خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
إذا الشعب يوما ارادالحياه *********** فلابد ان يستجيب القدر
عندما اطلق الشاعر التونسي هذه الابيات الداعيه لحرية الشعوب لم يدر بخلده ان ياتي اليوم الذي تتحول الى واقع يتحرك على الارض العربيه، هذه الارض التي ترزح لعقود تحت وطأة أنظمه قمعيه تتمتع فيها اجهزة الامن باليد الطولى وصوتها يعلو على صوت القانون والدستور وتكاد جميع الانظمه العربيه تتطابق في هذا الجانب المظلم.
من المصادفه الرائعه ان من اطلق هذه الابيات هو الشاعر التونسي ابوالقاسم الشابي وأن تبدا هذه الابيات في التحول الى واقع في ارض الشاعر تونس الخضراء، بل كان اول ما سمعناه في اليوم الاول لثورة الياسمين هوترديد هذه الابيات الرائعه لانها تعبر بصدق عن واقع بدا ينطلق من ارض الشاعر ويمتد الى انحاء الارض العربيه.
الثورة العربيه هي خير لابد منه وإن جاء متاخرا، لكن ربما هذا التاخير لعب دورا ايجابيا وبارزا في نشوء ثقافه ثوريه جديده قائمه على الاحتكام الى الاراده الحقيقيه للشعوب في الاخذ بالطريق السلمي مما ادى الى إحراج الانظمه القمعيه باطلاقها كلاب اجهزتها الامنيه للنهش في اجساد عاريه، وقد لعبت الفضائيات الثوريه وعلى راسها الجزيره دورا متميزا في نقل الصورة الحقيقيه لهذه الانظمه واجهزتها الامنيه التي لم تجلب الا الخوف للشعوب على مدى عقود طويله من الحكم الشمولي الدكتاتوري.
لكن ماذا عنوان المقال "ثورة مسلحه بغير سلاح"؟
قد يبدو التعبير متنناقضا، لكن هذا هو الاسم الحقيقي لثورة اليمن وماادراك ما ثورة اليمن!!
إن ثورتنا المباركه هي اكثر الثوراة عربيا -بل وبدون مبالغه- عالميا، الاكثر إثارة وتحضى بالحديث والثناء الغير عادي من جميع المحللين السياسيين والاستراتيجيين العرب والاجانب، ولكن لماذا هذا الاهتمام بثورة شباب اليمن وما وجه الغرابه مقارنه بمثيلاتها التونسيه والمصريه؟ ... هنا يتضح سبب تسميتي لهذه الثورة بـ " ثورة مسلحه بغير سلاح"، فمن المعروف ان الشعب اليمني اكثر شعوب الارض حملا وامتلاكا للسلاح وقد ظل ولازال هذا السلاح مصدر لمعانات اليمنيين وسببا في اراقة الدماء سواءا في حروب عبثيه او من خلال الثارات القبليه والتي لازال الشعب اليمني يعيش داخل هذه الدائره الشيطانيه من الثار الذي يجر الى ثار وهكذا دواليك.
النظام الحالي - والساقط قريبا انشاء الله - عمل على تغذية هذه الصراعات القبليه وادار الكثير من الحروب العبثيه (وما حروب صعده عنا ببعيد)، وكانت هذه السياسه ناجحه وبشكل كبيرفي إطالة عمر هذا النظام حتى وصلنا الى 33 سنه من العجاف في شتى مناحي الحياه، كما ان وجودالسلاح كان كابح وعائق لاي تفكير في التغيير ناهيك عن إشعال ثورة، بسبب الخوف ان نصل الى حرب اهليه اشد ضراوة من الحروب التي عشناها، وعمل إعلام النظام على تعزيزهذا الخوف لدى الناس من التغيير وشارك في ذلك للاسف بعض الاجتهادات الدينيه القائمه على انه إذا كان درا المفسده يؤدي الى مفسده اكبر فالاولى الابقاء على المفسده الاصغر والتي هي من وجهة نظر علماء السلطان بقاء النظام واستمراره، بل ومع بزوغ فجر هذه الثورة سارع رأس النظام الى استدعاء هذه الاجتهادات وتذكيرالناس ان القادم اسوء فمن الاولى عدم التغيير لان اليمن قنبله موقوته واي تحريك لهذه القنبله سيؤدي الى انفجارها، وتلقف هذا الامر وتصدى له بالشرح والتوضيح مجموعه قليله من علماء السلطه من خلال قناة الايمان الرسميه وغيرها من القنوات، وبرغم القول بعدم تاثير هذه القنوات على النخبه الا ان هذا التاثير برز لدى عوام الناس وهم يشكلون للاسف الجزء الاكبر في المجتمع بسبب سياسة النظام المتعمده في تجهيل المجتمع من خلال تعليم متدني لايحضى في ميزانية الدوله الا بالفتات مقارنه بميزانية قطاع واحد من الاجهزه القمعيه للنظام، وإذا تاكد لنا ان سياسة النظام هي المكر للبقاء في السلطه فإن شباب اليمن إنطلقوا من قوله سبحانه وتعالى "ويمكرون والله خير الماكرين"، وجاءت هذه الثورة لتترجم هذه الايه الى واقع، بل وكشفت كل اساليب ومكرالنظام وادعائاته المتكرره والتخويف بالحرب الاهليه، وحدث في هذه الثورة ما لم يكن في الحسبان عندماترك شعبنا الكريم والشجاع سلاحه ونزل الى ميادين التغيير ليواجه كلاب النظام الضاله بصدور عاريه وليستعصي هذه الشعب على الدخول في حرب اهليه برغم محاولات النظام منذ اليوم الاول للثورة.
اليوم تمر ذكرى مائة يوم على الانطلاقه المباركه وهذا الشعب الكريم صامد في الميادين ولم يخضع لاي محاولات لجرالثوره الى مربع الحرب الاهليه، وهو ما يدعو الى الاعتزاز والفخربهذا الجيل الرائع من شباب اليمن.
نعم ولانها ثورة مسلحه بغير سلاح نالت إعجاب العالم، وبالمقابل نال النظام بنصيب الاسد من السخريه والمقت من جميع شعوب الارض، واصبح راس النظام على راي اخواننا المصريين "مسخره" وخاصه ظهوره الاسبوعي الذي يثير الاشمئزاز.
الف مبروك لشبابنا وشعبنا العظيم بمناسبة مرور مائة يوم من الصمود والاصرار، والنصر قريب انشاء الله وكل ثورة والجميع بخير.