اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة محمد بن سلمان يتوقع أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي مقتل بائع متجول من أبناء محافظة إب على يد موظفين حوثيين في الضالع
في مثل هذا الشهر وتحديدا في السابع منه وقبل تسع سنوات أي في عام 2000، تلفظ أحد نجوم هوليود الذي نشاهد أفلامه كثيرا اليوم في قنواتنا العربية المشهورة، تلفظ بهذه الكلمات عن نساءنا وأطفالنا كيمنيين أو كمسلمين وعرب، وذلك ليس في مقابلة شخصية أو حوار خاص، وإنما تلفظ بهذه الكلمات بصفته قائد مارينز عسكري في فيلم أمريكي عرض في ذلك اليوم على 3155 دور سينما في الولايات المتحدة وهو الفيلم الأمريكي المشهور " Rules of Engagement "، أي "قواعد الاشتباك" واستمر عرضه في السينما الأمريكية لمدة 17 أسبوعا على التوالي!!! والأبشع من ذلك أن تلك الكلمات لم تكن جملة شاذة في الفيلم، وإنما هي في الحقيقة فكرة الفيلم الأمريكي بكله وهي النتيجة التي يخرج بها المشاهد الأمريكي البريء أو الغربي بعد مشاهدة الفيلم! أليس من واجبنا كيمنيين وكمسلمين أن ننتج فيلما نقول فيه للعالم إن أطفالنا ونساءنا في اليمن أو في غزة أو في العراق أو في غيرها لا يستحقون القتل وإنما يستحقون الحياة الكريمة، وأن على الجنود الغزاة الرحيل!!
لقد أثار الفيلم الأمريكي هذا ضجة حينها، ولكن الضجة كانت مقتصرة على موضوع العنصرية!! والحقيقة أن الأمر أبعد وأعمق! والفكرة متواصلة في الإعلام وموجودة على أرض الواقع!
الفيلم يحكي قصة مجموعة من المارينز الأمريكي الذين جاؤوا إلى صنعاء لينقذوا وينتشلوا السفير الأمريكي وعائلته المحتمون في السفارة الأمريكية المحاطة بعدد من المتظاهرين اليمنيين وتنتهي العملية بالنجاح ولكن بقتل أكثر من 80 يمنيا أغلبهم من النساء والأطفال!
أطفالنا ونساءنا الذين كانوا في المظاهرة يبدون كمجموعة من الأشرار القتلة المتأثرين بتعاليم الدين الإسلامي الذي صوره الفيلم وكأنه دين يدعو إلى قتل كل من هو ليس بمسلم، بينما المارينز الأمريكي "الجنود" نبلاء وطيبون لا يريدون أن يقتلوا المدنيين، لأنهم ملتزمون "بقواعد الاشتباك" عند الجيش الأمريكي التي تحرم عليهم التعرض للمدنيين، ولكن المارينز يدفعون ثمن إنسانيتهم وطيبتهم والتزامهم وذلك بأن يفقدوا 3 من جنودهم على يد أطفالنا الأشرار، وتم التركيز على طفلة يمنية شريرة، وبالتالي يضطر قائد المارينز بعد أن نفذ صبره وفقد 3 من جنده أن يأمر بقتل الأطفال والنساء اليمنيين وكل المتظاهرين، ويصدر تعليمات القتل بعبارة بذيئة لا يمكن أن نذكرها هنا وخففناها في عنوان هذه المقالة، وإلا فإليكم العبارة ولكن مشفرة:
" Waste those MotherF***ers "
يعود قائد المارينز إلى بلاده أمريكا ويتم ابتزازه بصور القتلى من الأطفال والنساء اليمنيين الذين شاعت صورهم في الإعلام الأمريكي والعالمي "تماما كما حصل مع أطفال غزة"! وتتم ملاحقته ومحاكمته، ويظهر قائد المارينز بأنه البطل الضحية الملاحق قانونيا ظلما وجورا، بينما المجرمون الحقيقيون هم الأطفال الأشرار اليمنيون والنساء الشريرات اليمنيات الذين تناقلت وسائل الإعلام صور قتلاهم وجرحاهم!
لذلك نفهم اليوم لماذا في غزة يقف البعض مع الجلاد بينما يتهم الضحية بالإرهاب!!!
أولا إن هذا الفيلم لم يكن وحيدا في فكرته أو مقصده فهو جزء من حملة إعلامية صهيونية في أفلام عديدة قبله وبعده، وإن كان هو الأشد جراءة ووضوحا!
وإذا أخذنا هذا الفيلم كمثال قوي، سنجد بأن الممثلين والشركة المنتجة ومؤلف الفيلم ليسوا شخصيات عادية في الولايات المتحدة وإنما هم يمثلون مؤسسات عملاقة وشخصيات مرموقة!
أولا بطلا الفيلم، هما نجمين من نجوم هوليود المعروفين: Tommy Lee Jones و Samuel L. Jackson وإذا كان القارئ العزيز لا يعرفهما بالاسم فهو حتما يعرفهما شكلا من خلال مشاهدته لأفلامهم العديدة المعروضة في قنواتنا العربية!!
ثانيا الشركة المنتجة وهي Paramount Pictures وهي غنية عن التعريف.
ثالثا كاتب قصة هذا الفيلم وهو James H. Webb ، فهو ليس منبوذا في أمريكا، ولا متهما ببث الكراهية والتحريض على قتل الأجانب من العرب والمسلمين والأطفال والنساء، بل هو وزير البحرية الأمريكي السابق في عهد ريجان، وسبق أن كان المساعد الأول لوزير الدفاع الأمريكي لمدة 4 سنوات، أيضا في عهد ريجان! تخيلوا هو من كبار القوم!! أما اليوم فهو سيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي، الممثل الرئيسي لولاية فرجينيا الأمريكية، أي هو الذي يساهم في رسم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وغيره، والحقيقة أن هناك كثيرون مثله يقبعون في مناصب عديدة حساسة!
إن هذه الأفلام والكثير غيرها من التي تنتجها الصهيونية تغرر بالشعب الأمريكي الطيب والمسكين، الذي في الحقيقة هو أول ضحايا هذا الإعلام الشرير، فالشعب الأمريكي لا يذهب يوم الخميس ليخزن القات في الديوان وإنما يذهب في عطلة نهاية الأسبوع ليتناول البيبسي والبوب كورن في دور السينما بعد أن يقطع تذكرة له ولأفراد أسرته أو له ولحبيبته، ثم يعود إلى المنزل وقد تم غسل دماغه بفكرة معينة في فيلم عن العرب والمسلمين سواء بصورة مباشرة أو بتأثير يقع في العقل الباطن، وعندما يفتح الأخبار عند رأس الساعة ويسمع خبر من ال CNN أو FoxNew أو غيرها من شبكات الأخبار الأمريكية تزداد الفكرة ترسخا في ذهنه! ثم إذا لا سمح الله وكان متفرغا وفتح بالانترنت موقعا لقناة الجزيرة وشاهد صور الأطفال والنساء القتلى من المسلمين في غزة! فإنه يكون محصنا من التأثير! بل وعندما يسمع اليوم عن محاولات لمحاكمة القادة الإسرائيليين فإنه يتعاطف معهم ويتذكر بطل المارينز في الفيلم الأمريكي أعلاه الذي تمت ملاحقته قانونيا بعدما ضحى من أجل بلده!
إذن علينا أن نخاطب الشعب الأمريكي الطيب، وذلك من خلال كل وسائل الإعلام، لأننا لو نقلنا لهم حقيقة من هم الأطفال الذين قتلوا في بلداننا العربية والإسلامية، وكيف قتلوا، لانتفض الشعب الأمريكي بكله معنا، وعلينا أن نسعى لإنتاج فيلم أو أفلام توضح للشعوب الغربية أن العمليات التي تنتهي بقتل أطفالنا ونساءنا سواء في غزة أو العراق أو أفغانسان أو لبنان هي عمليات إرهابية وليست عمليات دفاعية أو عمليات تحرير، وأن الجنود الإسرائيليين أو المارينز الأمريكي ليسوا أبطالا وإنما مجرمون، وأن مبررات الجيش الأمريكي أو الإسرائيلي المتكررة هي تبرير للإرهاب! وأن الدعم المالي الأمريكي لإسرائيل هو دعم للإرهاب! وأن الأفلام التي تبث مثل هذه الأفكار هي فكر الإرهاب وثقافته!
وإذا كان المستهدفون اليوم من فكرة هذا الفيلم وغيره من الأفلام هم أطفال غزة 2008 وأطفال لبنان 2006 إلا أننا كيمنيين نخشى أيضا تحقيق هذا الفيلم في اليمن خاصة وأن معظم عناصر هذا الفيلم اليوم موجودة عندنا، فالمارينز الأمريكي في شواطئ البحر الأحمر، ومشاكل السفارة الأمريكية تتكرر كل يوم، والأنباء عن احتمال عمليات ضد الإرهاب تتردد بين الفينة والأخرى، وفوق هذا فكاتب الفيلم سبق وأن كان وزيرا للبحرية الأمريكية!
"كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة"
Magdi5000@hotmail.com