الخيواني ... شاهد على بشاعة الوضع !!
بقلم/ كاتب/محمد الشبيري
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 28 يوماً
الثلاثاء 28 أغسطس-آب 2007 06:43 ص

مأرب برس – خاص

طفح الكيل يا جماعة، قلنا لكم لا دولة ولا هم يحزنون، انتم محكومون بـ"عصابة مسلحة" تجيد فن تعذيب الناس واراقة دمائهم بشتى الطرق إما بالجيش وأما باصحاب الصوالين " مطموسة الارقام "،( قَلَّكْ) تم تشكيل لجنة لحماية الوحدة الوطنية و السلم الاجتماعي، برغم أن لا وجود لسلم ولا امن بل مزيد من امتهان كرامة الانسان وسحل حقوقه من قبل من يعشعش في صدورهم هاجس " السيادة " على الناس والتفضل بانهم حماة الوطن وبناة مستقبله، في حين أنهم يجردون الوطن من حاضره ومستقبله وحتى ماضيه بما فيه من علل ، ويقضون على المواطنة والمساواة في وضح النهار وفي اكبر شارع بوسط العاصمة صنعاء .

ما جرى للخيواني سيجري لآخرين غيره لكنهم بدأوا به، ربما لأنه صحفي اعزل ولا يحمل كلاشنكوفاً ولا مسدساً حتى يدافع بهما عن نفسه، لكن اصبع الخيواني "المكسورة" ستكون شاهدةً على اسوأ مراحل تاريخ اليمن وستكون علامة شرف ووسام تحرر له في حين صمت آخرون وخرسن السنتهم طلباً لرضا الاسياد، وهي "اصبع الحقيقة" وليست مجرد الاتهام لنظام يمني يدّعي الديمقراطية ويصدّرها للعالم، في حين أن الاجدر به أن يرحل في اقرب لحظة لانه باختصار..... لم يعُد يُطاق .

عجباً لهؤلاء " الاسياد " يدعون حراسة الأمن وهم أول من يخترق قوانينه، ويدعون إلى " عاصمة خالية من السلاح " فيما هم يستخدمون "اعقاب البنادق" لضرب معارضيهم من حملة الأقلام الشريفة والنزيهة التي لم تغرها بهارج السلطة ولم تخفها هرطقات الخوف القومي ورجالاته .

مثل هذه الأعمال الشنيعة التي لا تقرها كل قوانين الدنيا ويستنكرها القاصي والداني هي التي دفعت ابناء اليمن في الـ26 من سبتمبر 1962م إلى اشعال فتيل الثورة اليمنية التي جاءت لتلغي سلطة الفرد وتسقط معها آخر عروش الظلم والطغاة، لكن الثورة_وللأسف الشديد_تحولت رويداً رويداً إلى شبه يوم تاريخي فقط يحتفل به اليمنيون وتتغنى به سلطة تمارس اقبح واشنع مما كان يُمارس في السابق بل يمكن ان يعذر من سبقوا نتيجة الجهل الذي كان يعم البلاد العربية ابان تلك الحقبة من الزمن .

ما نشاهده ونسمعه اليوم من مثل هذه التطورات الخطيرة هو " انقلاب اسود " على البنود والأهداف التي بنت عليها الثورة مشروعها، وما اشبه الليلة بالبارحة والليلة اسوأ من سابقتها .

هذه الانتهاكات التي تجري اليوم هي مقدمات لـ " ثورات شعبية " بدأت بوادرها في الظهور وليس باستطاعة احد اسكاتها أو اخماد نيرانها، فماذا بقي من آدميتنا إن كنا نُعامل بهذه البلطجة الفجّة وغير الانسانية .

الدولة بكل اجهزتها مسئولة عمّا يجري والخيواني مواطن يمني له حقوقه الكاملة إلا إذا كانت السلطة تتعامل مع المواطنة بدرجات متفاوتة وهذا هو الارجح، لكن ما هو مؤكد أن اعمال كالتي حدثت اليوم هي بوادر ازمة واختناق للنطام القائم وانذار بأن فترة الصلاحية اوشكت على النفاد !

العيب كل العيب أن يخرس زملاء المهنة من اتباع النظام ويسكتوا عن جريمة كهذه قد تمسهم ذات يوم ، وقد اطلعت على وسائل اعلام الحزب الحاكم وكأن الأمر لا يعنيهم، ومثل هؤلاء واهمون بل مصابون بـ " نزعة السؤدد " ويعتبرون انفسهم درجة اولى وليسوا كالمواطنين العاديين قد يتعرضون لأذى السلطة !!!

لن يستطيع السكوت على هذه " الجريمة السياسية " إلا من تقطعت به السبل الانسانية وارتعدت فرائصه من قول كلمة الحق في وجه نظام جائر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ودلالات، وما فائدة العيش في وطن يعاقب فيه الشرفاء فيما يتشدق فيه من لا ناقة لهم ولا جمل لا بثورة ولا وحدة بانهم " اسيادنا " ...تباً لكم من "اسياد" وتباً لنا من "عبيد" إن صبرنا طويلاً عليكم .

Ms730@hotmail.com