دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة محمد بن سلمان يتوقع أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي مقتل بائع متجول من أبناء محافظة إب على يد موظفين حوثيين في الضالع صورتان للضحية والقاتل.. مسلح حوثي يقتل أحد أقاربه بدم بارد وسط مدينة إب ويلوذ بالفرار الرئاسي اليمني يؤكد على ضرورة التسريع في إقرار خطة الإنقاذ الإقتصادي
بحسب خبير إعلام عربي, فإن الصحافة التلفزيونية "في المتوسط لا يمكن أن تحافظ على انتباه مشاهد أمريكي أكثر من 40 ثانية", وفقط "ربما يكون المشاهد العربي أكثر صبراً"، ويستدرك "لكن التنافس الشديد بين الفضائيات العربية من جهة, و بينها و بين التليفزيونات الحكومية من جهة أخرى يجعل من الصعب تخيل بقاء مشاهد عربي مشدوداً أمام نشرة إخبارية واحدة".
بالصدفة أطلعت على رأي هذا الخبير الإعلامي والمستند إلى دراسات علمية, ولازالت ماثلة أمامنا كارثة السيول التي ألمت بوطننا وشعبنا لتنضم لقائمة كوارثنا المتعددة والمتتابعة, وكانت حضرموت والمهرة اشد المحافظات تضرراً ولحقتهما مؤخراً الحديدة.
وبمجرد بروز الكارثة بصورة أكبر في حضرموت الجمعة قبل الماضية رغم أن المهرة سبقتها اليوم السابق (الخميس), لاحظنا من خلال متابعة الإعلام الرسمي اليمني خاصة التلفزيوني ما يؤكد أن المشاهد اليمني هو الأكثر صبراً من بقية اشقائه العرب.
فتغطية الإعلام الرسمي التلفزيوني لكارثة ألحقت الضرر بكل شيء يهم غالبية أبناء الشعب, هددت الحاضر والمستقبل وضربت الزراعة وكل ما لدينا من خدمات متواضعة في الطرق والكهرباء والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة وطالت الماضي بكل ما بقى لنا من آثاره ومعالمه.
ورغم انقطاعي منذ سنوات عن متابعة الفضائية اليمنية وشقيقاتها الحديثة, فقد اضطررت لمتابعة الفضائية في أول يوم سلطت الأضواء الإعلامية على الكارثة في حضرموت بفضل التواجد الرئاسي.
لقد كانت نشرة أخبار التاسعة مساءاً في الفضائية اليمنية منشغلة لأكثر من 40 دقيقة - وليس 40 ثانية - في متابعة أخبار فخامة الرئيس وتحركاته بشأن الكارثة وتوجيهاته.
وظلت الكاميرا تركز عدستها على الأخ \ رئيس الجمهورية من بين كل المشاهد المأساوية في بعض أحياء المكلا التي أطلع على ما أصابها من ضرر.
فكانت صورة الرئيس تحظى بالاهتمام أكثر من معالم الكارثة وأضرارها, رغم أنه بدا في الغالب مبتسماً بما لا يتوافق مع المشهد المأساوي والكارثي, وهو خطأ فادح لم ينتبه له حملة المباخر في جهازه الإعلامي سوءا التابع لرئاسة الجمهورية أو وزارة الإعلام ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
وعقب إنتهاء تلك النشرة الإخبارية الطويلة والمهتمة بتحركات الأخ الرئيس, كانت التغطية المتواضعة لخبر الكارثة للخبر الرئيس المفترض (مهنياً) ان يسبق خبر تحركات الرئيس وتوجيهاته وجولاته.
وجدنا تغطية متواضعة وسيئة لا تتوافق مع حجم الكارثة وأضرارها الفادحة, وبصورة أعتقد انه حتى مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون سيوافقني الرأي في أنها وما يقوم به الإعلام الرسمي منذ ذاك كانت كارثة أخرى, حيث كان المشاهد متلهف لمعرفة ماذا حدث وما الكارثة التي دفعت رئيس الدولة للانتقال لمغادرة العاصمة إلى حضرموت لمتابعة إجراءات حكومته لمواجهة أضرارها.
ولأن الرئيس كان في مدينة المكلا, فقد اقتصرت التغطية للكارثة على حيث يتواجد, ودون إهتمام بما حدث ويحدث في المهرة وحضرموت الوادي والصحراء وهو أضعاف ما في حضرموت الساحل.
وبقدرة قادر تحولت الكارثة وأضرارها الفادحة وضحاياها (متوفيين ومفقودين ومن خسروا منازلهم وأملاكهم), إلى وسيلة للإستجداء وبصورة فجة, لم تشفع للتوقف عنها حتى تأكيدات الرئيس نفسه بأن اليمن لن تطلب مساعدات الآخرين.
صحيح أن خطابه تضمن أيضاً الترحيب بمساعدات ستأتي بدون استجداء رسمي, لكن الأخيرة كانت تستحق إلتفاته من ذاك الجهاز الإعلامي البارع في تخوين وتكفير المعارضة والمنافسين السياسيين, وكان يتوجب عليه تجاوزها بمقصه الرقابة المتحاذق.
فعبارة الترحيب الرئاسي بدت متناقضة مع تأكيد عدم الإستجداء التي كانت محل فخر واعتزاز كل اليمنيين باعتبارها صادرة عن رئيس الدولة الذي يعد بحكم منصبه رمزاً لليمن واليمنيين.
ومثلما كنا ننتظر من الإعلام الرسمي أن يهتم بإطلاعنا على الكارثة - كخبر وصورة – وهي التي بسببها غادر الرئيس قصره بالعاصمة ليقطع مئات الكيلومترات, كان يفترض أن يهتم بإبلاغنا جميعاً بتحذيرات مركز الأرصاد التي سبقت الكارثة بأيام وتم التعامل معها كأخبار ثانوية.
فعدم الإهتمام الإعلامي والحكومي بذلك التحذير حرم المواطنين من إتخاذ تدابيرهم الخاصة, وأثبت لنا أن حكومتنا اللارشيدة متشبثة بعادتها السيئة, فهي لم تقم بأي إجراءات عملية للتخفيف من الكارثة وأضرارها, على عكس ما تنقله لنا الفضائيات وشاشات التلفزة عن حكومات أغلب دول العالم وماتقوم به قبل وأثناء تعرض أوطانها لكوارث مشابهة.
في الأوقات الطبيعية من السهل على المشاهد اليمني في الداخل والخارج أن (يتكعف) نشرات الأخبار (أبو ساعة ونصف) أو الإنتقال بسهولة إلى قنوات تحترم نفسها ومشاهديها وتبذل جهودها لجذبهم والحفاظ على إنتباههم لـ 40 ثانية فقط في الخبر او التقرير الواحد.
لكن في أوقات عصيبة كهذه كان ينبغي على إعلامنا أن يحترم المشاهد ولو قليلاً, أو حتى يحترم رئيس الدولة ويعمل بصورة مهنية ووطنية وإنسانية بدلاً عن التركيز على شخصه وتحركاته وإبتساماته التي يواسي بها ضحايا الكارثة من المواطنين.