الديمقراطية في خطر
بقلم/ معمر احمد عبد اللطيف راجح
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 09 يونيو-حزيران 2009 08:35 م

ان ما حدث ويحدث في اليمن خصوصا في بعض المحافظات الجنوبية والشمالية من إحداث لا يقبلها عاقل هي في الحقيقة إحداث تستهدف الديمقراطية اليمنية فمثل ما حدث في موريتانيا ويحدث في فلسطين ولبنان والعراق هناك من يريد إن يحدث في اليمن فأعداء الديمقراطية العربية لا يريدون للديمقراطية العربية النجاح فهم يحاولون بكافة الوسائل والطرق لإفشال إي نموذج ديمقراطي تنتهجه أي دوله عربية وذلك بهدف إقناع الشعوب العربية وغيرها من القوى الديمقراطية العالمية إن الديمقراطية مشروع غير مناسب لاستقرار الشعوب العربية وانه نظام يقود للحروب والفوضى أكثر من الأمن والاستقرار وان ثقافة ودين تلك الشعوب تتعارض مع ذلك النهج.

وفعلا استطاع أعداء الديمقراطية إقناع الكثير من أبناء الوطن العربي بذلك الفكر الخاطئ وحجتهم في ذلك انظروا إلى لبنان وفلسطين والعراق هذه هي الديمقراطية فهل تريدون مثلها؟

فأعداء الديمقراطية ينطبق عليهم المثال القائل يقتل القتيل ويمشي في جنازته وما حدث ويحدث في اليمن هو بداية الحرب بين أنصار وأعداء الديمقراطية فمنهم أنصار وأعداء الديمقراطية في اليمن؟

بالنسبة لأنصار الديمقراطية يمثلهم فئة من الحزب الحاكم وفئة من المعارضة والمستقلين وتكمن قوة هذا المعسكر كون قائد الثورة الديمقراطية الشوروية / علي عبد الله صالح مؤطر في هذا المعسكر ولا أقول ذلك مجامله بل إن الحق والواقع يبرهن ذلك كون الإصلاحات السياسية التي جاء بها الرئيس بعد حرب 1994م تثبت قناعته ومناصرته للنهج الديمقراطي بالرغم إن مرحلة بعد الحرب كانت تؤهل الرئيس لعمل ما يريد فكان ما يريد في الاتجاه الديمقراطي وهذا دليل على القناعة بالنهج الديمقراطي. كذلك دعوته للأخذ بالنظام الرئاسي المباشر المطلق المتكامل ليحل محل النظام الرئاسي الشبه رئاسي القائم حاليا دليل علي تلك القناعة وأظن أن الصمت الذي وجد في أدبيات ووثائق المؤتمر الهم السابع في دورته الثانية بخصوص النظام الرئاسي المتكامل كان من باب نضوج ومصلحة الفكرة لا من باب التراجع عنها – أتمني إن ظني في محله

 وعلى العموم فان معسكر أنصار الديمقراطية في اليمن يواجهون بعض السلبيات الداخلية في صفوفهم منها:

- افتقار الكثير من قياداته وأعضاءه للثقافة السياسية الإسلامية الصحيحة في مجال الفكر السياسي الإسلامي القادرة على الصمود والوقوف بقوه أمام الثقافة الخاطئة التي يروج لها ويبثها معسكر أعداء الديمقراطية خصوصا وان أعداء الديمقراطية يروجون ثقافة إن الديمقراطية اليمنية تتعارض مع الشريعة والثقافة الإسلامية.

- أنصار الديمقراطية اليمنية المحسوبين علي المعارضة يفضلون الصمت أمام حقيقة ما يحدث بالرغم من مناصرتهم للديمقراطية إلا أنهم يفضلون الصمت والمحايدة كسلوك لابد من القيام به في هذه المرحلة بهدف كسب ود وحب ومن ثم المصالح المعنوية والمادية التي يحصلون عليها من أعداء الديمقراطية.

وبالنسبة لأعداء الديمقراطية يمثلهم أيضا فئة من الحزب الحاكم وفئة من المعارضة والمستقلين على النحو الآتي: (أ): أعداء الديمقراطية في السلطة يحاولون إثارة وتأجيج المشاكل والفوضى بهدف إيصال الرئيس إلى مرحله حرجة تجعله يتراجع عن النهج الديمقراطي خصوصا مبدأ تجديد فترة الرئاسة بدورتين انتخابيتين لا يحق له الترشيح لهذا المنصب لدورة ثالثه. كذلك فان هذه المجموعة تريد استثمار حالة الطوارئ التي تمر بها البلاد والتي ستمر بها البلاد لكسب المزيد من المصالح والأموال تحت مظلة وغطاء حالة الطوارئ التي يتجمد فيها الحساب والعقاب وبصوره شرعية.

(ب): أعداء الديمقراطية في المعارضة وهم يعادون الديمقراطية لقناعتهم بان الديمقراطية ما هي إلا خدعة لضياع الوقت والجهد لديهم فهم يفترضون بقوة أنهم لن يصلوا إلى الحكم حتى وان كان أغلبية الشعب في نصرتهم وهذه القناعة الخاطئة نتيجة للثقافة الخاطئة والأيدلوجيات الفكرية الخاطئة التي يمتلكها البعض منهم وهي أيدلوجيات كانت في الماضي معادية للفكر الديمقراطي فكيف يتوقع من لا يؤمن بالديمقراطية بان غيره سيسلم بنتائج الديمقراطية فهم يحكمون علي تصرفات غيرهم بتصرفاتهم على فرض وجودهم في السلطة. ومن ثم ونتيجة لتلك القناعة الخاطئة فان الكثير من أعداء الديمقراطية - فئة معارضة- يريد القضاء على الديمقراطية وإثارة المشاكل والحروب لعل وعسى أن يجدوا ذلك فرصة للوصول للسلطة.

(ج): الجهل من إبراز أعداء الديمقراطية اليمنية فكيف نتوقع مناصرة الديمقراطية اليمنية وهناك من يبث ويروج لأفكار مضمونها أن الديمقراطية اليمنية ديمقراطية تتعارض مع روح الإسلام وشريعته وهناك أيضا من يقتنع بسهولة ويسر بتلك الترويجات الخاطئة وهناك من لا هم له سواء كسب الوقت لجمع المزيد من الأموال والمصالح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

 و في الختام أقول للقارئ الكريم إن الديمقراطية الحقيقية والثقافة الديمقراطية – الغطاء الثقافي للديمقراطية اليمنية – هما صمام الأمان للوحدة اليمنية بل إن الديمقراطية الحقيقية هي الطريق والمنهج الصحيح للوحدة العربية وليس الحفاظ على الوحدة اليمنية فقط .