الأيتام على موائد اللئام
بقلم/ دكتور/أحمد علي المعمري
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 3 أيام
الخميس 22 يناير-كانون الثاني 2009 08:40 م

ت وطئة

تعلة النفس بالآمال أرقبها

 ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

(واقع مأساوي بإمتياز)

لو إفترضنا أن كاتباً مسرحياً... أو شاعراً ملحمياً ...أو روائياً أو قاصاً ... إجتهد في كتابة نص أدبي راقي وواقعي و مبدع و حاذق

وإرتبط النص بحال غزة الإنسان والأرض والسماء ...الخوف والرعب والقتل والتدمير والتشريد ... المساكن ... والشوارع والمشاعر... الماء والهواء والمشافي ... والسهر والنوم ... أسلحة الدمار الشامل ... القنابل الفوسفورية والجرثومية ... والإنشطارية ...والخشب المتناثر في كل مكان حرق المدارس وتدمير المساجد ...وإعدام الأطفال ...إحراق القيم بإحراق أجساد النساء والأطفال ...إبادة جيل ...إخفاء أسر وعائلات كاملة وقطع صلتها بالزمان والمكان والكون ... موت من كل الجهات ...ثم يكون الدعم اللامحدود والكامل للقاتل ...للسفاح ...للمعتدي ... يكون الدعم للمبيد ضد المباد ...للمجرم ضد المغلوب إبادة لصاحب الحق ...قسوة ضد الحياة وبهجتها ...والقيم وسموها, والطفولة وبراءتها دعماً لا محدود ,وبكل الأشكال والصور ...بكل الأساليب والطرق دعماً سياسياً ومعنوياً ومادياً وعسكرياً ولوجستياً ...دعماً بالمطلق وبلا تحفظ للقاتل المجرم الإرهابي ...دعماً لمن دمر الحياة ...وسفك الدماء ... وأسال الأنهر دماً ودموعاً ...دعماً أمريكياً وأوروبياً وأممياً وعربياً ...دعماً للتدمير وبلا مبالغة ...وتأتي إجتماعات الجامعة العربية داعمة للعدوان بالصمت والتنصل وتحويل القضية أوتجبيرها إلى مجلس الأمن ...دعماً سافراً للعدوان من خلال غلق المنافذ والمعابر وشرايين الحياة ...دعماً للعدوان والسلوك التدميري بالصمت على ضرب المدارس والمشافي والمقرات الدولية ...ضرباً للإنسانية وقيمها بالصمت والغدر والسدور في الغي ...وتتوج المشاهد , بالمبادرات التي هي إلهاء ...وإعطاء دعم سياسي ومعنوي بالزيارات والإتصالات والمبادرات ...ودعم مطلق من خلال مطالبة العالم بإعادة البناء دون تحميل القاتل ...السفاح أدنى مسئولية لا مالية ولا أخلاقية ولا سياسية ولا عسكرية دعم برفض إجتماع قمة عربية بأعذار وحجج منها لزوم الوقت للإعداد والتنظيم الجيد حيناً ...وحيناً رفضاً للقمة حتى لا يصاب العرب بتمزيق آخر للوضع العربي لكن هذه الأعذار والمبررات كلها تتلاشى أمام قمة الرياض وقمة شرم الشيخ ... ويكون وقف إطلاق النار الأحادي رغم التدمير الهائل وإستمرار,التموضع والإحتلال ويأتي الأوربيون ويقولون بلا مواربة إسرائيل دولة ديمقراطية ويجب حمايتها وضمان أمنها سنحاصر البر والبحر والجو ونمنع تهريب الأسلحة ...وسنرغم قوى المقاومة على الصمت والصمت الأبدي بكل الطرق والأساليب ...ويكون الغداء في مصر الأمة دعماً للكيان الصهيوني والعشاء في قدسنا المجروح دعماً لنفس الكيان ...والكل لاهم له إلا إغلاق معابر إيقاف تهريب الأسلحة وضمان أمن إسرائيل بالمطلق ...وبينما يذهب أحباب الكيان الصهيوني ويجتمعون ويتناولون وجبات الطعام(الغداء والعشاء)وتناول نخب الشراب على ضمان سلامة وأمن إسرائيل المطلق ...في هذه اللحظة كان الشعب المنكوب في غزة يرفع الأنقاض ويجد الجثث الجماعية (مئة جثة دفعة واحدة فقط في بعض أحياء من غزة) ...وأنا أؤكدلكم ومثلها وزيادة في تل الهوى ...وأضعافها في شرق وشمال وجنوب ووسط غزة مئات الجثث مازالت تحت الأنقاض ...الدموع والدماء تسيل شلالات في غزة ونخب الخمور وقهقهات الزعماء وأحبارهم وبنوك بلدانهم كلها لدعم أمن إسرائيل .

وهنا نجد أن حال شعب فلسطين كل فلسطين وخاصة غزة المدمرة المنكوبة ...المجروحة ...المهشمة غزة المذبوحة من الوريد إلى الوريد ...تعيش كآبة ولا أحد ولا دعم مادي ولا معنوي .

لكم الله ياأهل الله في غزة ...لكم الله أيها الأبطال في زمن الجبناء ...لكم الله أيها الأيتام ...أيتها الأرامل ...أيها الآباء والأمهات المكلومين بفقدان الأحباب وفلذات الأكباد أيها المجروحون ...المتألمون ...لكم الله ...لكم الله ولن يضيعكم ...ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل

وقفة :

باسم الانسانية اجيبوني هل من الانسانية نزيف الاطفال الجرحى حتى الموت وعدم السماح باسعافهم هل من،الانسانية أن تأكل الحيوانات الاليفة وغير الاليفة جثث القتلى من الشيوخ والنساء والشباب والاطفال ، وهل من الانسانية والعقل والمنطق اماتتنا في ديارنا ثم نحن المقتولون نوصم بتهمة الارهاب .

mamarih@yahoo.com