منظمة الصحة العالمية تُعلن عن 280 حالة وفاة بمرض الحصبة في اليمن بعد هدنة لبنان.. القصف الإسرائيلي يدك غزة واعتقالات بالضفة الداخلية تعلن عن ضبط 200 كلغ من المخدرات مخبأة في جذوع الأشجار تقرير يكشف عن بنود سرية تتعلق بإيران في اتفاق وقف النار مع لبنان الريال اليمني يستقر عند مستوى جديد لأول مره في التاريخ مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين
سببت حادثة إختطاف الأطباء الأجانب وقتل العديد منهم في محافظة صعدة,صدمة شديدة في البلدان التي ينتمون إليها ومختلف دول العالم,التي تناول إعلامها الجريمة بصورة واسعة ومكثفة,لأن الإعلام الدولي يهتم على الدوام بهذه الحوادث المخجلة للشعوب العربية والإسلامية,فهي تصورهم (ولو بطريقة غير مباشرة)على أنهم مجموعة من القتلة الذين يقابلون الخير بالشر,ويكفي الإستشهاد هنا بما قالته أسر ضحايا الخطف والقتل في صعدة,إذ تم التساؤل عن جزاء المعروف المقدم من أولئك الأطباء,يوم أن ذهبوا تاركين خلفهم أهلهم وأوطانهم لمساعدة أبناء اليمن,فبادلوهم المعروف بالغدر والقتل,رغم أننا كشعب يمني نرفض رفضا قاطعا وندين ونكره تلك الجريمة القبيحة وغيرها,لأن ديننا ثم أخلاقنا وأعرافنا تحرم ذلك العمل البشع,لكننا أمام هذه الجرائم المتكررة,لن نستطيع إقناع أسر ودول العالم بجودة أخلاقنا وأعرافنا,مهما قلنا وبررنا وأقسمنا,على اعتبار انهم لن ينظروا الى أقوالنا بل إلى أفعالنا التي وبكل أسف تتحكم فيها المقولة الشهيرة "السيئة تعم",ولهذا يجب علينا كشعب أن نعمل بكل الوسائل والطرق على حماية الأجانب في بلادنا والحفاظ على حياتهم,خاصة وأن شهرتنا التاريخية في حسن استقبال وإكرام الضيف قد نسفت بهذه الأعمال الوحشية,التي يتحمل النظام القائم مسؤولية حدوثها,مثلما يجب عليه تحمل حماية الأجانب وتوفير الأمن والأمان لهم,والوقوف بحزم أمام كل فرد يسعى ويعمل على مضايقتهم واستخدامهم في الإشكالات القائمة مع السلطة,كما حدث في السنوات الأخيرة,عندما قام البعض باختطاف العديد من الأجانب,بغية حل مشاكلهم مع النظام,لأنه بحسب رؤية عشاق الإختطاف لا يتعامل أو يستجيب لمطالبهم سوى بتلك الطريقة المؤسفة والمشوهة والمسيئة لكل يمني,وهنا نتمنى بعشم كبير أن يتم تحييد الأجانب من تلك الأحداث والصراعات,وعلى السلطة قبل غيرها أن تعمل على ذلك لأنها ستظل مهما كانت أعذارها,محل اتهام العالم بوقوع تلك الجرائم بتقصير منها أو بتورط ومساهمة قواها في حدوثها.
لقد خلقت الحادثة الأخيرة الكثير من علامات الإستفهام والأسئلة عن من هو المنفذ لتلك العملية القبيحة وما الهدف من حدوثها؟ وتوجهت أصابع الإتهام تجاه العديد من الأطراف في اليمن,دون تحديد هوية الجاني بشكل مباشر,حتى تتضح نتيجة التحقيقات التي ستشارك فيها دول الضحايا,ليتم بعد ذلك اتخاذ الإجراء المناسب من قبل تلك الدول,والواضح من خلال واقع الصراع في محافظة صعدة,القائم بين العديد من الأطراف,إضافة إلى ما كتب ونشر في وسائل الأعلام أن الشكوك والإتهامات تحوم حول الأطراف التالية....
1-النظام اليمني....يعتقد الكثير من المهتمين والمتابعين,أن النظام اليمني متورط في هذه الجريمة النكراء,بسبب سعيه لتحقيق العديد من المكاسب,التي قد تؤدي حسب خططه واعتقاده لدعمه وتخفيف الضغط عليه من القوى الدولية,عبر إقناعها بأن رحيله قد يدخل البلاد في فوضى يكون الأجانب ومصالح دولهم أولى الأهداف والضحايا,لأن النظام حتى الآن رغم سلطته المركزية الهشة,يساهم في حماية الأجانب وبقاء المصالح الدولية,رغم قوة الأطراف المعادية له وللعالم كالقاعدة والحوثيين,وتلك رسالة هامة يهدف النظام لتوضيحها,أي أنه أكثر وأحرص القوى تحقيقا للمصالح الدولية ,وذهاب السلطة لغيره قد يعني نهايتها,أما أقرب احتمال سعى النظام لتحقيقه من تلك العملية فيتمثل في عبدالملك الحوثي وأتباعه,لأنه بعد العملية مباشرة فتح إعلامه للتصريحات والبيانات(المعدة مسبقا) والتي حملت الحوثيين المسؤولية الكاملة في وقوع الجريمة,بغية خلق عذر لشن حرب جديدة ضدهم,بضوء أخضر من أطراف دولية وإقليمية عارضت أي حرب أخرى,وحتى اللحظة وبرغم تهييج النظام للرأي العام ضد الحوثيين لم يتمكن من الحصول على تصريح دولي إقليمي لحرب في صعدة,ولم يغب عن بال العارفين بالنظام وطرق تفكيره الخرافية,أنه سعى أيضا بتلك الجريمة التي نال الألمان فيها النصيب الأكبر من الضحايا,توجيه ضربة موجعة إن لم تكن قاضية ليحيى الحوثي ومن معه في ألمانيا,التي ستسرع(حسب تفكير أذكياء النظام) إلى إخراجهم أو منع حركتهم ونشاطهم,بينما رأى من اتهم النظام برغبته في شن حرب حاسمة ضد الحوثيين,سعيه بتورطه في الحادثة,إلى إبعاد الأجانب ومنع وصولهم إلى المحافظة,حتى لا يكونوا شهودا عليه ,خاصة وهم أطباء يتولون علاج ضحايا حروبه المجنونة في صعدة المنكوبة,وقد يستخدم هذه المرة أسلحة جديدة ستخلف أضرارا بالغة في الأجساد والأرواح والممتلكات,ولا بد إذا من منع وصول تلك الحقائق إلى المجتمع الدولي ووجود أولئك الأطباء والأجانب يعني في تفكير النظام خروج مشاهد الحرب الجديدة فكان لزاما عليه تصفية ذلك العامل الذي تسبب على ما يبدوا في تلجيمه سابقا,كما أن النظام بتورطه في الجريمة أراد قنص عدة عصافير بطلقة واحدة,عبر إخافة الإقليم والقوى الدولية بخطورة الحوثيين الذين قد يصدرون تلك الأنشطة نحو السعودية والخليج,مما يعني (كما يحلم النظام)هرولة العالم لمساعدته ومساندته ,لأنه سيشعر بالخطورة التي تهدد الجميع.
2-الحوثيون...كان النظام المبادر الأول في رمي التهمة نحو عبدالملك الحوثي ورجاله,من خلال إعلامه وتصريحات التابعين له,إضافة الى العديد من المحللين السياسيين,وحقيقة يعجز العاقل في إيجاد تفسير واضح للهدف الذي سعى الحوثيون لتحقيقه من هذه العملية,ولماذا أيضا لم يقوموا بعملية مماثلة من قبل,وهنانقول استنادا الى الواقع المنطقي والعقلي والسياسي,وليس من باب الدفاع عن أحد,أن الحوثيين لا يمكن أن يتورطوا في عمل كهذا,لمعرفتهم وإدراكهم بخطورته عليهم وعلى المقيمين في ألمانيا,كما أنه يخدم النظام ويضرهم بشكل مباشر وكبير,وإن ثبت بالدليل القاطع(بعد التحقيقات)أنهم من قاموا بالعملية,فليس من العيب وصفهم بالغباء الشديد والجهل الكبير,وهم بذلك وجهوا لأنفسهم رصاصة قاتلة بسببها سيخسرون الكثير.
3-تنظيم القاعدة...يعرف الكثير أن هنالك العديد من الإستفسارات التي تدور عن حقيقة ما يسمى(قاعدة اليمن) وعلاقتها بالنظام القائم,استنادا الى بعض الحقائق التي كشفت عن دعم النظام لعناصر معروفة في القاعدة,تتحرك في البلاد بهدوء وأمان,لذلك فإن التنظيم إن كان من قام بالجريمة,فسيكون قد حقق للنظام ما يريد من نتائج,ووجه لنفسه أيضا رصاصة ستدميه,لأن النظام وتحت الضغط الإقليمي والدولي سيعمل بسرعة على ملاحقة عناصر(القاعدة) وضربهم ولو برحمة,رجوعا إلى لعبة"الكروت" التي يلعبها مع الجميع حتى مع نفسه,وهنا يتسائل الإنسان عن هدف القاعدة من تلك الجريمة,إن كان عناصرها من ارتكبوها,وما الفائدة التي سيجنيها التنظيم من ورائها,ثم ما العائد أصلا من وجود تنظيم القاعدة في اليمن,ولماذا يقف وينسجم مع النظام ولا يختلف معه,مخالفا بذلك(سلطة القاعدة المركزية) التي تحرق نظامي افغانستان والعراق قبل الغزاة,أما في اليمن فمواقف التنظيم تصب دائما في خانة النظام على المستوى الداخلي(تشويه الحراك الجنوبي بتأييده لمطالبه ومواقفه رغم أنه حسب قواعد القاعدة يمزق الأمة)وعلى المستوى الخارجي أيضا بحصوله على الدعم المادي والمالي والتكنلوجي.
4-تجار المخدرات....خلال السنوات الأخيرة,إزدهرت تجارة المخدرات ومشتقاتها على الحدود اليمنية والمهربة الى دول الخليج,لتمثل تلك التجارة خطرا قاتلا على شعوب الخليج,والملاحظ أن الإعلام الحكومي أشار في الأشهر الأخيرة إلى تمكن أجهزة الأمن اليمنية من القبض على بعض المهربين والتجار وبحوزتهم كميات هائلة من تلك المخدرات,وذلك ما أدى بحسب رؤية البعض الى قيام تلك العصابات بخطف الأطباء ومقايضة السلطة لأطلاق من في سجونها من أفراد العصابات,وهنا يجب أن تخضع هذه المسألة للشكوك والتساؤل عن علاقة مراكز في السلطة بتلك التجارة التي لم تكن لتزدهر لولا التسهيلات التي تجدها,فاليمن في الأساس لا تزرع أو تصنع المواد الخاصة بتلك التجارة,مما يعني أنها تأتي من أفريقيا ثم تمر من أقصى الجنوب ووسط البلاد لتصل الى أقصى الشمال لتهريبها نحو الخليج,فهل من المعقول أن يحدث ذلك في مجتمع محافظ لا مكان فيه لتجارة مثل تلك,والمعتقد أن النظام يهدف من ذلك إلى اخافة السعودية والخليج لو انزلقت اليمن نحو التفكك والفوضى بحيث تصبح بابا مفتوحا لمرور تلك السموم ومحطة مركزية لتصديرها.
5-القبيلة....منذ فترة طويلة,تشن ضد القبيلة حربا منظمة وممنهجة لأنها حسب اعتقاد البعض تقف حجر عثرة في طريق تقدم اليمن,وتلك تهمة تحتاج لمواضيع خاصة لمناقشتها,وحقيقة تساهم بعض القبايل في تشويه صورة القبيلة عند قيامها بسلوك قطعا ليس من أعراف القبيلة وأخلاقها,كالإختطاف مثلا,لأن قانون وعرف القبيلة يحرم ويعيب بشكل كبير الإسائة للضيف والغدر به,كما ينكر ويجرم من يتعرض للنساء بالذات إذ تعتبر تلك جريمة لا تغتفر وتلصق بأي قبيلة العار والخزي ما حييت,غير أن بعض القبايل تجاوزت تلك القيم للأسف الشديد,وقامت خلال سنوات باختطاف اجانب,لأنها تجد في تلك الوسيلة اسلوبا ناجحا للحصول على حقوقها ومطالبها من النظام,والقبيلة لا تقوم بقتل المخطوفين بل تساوم الدولة,ولهذا يبدوا خيار تورط أي قبيلة في جريمة صعدة ضعيفا,وما نتمناه هنا بالتحديد أن يكف أبناء القبايل عن ممارسة تلك الظاهرة المخجلة ,لأنها ليست من أخلاق وأعراف القبيلة,وعليهم اتخاذ وسائل اخرى غير تلك الوسيلة القبيحة ,كما أنهم أكثر من غيرهم ملزمين بحماية الأجانب في قراهم ومدنهم,وعليهم أن يعلموا أن من يختطف ويسيء للضيف والأجنبي فلا يمكن أن يكون قبيليا بل قاطع طريق.
قد تكون تلك أبرز الأطراف المتهمة في تلك الجريمة السوداء,لكن النظام اليمني سيظل المسؤول الأول والأخير أمام الله والعالم والتاريخ عن تلك الممارسات التي تشوه وجه كل يمني,ونتمنى بصدق ورجاء أن يستيقظ أبناء اليمن من سباتهم العميق ,ليطلقوا تلك الأحداث القبيحة ويوقفوها,إن كانوا حريصين على سمعة وطنهم وصادقين في تحمل أمانة حماية الآخرين عند وجودهم في وطنهم,وأخيرا نتوجه بالدعاء للمولى عز وجل بالتوسل والرجاء,أن تكون تلك الحادثة البشعة آخر حادثة تستهدف ضيوف اليمن الأرض والإنسان.
aalmatheel@yahoo.com