السويد تعلن وقف مساعداتها التنموية لليمن وما الهدف من ذلك؟ تحسن في قيمة العملة اليمنية مقارنة بالأيام الماضية ''أسعار الصرف الآن'' كيف وصل ''مرتزقة'' من اليمن إلى روسيا؟ ومن هو الحوثي الجابري المتورط في خداعهم وتجنيدهم؟ انقطاع مفاجئ لخدمة الإنترنت في صنعاء مصرع قيادي حوثي بارز في محافظة الجوف ومصادر تكشف التفاصيل آبل تصدر تحديثًا لإصلاح طال انتظارة في ثغرات أمنية خطيرة في أجهزة تفاصيل لقاء رئيس مجلس القيادة بالمبعوث الأمريكي لليمن المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتحاد الادباء وصف رحيلها بالفاجعة .. اليمنيون يودعون الكاتبة اليمنية المتخصصة بأدب الطفل مها صلاح
مأرب برس - خاص
جميل أن نبتهج ، و أن نتغنى بحبنا لوطننا ، بل من البديهي والضروري جداً أن نعتز بتُراثنا و حضارتنا و تاريخنا و أعياد ثورتنا وحدتنا .. و رائع هو الوفاء عندما نُقبل و نرفع صور من يُمثلنا و يقودنا .. و كل هذه الطقوس نقوم بها بجدارة و الحمد لله ..
بالأمس كُنت أُشاهد عبر شاشة التلفاز العتيق و الذي تغيب عنه بعض الألوان مهرجان اسعد الكامل في محافظة " ذمار " و كم أعجبتني الفعاليات المُختلفة و التي تَعكس تُراثنا وتاريخنا الذي غرس جذوره بجدارة مُتسيداً المُحيط الجُغرافي و الذي نعتز به .. بل كم أعجبني السخاء و الوفاء الذي شاهدته في عيون أصحاب تِلك الأجسام الهزيلة و الشاحبة بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها ، فبالرغم من أن أغلب شعبنا اليوم ( شريحة الكادحين والفقراء ) يُعانون من تقشف شديد بسبب ارتفاع أسعار السلع و الخدمات الأساسية و الضرورية على مستوى دخل الفرد اليمني و الذي يُصنف عالمياً أنه من مُستويات الدخل المنخفضة جداً في العالم ، لكنهم يجودون بكل ما يملكون من وفاء و طاقة لإحياء هذا المهرجان و لصنع الابتسامة على شفاه " مجور " و الحاضرين .. فقد صدق من قال أن أهل اليمن أرق قلوباً و ألين أفئدة ، لكن أعتقد أنهم نسوا أنه قد صدق من قال أن الساكت على الحق شيطان أخرص ..!!
ففي حال أن الشعب اليمني مُتمسك بالفطرة بطيبته لكنه تخلى عن المُطالبة بحقوقه ، و نسوا أن ديننا قبيل ديمُقراطيتنا يُطالبنا بالسعي وراء حقنا بالطرق السلمية و الذي كفلها لنا الدستور و المستند إلى ديننا الحنيف ، فقط اُخرصت ألسنتهم عن البوح بما تختلج النفوس اليوم ، و المُطالبة بحق عيش الحياة الكريمة و أننا نُريد أن نتذوق السعادة التي يتذوقها غيرنا من أهل جلدتنا فنحن نشترك في نفس قاعدة الإنسانية ..
فلازلتُ أسأل نفسي مِراراً و تِكراراً لماذا الصمت بالرغم أن الأمر مُتاح لنا بالحديث بعيداً عن الحزبية و ما شابهها و التي تزرع الاحتقانات السياسية لا أكثر ، لماذا نختزل الحديث حول سوء الحياة المعيشية و الفساد في المجالس و على وسائل النقل ؟ بل لماذا تِلك الابتسامات التي ترتسم على تلك الوجوه الشاحبة و هي ترقص و تتغنى أمام مسئولي الدولة و هم يعلمون أنهم على موعد مع وجبة غداء في منازِلهم تحتوي على بعض الأرغفة المصنوعة مِن أردئ أنواع الحنطة ( البُر ) في العالم إضافةً إلى بعض من حبات الأرز الناشف و بعض المُقبِلات إن وجدت و التي لا تأتي إلا بعد أن يعمل الأب طوال اليوم و الابن مِن بعد عودته من المدرسة أو الجامعة ؟ و من كان يُصَفِّق لهم و يبتسم على موعد مع الولائم الدسمة بأنواعها ..!!
أين المُظاهرات السلمية المُناهِضة لارتفاع قيمة السلعة الأساسية في اليمن ( البُر ) و الذي وصل سعرها اليوم إلى ( 4200) ريال يمني في وسط العاصمة صنعاء ؟
أين الاعتصامات الراقية المُطالبة بتطبيق إستراتيجية رفع المُرتبات المُحاكة على الورق فقط و إيجاد حلول لمن لا يملكون مُرتبات أصلا ؟
لماذا طيبتنا تُفقدنا حقوقنا ؟ بل لماذا عندما نبحث عنها نقترف الحماقات بأسر سياح أو حجز ناقلات بترول أو نُخرب بشكل عام ؟ ولهذه الأسباب وجد المُفسدون أرضا خِصبة لمُمارسة تضاريس فسادهم بل و يستطيع من يُجيد الكلام و يملك الكارزما امتصاص غضبنا و الشحنات السالبة بالنسبة لهم ، عندما نُطالب بحقوقنا و في المُقابل يستطيع من يُريدون بالوطن السوء أو أصحاب المأرب الشخصية أن يؤثرون في النفوس و دغدغة مشاعر من أدمته جراح جور الزمان و قسوة الحياة المعيشية التي نتمنى أن لا يتغاضى عنها " الزعيم " و أن لا يكتفي بالحملقة و الصمت فقط ، فلن يبقى هذا الشعب طيباً إلى ما لا نهاية عندما يُحجب عنهم القوت ..