القيادات السياسية -من المعارضة ومن الشخصيات الوطنية المستقلة- أن توضح للعالم من يمكنه إدارة شؤون البلاد والوصول بها إلى بر الأمان إلى أن تتم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ويتم تشكيل حكومة جديدة ترضي طموح الشباب المعتصمين منذ أشهر والذين ضحوا بأنفسهم من أجل "يمن جديد"، يمن يفتخرون به ويفتخر بهم، يمن حقيقي يعكس عراقة وتحضر الشعب اليمني، وقد جاؤوا خلال مائة يوم ليكشفوا عن الوجه الحقيقي لهذا الشعب الرائع والعريق المحب للحياة وللسلام، فرغم وجود أكثر من 60 مليون قطعة سلاح لدى الشعب اليمني، فإننا لم نر قطعة سلاح واحدة في ساحات التغيير.
والطرف الآخر هي دول مجلس التعاون الخليجي: هل هي مستعدة للإسهام في بناء يمن جديد؟ على الخليجيين العمل في هذا الخصوص على عدة محاور، أولها استقرار الوضع وإيقاف الصدامات المسلحة، وثانيها مساعدة الفريق الجديد على تنظيم نفسه ودعمه مالياً وسياسياً، وثالثها تقديم المشورة ونقل الخبرة الإدارية والفنية التي يحتاجها اليمن الجديد... فعلى الصعيد الاستراتيجي ينبغي لدول الخليج العمل على بناء يمن جديد يتناسب مع متطلبات المرحلة، ويمكن ضمه لمجلس التعاون، يمن مستعد للاقتراب أكثر من دول الخليج. كما أن العمل على وصول رئيس يفهم المرحلة ويتفهم متطلباتها ويحترم شعبه ويعمل لمصلحته، أمر في غاية الأهمية هو أيضاً… فإذا كانت النهاية الحتمية لأشهر من الاحتجاجات هي رحيل صالح، فإن البداية الحتمية هي دعم دول الخليج لليمن.
الحقيقة التي يفترض أن الرئيس اليمني يدركها الآن هي أن الوضع تغير بالنسبة له وبالنسبة لليمن أيضاً، فقد تبدلت اللعبة وتغيرت موازين الشعبية في الداخل والقبول في الخارج. لقد صار معسكر المطالبين برحيل الرئيس أكبر من معسكر المدافعين عنه، وكثير من المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين انشقوا واختاروا الوقوف إلى جانب الشباب المطالبين بتغيير النظام. وعلى الصعيد الخارجي أصبح واضحاً أن دول الخليج تفضل رحيل الرئيس "مادامت هذه رغبة الشعب". كما أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة طالبته بالرحيل وهي تدعو اليوم لانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة في اليمن. والأهم من ذلك أن ثمة دماء كثيرة سالت في الداخل، فأي بلد سيدير الرئيس؟ وأي شعب سيحكم؟ ومع أي جيران سيتعاون؟ ومع أي عالم سيتعامل؟ لقد احترقت أوراق كثيرة خلال مائة يوم الماضية، حتى أحرق البعض نفسه يوم الجمعة الماضي!
ورغم كل ذلك ما يزال صالح يمتلك فرصة أخيرة لتفادي الأسوأ، فهل يستغلها ويترك كرسي الحكم، أم يكرر لعبته المعتادة ويحاول بدأ جولة جديدة من المناورات؟
أخيراً، عندما لا يعرف النظام كيف يصحح وضعه، ولا كيف يتعامل مع مواطنيه ومطالبهم... فعليه أن يتوقع النتيجة الحتمية… وهي في مثل هذه الحالة التغيير أو الرحيل كما بدت أخيراً تجلياته وبوادره الحتمية.
*الاتحاد الاماراتية