على باب الله ياحكومة ويا مشترك.!! وعلى باب الله يا عسلي !!
بقلم/ عبدالجبار سعد
نشر منذ: 16 سنة و أسبوعين
الأربعاء 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 10:53 ص

البروفيسور الدكتور سيف العسلي . أثار الكثير من الاعتراضات والاحتجاجات لدى الدولة ولدى الشارع .. بسبب تصريحاته المثيرة للجدل حول الاعتماد الإضافي ..للموازنة ..

فلقد كان من ضمن ماقال وما أكثر وأخطر ما قال في هذه المناسبة ..أن  "إقرار البرلمان للاعتماد الإضافي للعام 2008م دليلاً على فساد الحكومة ونفاق مجلس النواب ""و بأن الحكومة لم تكن دقيقة في هذا الاعتماد بشأن الاحتياجات الفعلية ولم تضع فيه ما هو ضروري إذ أن الاعتماد الإضافي للعام الماضي 2007م لم ينفذ منه سوى "50%" ""وكعادتها الحكومة عندما تعمل اعتماداً تتحاشى الدقة وكونها مقتصرةً على التخمين والتقدير فحسب، الأمر الذي يؤثر على مصداقية الموازنة والحرص على تخصيص الأموال العامة في مكانها الصحيح. وقال العسلي: إن قبول مجلس النواب بما تقدمت به الحكومة دون تعديل أو تغيير وإرفاقه بقائمة التوصيات يعد دليلاً على النفاق السياسي للنواب وخلص البروفيسور إلى أن هذا الاعتماد يصب في غير مصلحة البلد والاقتصاد اليمني، و قال إن مما لا شك فيه إقراره في ظل انخفاض أسعار النفط مع موازنة 2009م التي فيها عجز كبير سيؤدي إلى احتمالين الأول يتمثل في استيعاب الميزانية العامة للدولة كل المدخرات وبالتالي لن يبقى هناك مدخرات للاستثمار الخاص !! والثاني فشل الحكومة في تلبية عجزها عن طريق أذون الخزانة فتلجأ إلى طباعة النقود الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الأسعار وعودة إلى التضخم لا سيما والعالم مقبل على أزمة اقتصادية كبيرة لا ندري أين اتجاهاتها وحدودها ونهايتها ولا ما هي الآثار الضارة التي ستعكسها على اليمن.

ولم يستبعد العسلي سقوط الاقتصاد اليمني من أول ضربة يتلقاها من هذه الأزمة، إذا لم يكن الوضع المالي قوي بما فيه الكفاية،وشدد على أنه كان يجب على مجلس النواب أن يفكر بالمصلحة الوطنية، وأن يكون له رأي واضح خصوصاً عند نهاية فترته التي تعد فرصته الوحيدة لتسجيل موقف قوي عجز مراراً عن تحقيقه.

****

الحكومة من جانبها عبرت . وعلى لسان مصدر مسئول بمكتب رئاسة مجلس الوزراء أمس الاثنين عن أسفها لما نشره الدكتور/ سيف العسلي مؤخراً ..حول الاعتماد الإضافي والموازنة العامة للدولة للعام 2009م. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن المصدر: إن ما تم نشره في هذا الاتجاه كذب وافتراء على الحقيقة، وهو تضليل وترويج لما نشرته صحيفة " الصحوة " الناطقة باسم التجمع اليمني للإصلاح من ادعاءات باطلة بأن الاعتماد الإضافي إنما هو من أجل تغطية تكاليف الانتخابات النيابية القادمة .

واتهم المصدر المسؤول وزير المالية السابق البروفيسور/ سيف العسلي بأنه لا يفقه شيئا في أبجديات الأمور المالية والاقتصادية وقال: إنه عندما يتحدث بما يشبه الرجم بالغيب عن الاحتياطي النقدي في البنك المركزي اليمني أو عن الموازنة العامة للدولة وكل شيء معلن وبشفافية، فانه يظهر جهله المطبق بمثل تلك الأمور.

وشكك المصدر ذاته بما يحمله البروفيسور العسلي من شهادة دكتوراه.. مشيراً إلى أن العسلي يخوض في الجوانب المالية والاقتصادية بجهل ودون علم أو دراية، وبالذات تلك الثقافة الحزبية المتخلفة التي تربى عليها وترعرع في كنفها والتي تستند على مبدأ الجهل والكذب وتزييف الحقائق – إلى هنا تصريح المصدر الحكومي

****

الصحوة التي أشار إليها ناطق الحكومة باعتبارها مصدر الضلال الذي وقع به العسلي كانت قد نشرت نص بيان لأحزاب اللقاء المشترك .. تم التأكيد فيه على مايلي ..

إصرار الحكومة على المغالطة الواضحة في دعم المشتقات النفطية حيث خصص لها 502.3 مليار ريال بالإضافة إلى مبلغ 307 مليار ريال معتمدة في موازنة 2008 ليبلغ حجم الإنفاق على الدعم (810) مليار ريال وهذه نسبة تشكل 53% من جملة إيرادات الموازنة للعام 2008 كما أنها تمثل نسبة 321% من جملة قيمة النفط المصدر الوارد في موازنة 2008.

كما أنه يمثل نسبة 151% من جملة النفط المستهلك محلياً الأمر الذي يؤكد أن هناك تلاعب واضح في مبالغ الدعم، حيث يشكل جملة الدعم في الموازنة والاعتماد الإضافي نسبة 103% من جملة النفط المصدر والمستهلك محلياً، وهذا يعني أن الدعم أكبر من إيرادات النفط الواردة في موازنة 2008

كما أن البيان أكد على مايلي

تزايد حجم فوائد الدين الداخلي عاماً بعد آخر حيث وصل حجم الفوائد مع ما ورد في الاعتماد الإضافي للعام 2008 مبلغ 113 مليار ريال ناهيك عن أصل الدين الداخلي الذي قارب 500 مليار ريال.

وأكد البيان على كثير مما تعودت بيانات المشترك التأكيد عليه . من اتهامات للحكومة والمؤتمر بالمغالطات وغيره ..

بقي أن نقول .. للمشترك .. وللبروفيسور مايلي ..

****

أولا .. ما أصدقكم أيها المشتركون في البيان حين تقولون لنا وللناس أن غالبية الاعتماد الإضافي كان قد ذهب لتغطية دعم المشتقات النفطية وقد فصلتم تفصيلا دقيقا ولم تكذبوا علينا فيه .. ولكنكم أخفيتم حقيقة أن رئيس مجلس الوزراء قبل شهور جاءكم الى مجلس النواب وأخبركم أن تقارير البنك الدولي وتقارير الحكومة تؤكدأن 80% من الدعم المخصص للمشتقات يذهب الى جيوب منتفعين من غير عامة الشعب . وقالت تقارير رسمية أن 180مليار دولار يهرب سنويا للخارج من الدعم النفطي .. وهذا يعتبر الحد الأدنى للتقدير فيما نحسب نحن ونؤكد دوما .. ولقد كان موقفكم منه أن قلتم ورفعتم عقيرتكم بالصراخ .. أن الحكومة تريد أن ترفع الدعم عن المشتقات النفطية وأنكم بأنوفكم الحساسة قد شممتم رائحة غير نفطية!! ترد من نوايا الحكومة .. لا تريحكم إذا ما تقدمت الحكومة ببعض تدابير لحل هذه المشكلة التي تستنفد كل امكاناتنا وقد قال أمثالنا ممن لا صوت لهم هذا الكلام كثيرا وصرخنا أن منبع الفساد كله هو هذا الدعم الذي بلغ هذا العام قرابة الترليون ريال بسبب ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط الى مايقارب المائة وخمسين دولار فهل يعقل أن يرتفع النفط ثلاثة أضعاف تقريبا عن قيمته المقدرة في الموازنة والتي وضعه الدكتور العسلي حين كان وزير مال ولا يرتفع الدعم بضعفين وثلاثة بالتالي ..

****

ثانيا القول أن التقديرات تخمينية ولا تعتمد على أساس هو قول جاهل بكل المقاييس فكل المؤسسات الاقتصادية العالمية لم تستطع أن تتنبأ بصعود السعر إلى 147$ مثلما لم يستطع أحد التنبؤ بأنه سوف ينخفض الآن إلى مادون الخمسة والخمسين دولار ..

 ثالثا .. ليت هؤلاء الذين يدركون جيدا كيف يجمعون الأرقام للدعم يقولون لنا ماهو الحل السحري الذي يقترحونه لنا لكي لا نوجد اعتمادا إضافيا بعد أن تتضاعف دخولنا من النفط وتتضاعف إنفاقاتنا على الدعم ..

****

ثالثا .. أؤكد للجميع أننا على باب الله .. لن يضرنا كثيرا ما أضر بالناس لأن الله لن يجمع علينا عسرين عسر مناكفات المعارضة واستهتارها بحاجات الناس وما يحتاجونه لصلاح أو ضاعهم من إصلاح ولن ينفعنا كثيرا ما ينفع الناس لأن حكومتنا الموقره لا تستطيع إلا أن تدرأ عنها احتجاجات المعارضة بالمداراة حتى على حساب الحقائق المعلومة لها بالضرورة مثل ضياع 80%من الدعم للمنتفعين وليس لعامة الناس .. فكل ما يمكن أن ينفع الناس لا تستطيع فعله لخير الناس لأنها ستواجه اعتراضات المشترك وما أدراك ماذاك!! ..

****

رابعا .. نشكر الله أولا لأننا بتوفيقه استطعنا أن نقرأ وجوه الجميع من كلماتهم ونبين للناس بهذا الاختصار .. مايريدون ..وأين هم .. علما بأن أغلب ميزانيات النفط قامت على هذا السعر النفطي 55 دولار أو أقل منه فمثلا كانت ميزانية عام2007-2008   لحكومة قطر تعتمد 40 $ للبرميل وهي الآن تعتمدفي موازنة 2008-2009م 55$ للبرميل فأين الخطأ وأين التخمين ؟

وكل الدول النفطية لم تتجاوز هذا السعر إلا الى 60$ كالحكومة العراقية .. مثلا .. أما السعودية فقد قدرت عام 2008 قريبا من 45$للبرميل ..

****

أخيرا .. "يا ايها الذين آمنوا اتقواالله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ."

ولا تدعوا المزايدات تقودكم حتى إلى إنكار الحقائق فأين الانتخابات والدعاية الانتخابية من دعم المشتقات النفطية .. وهل عندكم شك في صحة الأرقام المقدمة من الحكومة و من الذي منعكم من التحقق .. ؟بدل أن تلقوا الأمور على عواهنها وتوهموا الناس انكم مخدوعين ولا تعلمون شيئا عن الحكومة إلا من خلال الحكومة وليس لديكم أي صلاحية في التحقق أو التنقيب عن الحقائق فيمالو أخفيت .. وهل تتوقعون أن لا تدفع الحكومة الدعم للمشتقات في عرض العام لتوفر لهم المواد المطلوبة بشكل سلس حتى تتفجر الأزمات ويستثمرها الراغبون في الفتنة أم ماذا ؟

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللحكومة الموقرة من كل ذنب يتحمل عبؤه شعبنا المنهوك .. بسبب هذه المناكفات غير المسئولة .

****