هبوا يا عرب لمكافحة القراصنة
بقلم/ د: عبدالله الشعيبي
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 24 يوماً
الخميس 01 يناير-كانون الثاني 2009 08:36 م

أنها دعوة مخلصه وصادقه من قلب مخلص وصادق هدفها التخلص من القراصنة الذين يتقمصون كل الأدوار وفي كل زمان ومكان ... فقراصنة البر يصعب مكافحتهم بطريقة مكافحة قراصنة البحر والجو لأنهم يجيدون قرصنة لقمة العيش من أفواه الجائعين والغلابة ،كما أنهم يجيدون تجميل صورهم وصور أعمالهم كونها تنطلق من روح النضال المخلص من اجل الوطن والمواطن .

وكون إسرائيل دخلت على الخط ومستمرة في القرصنة ضد شعب فلسطين فلا بد أن تدمج ضمن قائمة مكافحة القرصنة البرية والبحرية والجوية ولا يمكن لنا أن نقوم بذلك إلا متى ما نجحنا في مكافحة القرصنة في بلداننا أولاً و أخيراً ... وصدقوني الأوضاع لا تحتاج الى مزايدة أو معاندة كي ننكر على أنفسنا حقنا في مكافحة كل أنواع القرصنة ... وإسرائيل يا سادة ليست بتلك الصورة المضخمة فقط تحتاج الى مجموعة ألوية من المقالتين ومن كل دولة عربية لواء قوام ستة ألاف مقاتل فلن تصمد أمامهم أكثر من شهر . فهذه الدويلة الدخيلة وقبل ما يزيد عن ستين سنة أقدمت على قرصنة فلسطين وهي تحاول جاهدةً أن تقرصن بقية الدول العربية والعرب في خبر كان .

ولعل التاريخ الإنساني حافل بالإحداث التاريخية التي تذكرنا بقراصنة البحار والجو وكيف انتهت وأصبحت مجرد مادة فنيه سينمائية ؟ بينما القرصنة البرية لم تنتهي بل تقوت وأخذت إشكالا متعددة ومتطورة وأكثر شراسةً و افتراساً ولم تقتصر دائرة القرصنة البرية على فئة معينه بل تمددت لتشمل فئات كثيرة اتفقت جميعها على تفعيل وتنشيط الفساد مع التمدد أي توسع فوقي ورأسي .

وعلى اعتبار أن قراصنة البحار والجو يحاولون العودة من جديد وبصورة جديدة سيكون من الصعب القبول بها نتيجة تداخل العلاقات التجارية والسياسية الدولية فأني استغرب كثيراً من عدم الاهتمام بمكافحة قراصنة البر وهم الأكثر خطورة على الاستقرار العالمي ... اقصد بقراصنة البر هم من يفسدون بالأرض والبشر ويسرقون شعوبهم وأهلهم تحت أي شكل كان وبسببهم أفقروا الأوطان والشعوب وساعدوا على تجهيلها وتخلفها واستحالة مواجهتهم حتى كاد الناس يتعايشون معهم كأمر واقع بل ويستجدونهم للعيش من غير هس ولا أحم أو دستور .

 وقراصنة البر موجودون في كل مكان وهدفهم واحد لكن طرق تحقيقه هي التي تختلف من مكان لأخر نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل مجتمع وفي المجتمعات المتقدمة يتناقص عدد قراصنة البر بسبب الوجود الفاعل لمؤسسات النظام والقانون كما ان قرصنتهم تنكشف بسرعة على عكس قراصنة البر في الدول النامية أو التي فرض عليها التخلف بإرادة محلية وكذلك دولية فأن أعدادهم يتزايدون وأفعالهم في حالة ارتفاع مستمر وهم لا يخافون من أحد حتى من خالقهم رب العالمين وهذا يعود إلى غياب فعلي لمؤسسات النظام والقانون بل وقد نجدهم في مواقع السلطة أو قريبة منها فيتركز نشاطهم في نفس الوقت على تعطيل مؤسسات النظام والقانون .

المجتمع الدولي بكل مؤسساته ودولة يطالبون بالتخلص من الفساد – قراصنة البر – الذين يعرقلون عمليات التنمية الاقتصادية وخصوصاً في الدول المتخلفة التي تعاني من قراصنتها المحليين ولم تسلم من قرصنة الدول المتقدمة التي تتم بأسلوب فني رفيع لا يخلوا من أساليب القرصنة ولكن تحت اسم العولمة .

 نعم قراصنة البر أو التنمية أو لقمة العيش في الدول المتخلفة تسببوا في إفقار وتخلف شعوبهم وأوطانهم وأصبحوا يشكلوا أس ألمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ويحق لعامة الناس أن يصفوهم بالقراصنة الأكثر خطراً عليهم وعلى أوطانهم .

 أن دخول مكافحة القرصنة الى الساحة الدولية فيها خطورة على المنطقة وعلى حركة الملاحة التجارية الدولية في البحر الأحمر وبحر العرب ولن تنفع العرب بعدها البحث في مسائل القرصنة وكيفية مكافحتها مادام المسألة قد انتقلت من أيديهم ألى مجلس الحرب الدولي وأصبحت القوات الدولية وليس العربية جيران للعرب ولكن هل تكون مكافحتهم شاملة لبقية أنواع القرصنة من البحر الى البر والجو؟ أللهم سترك .

وإذا كان العالم اليوم مجمع على مكافحة القرصنة البحرية فهل سيتبادر إلى أذهانهم أن يسالوا أنفسهم بالأسئلة التالية :

 - ما هي أسباب عودة القرصنة البحرية ؟

 - ما هي الوسائل الناجعة لمكافحة هذه القرصنة ؟

 - ماذا هم فاعلون أمام قرصنة الدول الكبرى تجاه الدول المتخلفة ؟

 - هل هناك علاقة بين قراصنة البحر والبر وما هي نوعية تلك العلاقة؟

 - لماذا دائماً الجهود الدولية تفشل في مكافحة قراصنة البر بينما مكافحة قراصنة البحر تنجح ، هل للإخلاص – الإخلاص للوطن والأمة - دور في الفشل والنجاح أم ماذا ؟

 ولا أنسى أن أنادي بوقف عمليات القرصنة للحرية الفكرية والسياسية وغيرها .

 ديسمبر 2008م