أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن الإخوان المسلمين قرارات مصرية مهمة وجديدة تخص رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الإرهاب تفاصيل 350 صاروخا يهز إسرائيل.. حزب الله يفرغ مستودعاته الحربية قبل الاتفاق الحكومة اليمنية توقع اتفاقية مع جامعة الدول العربية لتنظيم نقل البضائع برا قرارات في القبض على مساعدي اللواء شلال شايع بأوامر قهرية من الينابة العامة في عدن قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة
أولا وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع أوضح
للقارئ الكريم أن كلمة " هتع " هي كلمة شعبية تداولها الإباء والأجداد في عدن ،وهي تطلق على الشخص الذي يتصرف بشكل غير
، وتوحي تصرفاته على عدم انسجامها مع سنه ، فتجده رجل كبير في السن يتصرف تصرفات لا توازي الخبرة التي يجب أن يكون قد أكتسبها ، وكل كلامه لا يأخذ محمل الجد ، فلذا من يوصفون بالهتع هم الناس الذين لا يحسنون التصرف في المواقف الجادة والرصينة وكل ما يقولونه حتى وان كان كلاما جادا لا يعهد بجديته.
وكان النظام في اليمن قد فشل أيضا في التزامه بمكافحة الإرهاب مع تسرب الكثير من الشباب الذين قاموا بتفجير أنفسهم في عمليات انتحارية في العراق للأسف الشديد في اليمن شلة الهتع تتبوأ مناصب عليا في الدولة ، فالهتع هم يقررون حياتنا وهم من أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم ، وهم من جعل أوضاعنا المأساوية تبلغ الحلقوم .. سياسة الهتع الممزوجة بالهلع هي التي جعلت سمعة اليمن في الخارج لا ترتقي الى ما يجب ان تصل اليه قياسا بعدد سكانها ومساحتها الجغرافية وتاريخها العريق وثرواتها الغنية .. ولا تعكس قوة وحدتها التي تتأكل وتزداد تشرخا يوما بعد يوم بفعل الهتع وسياستهم غير المتزنة.. فشلة الهتع يتعاملون بالدولة وسيادة قراراتها دون مسؤولية .. يخونون من يريدون ويوزعون صكوك الوطنية على نماذج توازي تصرفاتهم ، فالهتع هم من يدخلوننا نفقا تلو الأخر من أنفاق الأزمات السياسية ..
والهتع هم الذين يتصرفون اثناء الازمات كالمرابيش بهلع ..الهلع السياسي في اليمن تفجر منذ نهاية العام الماضي حين أعلن الرئيس علي عبد الله صالح وأمام الملا أنه لن يرشح نفسه لمنصب الرئاسة وأرادها كبالونه اختبار رغم انها جاءت وفقا لإرادة وضغوطات خارجية ، وأفصح عنها قبل أسابيع قليلة من زيارته الى واشنطن حتى لا يقال انه أعلن عدم ترشحه للانتخابات المرتقبة بعد عودته من أمريكا " فسبق الموس قبل الحجامة " كما يقول المثل الشعبي.. ولا اعتقد أن الرئيس أراد ان يعلن زهده عن السلطة من خلال قنبلته التي بأغث فيها الجميع محليا وعربيا ولن أقول دوليا لانه لا يوجد رئيس عربي يمكن أن يؤذي مغادرته للسلطة أخلال للتوازن السياسي
او سيكون لقرار رحيله عن السلطة تأثيرا على السياسة الدولية .. قرار الرئيس صالح بعدم ترشحه في الانتخابات المقبلة وحسب قناعتي الشخصية نابع من ضغوط خارجية كبيرة خاصة أمريكية والدليل انه أعلن عن قراره قبل مغادرته إلى اليابان وواشنطن ومنها إلى باريس وهي المحطة التي كشفت لنا عمق الأزمة بين صنعاء وواشنطن ، وأنه عاد منها عكس ما كان يتوقع في أن يحصل على دعم الرئيس الأمريكي جورج بوش للخطوة التي أعلنها في صنعاء ، ولكن الأخير تجاهل قرار صالح ودعاه فقط إلى الوقوف مع واشنطن لمواصلة
تحالفه الأمني في مجال مكافحة الإرهاب. في واشنطن برز الهلع اليمني .. وفي باريس تم الكشف عنه رسميا .. وفي مكة تم تدشين اولى سياسات الهتع التي كشفت عن مدى الهلع الذي لف من هم حول الرئيس من مستشارين ..فزيارة الرئيس علي عبد الله صالح الى أمريكا جرى تضخيمها محليا وإعطائها بعدا كبيرا ، وأوحى لنا الإعلام الرسمي في اليمن وكأن واشنطن قد أعدت كل ولاياتها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية لمتابعة القمة التي ستجمع صالح وبوش ، رغم أنني وبالصدفة كنت في واشنطن لمدة 10 أيام وغادرتها قبل يومين من وصول فخامة الرئيس اليها ولم أسمع عن الزيارة الا من خلال بعض ممن التقيتهم من اليمنيين هناك .. جاءت الزيارة أقل من عادية بالمفهوم الغربي بتقديم الحفاوة للضيوف ، ناهيك عن المؤتمر الصحافي بين الرئيسين والذي لم يتجاوز حدود الإرهاب ومطالبة واشنطن للرئيس بضرورة الالتزام ومواصلة شراكته بالحرب على الإرهاب .. لم نسمع جملة عن التعاون الاقتصادي وهو ما كنت أتطلع الى سماعه مقارنة مع " الزفة " الإعلامية التي سبقت الزيارة .. كلمتين هما التي سمعتهما على لسان الرئيس الأمريكي تدعو اليمن الى التعاون .. في مجال مكافحة الإرهاب .. وتقديم الإرهابيين للقضاء ، ولعل ما زاد من تعكير أجواء تلك الزيارة هو خروج حشد من ابناء المحافظات الجنوبية حاملين صورا وشعارات تطالب بتقرير المصير ، و ساد اعتقادا لدى مطبخ الرئيس صالح بأنها من فعل الإدارة الأمريكية لممارسة ضغوط عليه من اجل مضاعفة تعاونه في مجال مكافحة الإرهاب ، ومما زاد ترسخ هذا الاعتقاد هو عدم تطرق أي مسئول أمريكي التقاه الرئيس صالح في تلك الزيارة الى تأكيد رضاهم عن سياسة الرئيس الداخلية حتى في مجال مكافحة الإرهاب .. وكانت تلك رسالة واضحة بأن واشنطن قد أغسلت يدها من نظام صالح بعد أن وجدت أنه لم يعد ذلك النظام الذي رسم لها مشاريع وهمية بأنه الأفضل لليمن قبل حرب 1994 ، وتلاشت كل تلك التعهدات بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، فلم يعد أبناء الجنوب يثقون بالوحدة ، ولم يكن صالح صادقا في التزاماته لمجلس الأمن بعد انتهاء الحرب فقد تنصل من كل ما ورد في رسالة الحكومة التي أرسلت بتوقيع المرحوم الدكتور / محمد سعيد العطار وأحست واشنطن بالحرج مع تزايد نبرة الجنوبيين حدة ، وجاء تشكيل حزب جنوبي معارض " تاج " وأعلن عن تأسيسه في بريطانيا قبل يومين من زيارة صالح للندن عام 2004 ، وأدى هذا الإعلان بالرئيس ان يختصر زيارته للعاصمة البريطانية ويغادرها على عجل إلى ألمانيا قبل 24 ساعة من انتهاءها ليؤكد رفضه بوجود شيء أسمه قضية جنوبية ، ولعل خطوة السفير اليمني السابق لدى سوريا اللواء احمد عبد الله الحسني الذي تحالف مع صالح من أجل تثبيت الوحدة كما أشيع عن مبررات قيامها في 1994 ، قد رسخ لدى الغرب وأكد لها كل الأطروحات التي نادت بها المعارضة الجنوبية في بريطانيا ، وكان طلبه اللجوء في المملكة المتحدة قد شكل صفعة للنظام في اليمن الذي واجه إحراجا عربيا ودوليا وقبل أيام من احتفالات 22 مايو بمناسبة مرور 15 عاما
والتي أقيمت في المكلا .
وكان النظام في اليمن قد فشل أيضا في التزامه بمكافحة الإرهاب مع تسرب الكثير من الشباب الذين قاموا بتفجير أنفسهم في عمليات انتحارية في العراق ، مع وجود تقارير استخباراتية حللت مكالمات الهاتف المفقود عن احد الدبلوماسيين البريطانيين في بغداد بعد أن وصلت فاتورة المكالمات والتي أجريت غالبيتها مع اليمن في فترة ضياعه الى حوالي نصف مليون دولار لتؤكد ان هناك قيادات في الدولة تسهل عملية نشاط الإرهابيين في الداخل وانتقالهم الى الخارج ، كما أن عددا من الانتحاريين كانوا في سجون الأمن السياسي .. فكيف هربوا من السجن ؟ وكيف وصلوا الى العراق اذا لم تكن هناك حلقات وصل تتحرك بكل أمان ؟ ، وجاء الهروب الأول للمنتمين لتنظيم القاعدة عام 2003 والمتهمين بتفجير المدمرة كول من سجن الأمن السياسي في عدن لتأكيد المعلومات عن وجود تعاون من داخل الأجهزة الأمنية للعناصر المتهمة بقضايا إرهابية وأدركت واشنطن من المضايقات التي تعرض لها محققوها الذين وصلوا للمشاركة في حادثة المدمرة انه لا يعهد بالنظام في اليمن في مكافحته للإرهاب . ولم تكن حرب صعده بعيدة عن غضب واشنطن من معالجة صنعاء لأزماتها الداخلية وولع
السلطة في الإفراط باستخدام السلاح كوسيلة للحل ، فهذه الحرب التي حصدت الآلاف من الأبرياء من مواطني صعده ومن الجنود الذين سقطوا في حرب غير مفهومة حقائقها خلافا للتدمير فهل هناك حكمة في قصر الستين تخرج لتطبيق المقولة " بيدي لا بيد عمرو " تستمع للشرفاء في الداخل والخارج وتتركهم يحكمون أنفسهم ويختارون رئيسهم الجديد الذي لحق بمنازل المواطنين ، ثم جاءت التقارير السيئة التي نشرت خلال العام الماضي وقبل زيارة الرئيس الى واشنطن ، والتي أكدت عدم وجود أية نوايا للنظام في محاربة الفساد الذي التهم ملايين القروض وبذر بثروة النفط , واستفحال الفساد والإثراء غير المشروع من قبل أقارب الرئيس والمقربين منه ، ناهيك عن الإعلان الرسمي الذي أكد فيه ومن صنعاء رئيس البنك الدولي السابق ويلفنسون بأن اليمن ستواجه كارثة اقتصادية بسبب فشل برنامج الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل الذي حاصره الفساد وطواغيته من كل جهة ، وتلتها التقارير التي أكدت أن صنعاء لا تحترم تعهداتها في مجال الديمقراطية
وحرية الصحافة وحقوق الإنسان .والاعتقاد الأكيد الذي يجمع عليه المراقبون في الخارج عن الوضع في اليمن ان جميع تلك القضايا كانت مبررا لان تقول واشنطن التي تشجع الديمقراطية في اليمن وبنت عليها آمالا لتكون نموذجا في المنطقة للرئيس علي عبد الله صالح بان عليه ان يستغل فرصة الانتخابات الرئاسية ليضع نهاية لحكمه الذي صار غير مقبول داخليا وخارجيا ، وقبل أن يعلن صالح بنفسه العام الماضي عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة ، وربما أعادت واشنطن تأكيد موقفها أثناء زيارة الرئيس صالح للعاصمة الأمريكية في أغسطس الماضي ، وبصريح العبارة ومن الوجه للصورة " عليك أن تستفيد من استحقاق الانتخابات الرئاسية القادمة ، وأن تترك السلطة خاصة وأنك الرئيس العربي الوحيد الذي قد أعلن طواعية بمقولته " علينا أن نحلق رؤوسنا بأنفسنا قبل أن يحلقوها لنا " بعد أيام من ألقاء قوات التحالف في العراق على الرئيس السابق صدام حسين في حفرة صغيرة بمزرعة ، وكانت عبارة صريحة عن العواقب التي تنتظر كثير من الأنظمة العربية التي تتجاهل مطالب شعوبها في التغيير وتصر على التشبث بالسلطة حتى ولو أدى الاستمرار في تجاهل مطالب شعوبهم إلى سحقهم تحت جنازير الدبابات إذا لم يستجيبوا لأساليبها بتزوير الانتخابات المقززة نتائجها التي تشرع للحاكم بحصوله على 99 في المائة من أصوات الشعب الذي لا صوت له . جاء الإعلان الرسمي عن وجود أزمة ثقة وتدهور العلاقة بين صنعاء وواشنطن من العاصمة الفرنسية عندما عقد الرئيس علي عبد الله صالح مؤتمرا صحافيا كان واضحا أنه تم الإعداد على عجل ودعوة الصحافيين عبر الهاتف ، كما حدث في لندن 2004 عندما دعيت وعبر الهاتف لحضور مؤتمرا صحافيا أقيم على عجل وخارج البرنامج الرسمي للزيارة لان الرئيس قرر قطع زيارته الى لندن قبل 24 ساعة من موعد انتهاءها الرسمي ، في باريس قال الرئيس للصحافيين انه سلم رسالة لبوش من الرئيس السوري بشار الأسد تتعلق بوساطة يمنية لتنقية الأجواء المشحونة بين دمشق وواشنطن بسبب الاتهامات الموجهة الى النظام السوري بتورطه في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، ولكن البيت الأبيض خرج عن تقاليد الدبلوماسية المعروفة مع صنعاء و كذب علنا ما ذكره الرئيس علي عبد الله صالح عن وساطته او انه تحدث عن أي قضية تخص الملف السوري ،وأعتبر المراقبون وقتها أن صالح حاول ان يغطي فشل زيارته لواشنطن بتعميق الأزمة وهي نتيجة طبيعية لسياسة الحكام العرب القائمة على سياسة " فعل ورد الفعل " لاإستراتيجية ولا تخطيط لامتصاص الأزمات .. وبعد ان عاد الرئيس الى صنعاء قال الشيخ
عبد المجيد الزنداني أن صالح أبلغه انه تحدث مع الإدارة الأمريكية حول قضيته وان اتهامات واشنطن له باطلة ، وخرج السفير الأمريكي في صنعاء على غير العادة وكذب لوسائل الإعلام ان يكون الرئيس قد ناقش قضية الزنداني في واشنطن بل ناقشها مع السفارة في صنعاء قبل سفره الى أمريكا وانه لم يتم طرح الموضوع خلال زيارة الرئيس القصيرة ، كانت هذه خطوة أخرى لتأكيد عمق الأزمة . ثم جاءت القمة الإسلامية في مكة لتدشين المواجهة رسميا ومن أعلى منصب في الدولة بين الرئيس علي عبد الله صالح و الإدارة الأمريكية عندما أصطحب معه الشيخ عبد المجيد الزنداني وبطائرته الرئاسية الخاصة برئيس أفقر دولة في العالم بعد الصومال
" يمن فورس ون " بنفس المواصفات التي تملكها الطائرة " يو اس فورس ون " الخاصة
بالبيت الأبيض في أغنى دولة في العالم ، الى تلك القمة كاسرا بذلك الحظر الذي فرضه مجلس الأمن الدولي ضد تحركات الشيخ الزنداني لاتهامها له بتمويل الإرهاب ، ولم تمر أسابيع قليلة الا وعادت اليمن الى واجهة الأحداث وفي مجال الإرهاب بعد هروب 23 شابا ينتمون لتنظيم القاعدة من سجنهم في صنعاء .. هذه المرة كان الغضب الأمريكي واضحا بأن سياسة " اللعب بالنار " او التلويح باستخدام ورقة الإرهاب لن تثنيها من رغبتها في أن ترى نهاية حكم الرئيس علي عبد الله صالح عبر الانتخابات الرئاسية هذا العام ، فقد اعتبر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفلد ان فرار عناصر من تنظيم القاعدة من سجن يمني يشكل "عارا"، معربا عن الأمل في ان يتم القبض عليهم بصورة سريعة , وقال رامسفلد في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي في تاورمينا بصقلية (ايطاليا) "انهم اناس خطيرون، ونجاحهم في الفرار هو عار". ، في إشارة واضحة عن وجود تواطىء رسمي في " تهريبهم " وليس " هروبهم "عبر نفق وهمي جاء في سيناريو الخبر الرسمي الذي نشر مباشرة مع خبر طلب اليمن من الانتربول أن يساعدها في القبض عليهم ، وأرادت السلطة زرع الرعب لدى الأمريكيين من ان يكون الفارون قد تجاوزوا حدود البلاد الى الخارج للانتقام من السياسة الأمريكية عبر استهداف منشآت او مصالح أمريكية في المنطقة ، ووجه البيت الأبيض انتقادات حادة
إلى اليمن على اثر فرار 23 متهما بالانتماء الى تنظيم القاعدة حكم على بعض منهم بالسجن لمشاركتهم في الاعتداءين على المدمرة الأميركية كول وناقلة النفط الفرنسية ليمبورج ، ووصف البيت الابيض هذا الفرار بأنه "مخيب للآمال"، معتبرا انه "موضوع يسبب قلقا كبيرا". .رواية هروب الإرهابيين أراد منها " هتع " السلطة أن يشغل الرئيس صالح الأمريكان بقضية الفارين الذي أعلن أنهم يتواصلون مع ا لقد أستنفد النظام في اليمن كافة الأساليب القديمة في الحرفنة والتي مكنته من البقاء في السلطة فترة طويلة تقترب من 28 عاما ، وأصبح اليوم مثل الفريق المهزوم بنتيجة ثقيلة سلطات ، وهي إشارة بوجود خيط اتصال بين الإرهابيين وبين جهات عليا في الدولة ،وتصريح الرئيس هذا يؤكد أن الإرهاب ورعاية الإرهابيين ستظل الورقة التي تلعب بها
صنعاء لممارسة الابتزاز السياسي او للحصول على المزيد من الدعم المالي من أمريكا تحديدا او الغرب بشكل عام لاستمرار بقاءها في الحكم و استمرار تدفق المساعدات العسكرية سواء لخفر السواحل التي بنيت بأموال أمريكية ومساعدات دولية أخرى .لقد أستنفد النظام في اليمن كافة الأساليب القديمة في الحرفنة والتي مكنته من
البقاء في السلطة فترة طويلة تقترب من 28 عاما ، وأصبح اليوم مثل الفريق المهزوم بنتيجة ثقيلة ولا يزال يراهن على الوقت بدل الضائع لقلب النتيجة والفوز بالمباراة .. وأصبحت السلطة التي كانت تعتمد على الدعم الأمريكي للخروج من كل أزماتها حتى رسخت اعتقادا لدى العامة في أن نظام علي عبد الله صالح هو الأفضل لأمريكا او كما قال الشيخ الاحمر " جني تعرفه أحسن من إنسان ما تعرفه " .. ولكن من يقرأ تسلسل الأحداث ويحلل التصريحات والتقارير الرسمية وأخرها تقرير الخارجية الامريكية لعام 2005 الذي لم يجد شيئا حسنا يحسب للنظام سيتأكد بأن واشنطن قد غسلت يدها عن نظام الرئيس صالح لأنها تحمله مسئولية تأزم الوضع في اليمن والذي حذر السفير الأمريكي في صنعاء توماس كراجيسكي أخيرا بأنه مرشح للصوملة ، ولهذا فالأفضل لواشنطن ولليمنيين أيضا ، و حسب الاستنتاج الذي توصلت اليه فان تغيير النظام أفضل من السقوط في حرب
طاحنة تتفجر منها شرارات الاحتقان الشعبي.. فالفساد أصبح ملتصقا بالنظام ، و الإرهاب أصبح وسيلة لابتزاز الخارج وترهيب القوى السياسية التواقة للتغيير في الداخل .. وبراميل التشطير عادت ومليئة بخرسانة مسلحة الى عقول وقلوب أبناء الجنوب الذين يطوفون دول العالم يصرخون لإنقاذهم مما يسمونه احتلالا .. صار الجنوب
وتحرك أبناءه شبحا وهاجسا على السلطة منذ أن أوصل اليها بعض المحلليين ما يتردد عن رؤية أمريكية لتبني الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد للدخول في سباق الرئاسة ،فهاجت السلطة عندما نبشت جثثا لموتى وجعلتها تخرج من موقع الصولبان لتحذر علي ناصر بأن ملف 13 يناير سيظل مفتوحا ، تم استدارت لتعبر عن غضبها من الخطوة التي تبنتها جمعية ردفان الخيرية لإعلانها من عدن دفنها ملفات 13 يناير وجعل هذه لمناسبة يوما للتسامح ، فأغلقت السلطة ابواب الجمعية بدلا من ان تشجعها على عمل يهدف الى زرع روح التسامح ، واقتادت عدد من أعضائها إلى سجون الأمن السياسي ، ثم صعدت هجومها المباشر ضد الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد عبر تسريبات أولها ان السلطة ستطبق القانون اذا ما تقدمت أي أسرة بشكوى عن سقوط احد أبناؤها في احداث وقعت قبل الوحدة ومنذ 20 عاما ، و هي السلطة التي ترفض تقديم مسؤول معروف لها الى المحاكمة بقتل طفلة الخيسة يسار عبدالرزاق في حادثة لم تتجاوز اكثر من شهرين من وقوعها ،ولعل أخر التسريبات التي عبرت عن هلع حقيقي أصيبت به السلطة بما يمكن أن نسميه بـ" فوبيا " علي ناصر وحكم اليمن عندما نشر موقع المؤتمر نت خبرا عن مبادرة غير مسبوقة وغير مبررة ناهيك عن عدم صحتها بالمرة وهي أن السفارة الأمريكية سلمت اليمن وثائق هامة عن الشطر الجنوبي مطلع الثمانينات ، فكلنا يعرف أن الجنوب لم يكن لديه اية علاقات دبلوماسية كبيرة مع واشنطن منذ استقلال الجنوب وحتى الوحدة فكيف وصلت
هذه الوثائق لنشاط دبلوماسي غير موجود وهو ما أكده نبيل خوري نائب السفير الامريكي في صنعاء أمس لصحيفة الايام العدنية بأن الرسائل التي وجدت في خزائن قديمة تابعة للقنصلية الأمريكية في عدن هي مراسلات عادية ولاترتقي الى درجة الوثائق السرية او فيها فضائح كما اكد خوري بنفسه ، التسريب الغبي هذا يؤكد أن السلطة تعيش هاجسا حقيقيا من الحظوة التي ربما تلف واشنطن بها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد كبديل
للنظام القائم ، وإلا ماذا يعني ان يتم ربط الاثنين معا ، علي ناصر الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء في الفترة التي أشار إليها خبر الوثائق و السفارة الأمريكية كمصدر للوثائق وهذا ليس مستبعدا فحسب بل مستحيل أيضا ، لان واشنطن لم يكن لها تمثيل دبلوماسي في عدن يساعدها على جمع المعلومات وتوثيقها لتسلمها بعد 24 عاما لنظام لا يثق فيه الشعب بسبب الوضع الذي يعيشه فكيف بدولة كأمريكا تريد تغييره . في اعتقادي الشخصي أن الرئيس علي عبد الله صالح قد تسلم بالفعل النصيحة الأمريكية بخروج مشرف له عن الحكم عبر بوابة الانتخابات التي ستوفر له مخرجا مقبولا ومشرفا وستحافظ على استقرار الوضع أمنيا ، ولكن على ما يبدو أن هذه النصيحة التي حلت كوقع الصدمة على النظام ، لن تجد لها آذانا صاغية في قصر الستين الذي لم يستغل كل الفرص التي كانت كفيلة بأن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، فهذه الوحدة التي ينكر حق الآخرين في قيامها وانجازها تتوسع شروخها .. وهذه اليمن الذي قيل أن ثورة 26 سبتمبر جاءت لتخلص الشعب في الشمال من المثلث الرهيب الجهل والجوع والمرض ، أضاعت أهداف الثورة وتجدر مثلث الرعب اليوم في الجذور ، فبعد أن كان الجهل والجوع والمرض موروث شطري قامت الثورة من اجل القضاء عليها ، صار هذا المثلث إنجازا وحدويا وأخاف كل الخوف أن تتذكر الأجيال القادمة واقعنا اليوم بالقول ، لقد انتظرنا في الشمال 44 عاما من قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 لنتأسف على زمن الإمامة ، ويقول أبناء الجنوب لقد أضاع إباؤنا 43 عاما على قيام ثورة 14 أكتوبر عام 1963 لنتحرر من الاستعمار الذي ندين له بالأعمار ليجدوا أنفسهم تحت احتلال آخر وباسم الوحدة سلبهم كل حقوقهم .. ليس كما أقول أنا بل كما يتداوله أبناء الجنوب سرا وعلنا .. فهل هناك حكمة في قصر الستين تخرج لتطبيق المقولة " بيدي لا بيد عمرو " تستمع للشرفاء في الداخل والخارج وتتركهم يحكمون أنفسهم ويختارون رئيسهم الجديد ويحفظون للرئيس السابق الذي يجب أن يذهب قبل نهاية العام مكانا مشرفا في التاريخ الذي لا نقرأ فيه الا الدم والغدر والانقلابات .. وقبل أن تحل بنا الكارثة التي حذر منها السفير الأمريكي في صنعاء فنجد بلدنا ينتهي مصيرها من حيث بدأ الصومال حربه التي لم تنتهي بعد رغم مرور 16 عاما من هروب رئيسها محمد سياد بري الذي أوصل البلاد الى حافة الانهيار العظيم الذي يتجرع تباعاته شعب الصومال حتى اليوم .. و بعد 16 عاما منذ قيام الوحدة بين شطري اليمن .. فهل تنتصر الحكمة اليمانية على الأنانية الفردية .. ام أن سيناريو الصومال يجب ان يتكرر في اليمن بعد مرور نفس المدة وبنفس
المسببات . ؟