نظره على أخر الأوضاع اليمنية المستجدة (1-2)
بقلم/ د: عبدالله الشعيبي
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 13 يوماً
الأحد 12 أغسطس-آب 2007 05:18 م

مأرب برس - خاص

الضالع والملتقى الوطني :

في الايام الاولى من شهر أغسطس 07م أبرزت وسائل الاعلام اليمنيه الرسميه خبر عن عقد الملتقى الوطني لأبناء

الضالع حضره ممثلين عن السلطه المحليه والمنظمات والشخصيات الاجتماعيه ((شباب ومناضلين وشهداء ومرأه

وغيرهم )) وجميعهم تحدثوا عن وحدوية ابناء الضالع وعدم موافقتهم على من يندس بين ابناء الضالع لتشويه تاريخها وتاريخ ابنائها ( رغم ان المندسون معروفون سواء كانوا من الضالع او غير الضالع والمؤكد انهم من

عسس السلطه وما اكثرهم) و تزامن اللقاء مع ارتفاع حدة الاعتصامات والمسيرات السلميه التي نظمتها جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين التي تأسست في المحافظات الجنوبيه والشرقيه وكانت محافظة الضالع اول من بادر الى تأسيس مثل تلك الجمعيات التي تتبنى مطالب المتقاعدين قسراً من بعد سبعه يوليو 94م ... تم اللقاء بتوجيه مباشر من السلطه وفي اليوم التالي نظم المتقاعدون في الضالع مسيره سلميه حاشده عدد من شاركوا فيها يفوق بالآلاف بينما بلغ عدد الحاضرين في الملتقى الضالعي الرسمي أقل من مئتين فرد وهنا المفارقه بين اصحاب الحق واصحاب الباطل .

تاريخ الضالع لايحتاج الى شهاده من السلطه او اتباعها ...الضالع وأبنائها لهما تاريخ معروف للقاصي والداني وهو تاريخ مشرف لها وللوطن على مر التاريخ القديم والحديث للوطن ... أبناء الضالع قدموا تضحيات بشريه وماديه لاتقدر بثمن ... وبعدها التقى الرئيس اليمني ببعض من شاركوا في الملتقى الوطني بالقصر الجمهوري بصنعاء وألقى فيهم خطاب هام أشاد فيه بتاريخ الضالع واعتبرها محافظة النضال والثوره والوحده والسلام – لنا

وقفه مع بعض مقتطفات الخطاب – وهنا تبرز أمامنا عدد من التساؤلات في هذا الاتجاه وهي على النحو التالي :

لماذا وحدها الضالع دون سواها اختيرت لعقد مثل هذه الملتقيات ؟

لماذا بالذات في هذا الوقت تتم هذه اللقاءات ؟  

لماذا لاتتم لقاءات وطنيه في كل المناطق ثم على مستوى الوطن ككل ؟

ماهي حجم الاستفاده من هذا الملتقى ؟ .

ماهي الاهداف التي ترجوها السلطه من عقد مثل هذه اللقاءات ... هل هو محاوله منها لاحداث شروخ عده بين أبناء الضالع أنفسهم من جهه وبين ابناء الضالع المتقاعدين وأبناء المحافظات الاخرى من جهه أخرى؟ لماذا الان يعيدون

تذكيرنا بتاريخ الضالع وابنائها ... لما لاتتذكره السلطه في الأوقات العاديه ووقت توزيع المشاريع ؟

2-الرئيس يقر ويعترف بالاخطاء وبطبيعة القضيه

يبدو أنه لم يكن أمام الرئيس وفي لقاءه مع مايسمى بممثلي اللقاء الوطني للضالع الا أن يتجاوز المحظورات التي

كانت قائمه وهي :

عدم الاعتراف بشرعية المطالب الخاصه بالمتقاعدين وحلها بقرار اداري فقط كونها قضيه حقوقيه

عدم الاعتراف بأرتكاب اي خطأ في المماطله بقضايا المتقاعدين .

رفض التعامل مع القضيه على أساس سياسي .

لكن الرئيس لم يكن امامه من خيارات أخرى تدعوه لتعليق او ترحيل حل قضايا المتقاعدين قسراً كما يحدث في

القضايا الاخرى... وكانت مفاجأه غير متوقعه من جانب مساعديه ومستشاريه حينما تجاوز تلك المحظورات فقد أقر سيادته بوجود أخطاء مرتكبه في قضية المتقاعدين واعترف بأنها قضيه سياسيه وحقوقيه من 7يوليو94م الى 2006م.

ووجه المؤسسات المعنيه بحل قضية المتقاعدين وتعويضهم معتبراً توجيهه قرار رسمي كما وجه باطلاق سراح

المعتقلين بسبب أحداث المسيرات والمظاهرات السلميه التي تم مواجهتها بالقوه .

أعتراف الرئيس ورغم أنه جاء متأخراً فأنه يشكل انعطافه هامه في تاريخ العمل السياسي اليمني ..اعتراف يتطلب

ان يرافقه حركات متسارعه أهمها : استقالة المسؤولين الذين سارعوا في اطلاق تصريحاتهم حول قضية المتقاعدين.

واعتبارها قضيه اداريه وحقوقيه واذا هم يخجلون او يخافون من الاستقاله فعليهم على الاقل الاعتذار للرأي العام

والاحتجاب عنه ولو لفتره زمنيه... وعليهم ان يسارعوا الى الاستقاله او ان يقيلهم سيادته كونهم خالفوا مافي برنامجه الانتخابي أذا كان سيادته فعلاً مؤمن بمحتويات برنامجه الذي على اساسه تم التجديد له لفتره رئاسيه جديده تنتهي في عام 2013م ...

ومادام ان الرئيس قد تجاوز ماكان محظوراً فقد كان الامل معقوداً على ان يلتقي سيادته باصحاب القضيه ولو تطلب منه الامر للنزول الى مقرات تلك الجمعيات أنطلاقاً من مسؤوليته الرئيسيه والاولى على الجميع ... كيف لايفعل ذلك وهو الموصوف بالتسامح ؟ ولماذا تأخر الاعتراف بوجود القضيه لمدة 13عاماً ؟ وهل كانت هناك ضروره لتأجيل الحلول مثل هذه القضايا كل هذا الوقت ؟ .

أن الاعتراف بالاخطاء شئ جميل ورائع لاينتقص من قيمة الفرد او المؤسسه بل يزيده قوةًً واحتراماً عند الجمي.

وكلما اعترف المرء بالاخطاء كلما كانت الاعمال القادمه أقل ارتكاباً للاخطاء ووجدت الحلول لكل القضايا المستعصيه
.

يبدو ان الرئيس قد تمكن من اجادة قراءة حركة المتغيرات مما يجعله اكثر قدره وسهوله في تفهم تام لاحوال الناس .

وأما مسألة ربط الشعارات والهتافات التي رددت في مسيرات المتقاعدين وكأنها سبباً في دفع الامور الى مزيداً من التوتر واستخدام لغة التخوين التي عفى عليها الزمن وبالحوار والعقل يمكن أن تحل الامور والذين رفعوا مثل تلك الشعارات ظلوا صامتين خانعين لمدة 13 عاماً بانتظار الحلول الخاصه بقضيتهم كانوا يتلقون عبارات نابيه ومتعاليه من معظم النافذين باجهزة السلطه ... ثم انها شعارات تعبر عن لحظة غضب وقد لاتكون مقنعه لحامليها ولكنها مجرد ردة فعل عن فعل او وضع غير مقبول يعانون منه . .. هذه الشعارات لاتحتاج الى تثوير وتهييج للرأي العام ضد فئه مظلومه واطلاق الاتهامات الجزافيه بحقهم من دون مبرر مقنع يذكر .

3-أتهام قوى سياسيه يمنيه بالوقوف وراء الاعتصامات
:

لقد تم اطلاق التهم على بعض القوى السياسيه اليمنيه بوقوفها خلف المسيرات والشعارات التي رفعت فيها ... هذه

التهم التي اطلقتها رموز السلطه واجهزتها الاعلاميه تعطي تلك القوى اهميه وشرف لايتوافق مع الواقع المعاش

ودور تلك القوى المتسم بالضعف والغياب عن التفاعل مع قضايا الناس التي تتزايد يوماً بعد يوم وانا ارى ان تلك الجمعيات قد انتصرت على الحركه السياسيه اليمنيه الراهنه وباتت تشكل اللبنه الاولى لمؤسسات الجتمع المدني الحقيقي .

4- حكاية اليمن مع الثوابت
:

لازال اليمن السياسي يعيش مع مخلفات الماضي ... لاصوت يعلو فوق صوت الحزب ، لاصوت يعلو فوق صوت

الثوره والجمهوريه ، لاصوت يعلو فوق صوت المعركه ... لاحزبيه لاديمقراطيه لا لا لا ... كون تلك

الشعارات والاحداث من صنع البشر ومع كل يوم ترتفع حجم وكمية الثوابت واصبحت بمثابة قوانين وهي قوانين

وضعيه بالامكان تغييرها مع متطلبات المرحله ولكنها في اليمن لاتتغير مما يستدعي على البقاء عليها والاستمرار

في مراحل التثوير والتهييج ... والعقل والمنطق يقولان ان التغيير ضروري في كل مرحله ... تغيير في المفاهيم

والقيم والقوانين والانظمه .

يبدو ان الانظمه السياسيه القائمة على التثوير والتهييج تعترف بالتغيير الذي يناسبها فقط ... التغيير الذي يلبي

ويخدم مصالحها في الديمومه ... ولاندري لماذا لايتفق السياسيين على قواعد ثابته وواضحه ومحدده ويمكن تحديدها

في كتاب الله العزيز (القراءن الكريم)؟ .

وما غيره من صنع البشر لاتعتبر من الثوابت المقدسه والا بذلك فأننا نمنح القدسيه لغير كتاب الله عز وجل ونمنح الالوهيه للبشر وهذه قيم تتنافى مع قيم الايمان الحقيقي للفرد ... ولو نظرنا الى مقومات الثوابت الغير قابله للنقد لوجدنا انها مجرد احداث قابله للتقييم السلبي والايجابي والالغاء والرفض ... فهي عباره عن مراحل معينه مرتبطه باحداث تاريخيه معينه ومن تلك الثوابت :

الثوره : لقد تم الانقضاض والانقلاب على الثوره واهدافها منذُ قيامها حتى اليوم أكثر من مره بينما القراءن لم

يتغير ولم ينقلب عليه احد كونه موجود في مكونات الناس والارتباط بينه وبين الناس يصعب اختراقه او الانقلاب

عليه ، بينما ارتباط الناس بالثوره قد يتغير من لفرد لاخر حسب المصلحه لكنهم جميعاً مرتبطين أكثر بكتاب الله .

والثوره قد تخدم فئه معينه من الناس وتستعدي فئه أخرى لكن كتاب الله يفيد الجميع ولايستعدي أحد غير اعداءه

واعداء الله .

الجمهوريه : قامت على انقاض الثوره وتم الانقلاب عليها وحرفها عن مسارها اكثر من مره وتقاتل ابناء الجمهوريه فيما بينهما وعلى حساب الدفاع عن الجمهوريه وهي براء منهم وهي عمليه سياسيه قابله للتعديل .

الوحده : قامت على انقاض الجمهوريه ونتيجه لنضالات البشروهي عمليه سياسيه قابله للتغيير او التعديل

الديمقراطيه:عمليه سياسيه قائمه على اساس توافقي بين الناس تنظم عملية انتقال السلطه وطبيعة ألحكم وهذه العمليه يمكن الانقلاب عليها والتحول الى الديكتاتوريه أو الوراثيه .

النظام : عباره عن مجموعه من القوانين والانظمه التي تدير حياة الناس... والنظام يمكن تغييره من الجمهوري الى الملكي او غيره من المسميات .

هذه الثوابت من صناعة البشر وقد تعرضت للتغيير والتعديل بشكل طبيعي فكيف يمكن لنا ان نتمسك بها وهي قابله

للتغيير في اي لحظه ومرحله ؟ ... اذن لايجوز جعلها كابوس مخيف او عصى غليظه ترفع ضد كل من وجه لها

النقد... والا فكل الناس يحق لهم التمسك بثوابتهم التي يرون انها تخدم مصالحهم السياسيه الذاتيه وهذا يعني بقاء

الاوضاع على ماهي عليه من دون تغيير يذكر .

ويمكن اضافة الحريه كأحد الثوابت التي لايجوز على اي كان في

تجاوزها على اعتبار انها اساس الحياه والتغيير والابداع