رشيدة القيلي صمتت دهراً ونطقت حجراً
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 4 أيام
الجمعة 20 مايو 2011 04:51 ص

بعد سنوات من الصمت الغريب والغياب الغامض ظهرت الكاتبة الشهيرة الأستاذة رشيدة القيلي ظهورا عارضاً لتوجه رسالة قاسية وحامية إلى قيادات الإصلاح التي طالبتها بالحجر على الناشطة توكل كرمان حرصاً على الثورة..

ظهرت رشيدة عبر رسالة قصيرة نشرتها "اليقين" في عددها الأخير منحازة إلى تلك الآراء التي تزايدت في الفترة الأخيرة والتي ترى في دور توكل كرمان خطراً على الثورة وذهبت رشيدة أبعد من تلك الآراء لتطالب بالحجر ولمدة ستة أشهر على الناشطة الإصلاحية توكل والتي خطفت الأضواء مؤخرا.

من وجهة نظر رشيدة فإن توكل تشكل خطر على ثورة الشباب السلمية خاصة بعد موقعة رئاسة الوزراء وأن توكل بغير دومان وربما فإنها لو قرت في بيتها لمدة ستة أشهر وقرأت ولخصت كتاب " إحياء علوم الدين" للغزالي ربما تثوب إلى رشدها وتعرف أن للثورة رجالها ولليمن علمائها وأن الله لم يخلق العلماء لنجعلهم كوز في طاقة بل منارات نهتدي بها ـ حسب قول رشيدة.

وجميل أن تصدر عن رشيدة هذه الرؤية المشيدة بالعلماء خاصة وأن لهم في الثورة باع لا ينكر وقد خيموا في ميدان التغيير وأصبح لهم خيام معروفة فيه وقد عرفوا الطريق لساحات وميادين التغيير والحرية وخطبوا وتكلموا وحاضروا ونظروا للثورة وكتبوا عنها وأصدروا البيانات وعقدوا المؤتمرات والندوات. 

تتحسر رشيدة على ربع قرن من العمل النسوي و"البرطعة" في شوارع التغيير وتصفه ببدل فاقد وترى أن دور النساء يجب أن يتوارى ويعود للبيت طالما وقد خرج أحرار اليمن إلى الشوارع تقول رشيدة : أما الآن وقد صار أحرار اليمن ملء الشوارع فقد آن لنا أن نقر في بيوتنا ونترقب بشوق الحرائر لحظة أن يرد أحرار بلادنا لنا الجميل ويزفون إلينا بشرى سقوط نظام الفساد وصعود نظام الصلاح ولنا في الانترنت مجال أوسع للصولات والجولات لدعم ثورتنا التي في يوم من الدهر صنعناها بأقلامنا ومقارمنا وبأحذيتنا وبكعكنا وذهبنا.

قد يرى البعض في رسالة رشيدة تراجعاً عن أفكارها السابقة فكيف تطالب بالحجر عن ناشطة خالفتها بالرأي وكيف ترى أن دور المرأة يضل محصوراً في البيت وهي التي أعلنت ترشحها لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ؟!!

طبعنا ما تزال رشيدة تذكر حذائها ذلك الحذاء الشهير في الوسط الإعلامي اليمني والذي يذكرني بحذاء منتظر الزيدي الذي رشق به الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن أما رشيدة فقد رشقت بحذائها سفيه من السفهاء الدخلاء على الصحافة اليمنية والذي أتهم إحدى الصحفيات في عرضها.

ظهور رشيدة بقدر ما بدد شائعات غيابها فاجأ البعض خاصة بعد الغياب الطويل فمنذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة " قرت في بيتها" ولزمت الصمت رغم كثرة التساؤلات لدرجة أن البعض أطلق على الانترنت حملة للبحث عن رشيدة القيلي رغم وجود ومؤخرا دشنت رشيدة صفحتها في الفيسبوك كنوع من تبديد شائعات الغياب لكاتبة "حروف حرة " ذلك العمود الشهير الذي تربعت به على مدى سنوات على أخيرة "الصحوة" حين كانت الصحوة صوت الإسلاميين "الإخوان" الوحيد في اليمن.

توقفت رشيدة عن كتابة "حروف الحرة" وأغلقت "الصندوق الأسود" وهو اسم عمودها في "الشموع" يوم كانت الشموع لها صولات وجولات وتوقفت كلياً عن الكتابة وسمعنا بمشروع خاص صحفي خاص لرشيدة وهو صحيفة "الفانوس" وهي مشروع إصدار سياسي ساخر ولاذع لم ير النور بعد.

ربما انطفاء "فانوس" رشيدة في دهاليز وزارة اللوزي وزحمة مشاغل والتزامات حياتية خاصة لكن الكاتبة المعروفة وصاحبة القلم المشاكس ما تزال تعيش بيننا وإن كانت السنون العجاف السابقة قد غيبت كثيرين فهاهي الثورة تعيد من غابوا وغيبوا إلى المتن والصدارة.