كلمة سواء !
بقلم/ معاذ الخميسي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 25 يوماً
الإثنين 28 فبراير-شباط 2011 08:59 م

سأتجنب أي تعصب قد يجرني إلى أن أكون محاسباً أمام الله عزّ وجلّ في يوم لا ينفع فيه الندم بسبب قطرة دم سُفكت أو روح أزهقت وكان لقلمي دور في التأجيج والدفع باتجاه إيقاظ فتنة أو إشعال فتيل خلاف أو نار صراعات واقتتالات.. وما زال وارداً وممكناً أن نصل إلى ما نريد دون أن يحدث كل ذلك.

ودعوني أثني هنا على خطيب جامع الرحمة بمنطقة الجراف الغربي الشيخ إبراهيم أبو طالب الذي عرفت أنه عضو جمعية العلماء.. حيث كنت في الجمعة الماضية حاضراً لخطبتيها.. وأول ما شدني للدخول لهذا الجامع قبل أن يرفع أذان صلاة الجمعة هو الازدحام الشديد بالسيارات في الساحات المحيطة بالجامع في وقت تعودنا أن نجد أغلب إن لم تكن كل الجوامع (فاضية) إلا من عدد قليل قبل أذان صلاة الجمعة.. كما أن المصلين كانوا قد ملأوا مساحات الجامع وكثير من مساحات الدور الثاني الذي ما زال تحت تشطيبات التوسعة.. وفي هذا إشارة لا تحتاج لشرح لما يحظى به الخطيب من تقدير وارتياح وقناعة لدى من يحرصون على أن يجدوا مكاناً لهم قبل أن تبدأ الخطبة الأولى!

* بعد أن أدينا الصلاة.. أدركت ما معنى أن تكون مسئولاً وأميناً وحريصاً وأنت على منبر مهم وفي وضع صعب جداً تمر به البلاد والعباد.. لتقول كلمة الحق.. وتبرأ ذمتك من أي تقصير أو من ذنب قد يكبر وترتكبه دون أن تشعر به ولا ينفع معه أي استدراكات بعد أن يرتبط الأمر بدماء محرمة ومعصومة!!

* مما جاء في الخطبة وأتذكره.. أننا في مرحلة صعبة لابد وأن يكون للعقل فيها دور رئيسي بعيداً عن أية تعصبات للقبيلة أو للتنظيم أو لأي نوع آخر من أجل تجنيب البلاد الدخول في مرحلة خطيرة وإثارة الفتنة بحيث أن أي اشتعال لفتيلها سيحرق الجميع ممن هم على سفينة واحدة.. وأن القيادة أحسنت عندما دعت إلى الحوار.. والمشترك أحسن عندما وافق على ذلك.. وبقي أن يجلس فرقاء السياسة على طاولة الحوار!

* ما رأي من يؤججون ويسعون لإشعال الفتيل والسير بالوطن نحو المجهول الملغوم بالمخاطر..وهل الدعوة إلى الحوار أصبحت الآن مطلبا مهماً وملحاً وضروريا في ظل ما حصل خلال الأيام الماضية من صراعات بين مؤيدين ومعارضين تطورت إلى مرحلة لا تقبل السكوت بعد أن سمعنا عن قتل وطعن وضرب وحرق..ولا ندري ماذا يخبئ لنا هذا الزمن من فواجع أخرى قد تحول اليمن إلى كومة من تراب وأشلاء لا سمح الله !

لنكن واقعيين لا عاطفيين ولا مغالين في المدح وفي الذم ..وفي نقل الصورة والمشهد..ونقول ونكرر نحن في حاجة ماسة للتغيير الذي يقضي على الفساد ويطال الرؤوس التي حان حسابها تحت جرم العبث والسرقة وتصدير الاستفزازات للآخرين..ويجب أن ينصلح حال القضاء..وتنتهي حالات نهب الأراضي..وتجاهل خريجي البكالوريوس من أجل عيون خريجي الوساطات الجامدة وإنهاء معاناة طلاب التعليم العالي المبتعثين ممن عوقبوا على التزامهم بإنزال مستحقاتهم المالية..ووضع الحلول الكفيلة بمحاصرة البطون المنتفخة من المال الحرام..وإقالة المسئولين الذين يستنسخون أبناء وأقارب لهم على كرسي المسئولية في وزارات ومؤسسات وأماكن مهمة وبعض منهم لايستحي في ترفيع قريب أو صديق من موظف إلى مدير عام أو وكيل في غمضة عين.. وإراحة من يسيئون لكرسي المسئولية بعقلية ترفض مواكبة العصر أو تصنع الحواجز العالية بينها وبين الموظفين وطالبي الخدمات ومقدمي الشكاوى من المواطنين..والقضاء أولا وأخيراً على (الوساطات) التي لا أبري منها أغلب إن لم يكن كل المسئولين وأصحاب القرار وأعضاء مجلسي النواب والشورى.. وهي(القاصمة) التي تضر بنا في كثير من الاتجاهات وتؤسس للبطالة وللألم والقهر..وما يأتي بعدها..ثم يأتي من يسأل ما الذي يحصل..وكأنه لايعرف..ومع كل هذا الذي لا يمكن أن نتجاهله نحن بحاجة الآن وقبل غد للحوار..وكلمة سواء!!