اليوم العظيم
بقلم/ معاذ الخميسي
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 17 يوماً
السبت 11 يوليو-تموز 2009 08:59 ص

- عندما يأتي يوم السابع من يوليو من كل عام تأخذني الذاكرة إلى تلك الأيام العصيبة التي عشناها في بداية الشهر الخامس من العام 1994م وإلى بداية الشهر السابع من نفس العام.

- شهران كاملان.. عشنا خلالها تفاصيل كثيرة مهمة.. وأهمها على الاطلاق ذلك الالتفاف الجماهيري الكبير حول الحلم الذي أصبح حقيقة «الوحدة الوطنية»، والوقفة الشعبية العظيمة التي أكدتها كل فئات الشعب من كل أرجاء اليمن مع الوحدة الغالية.. ومع الأمن والاستقرار.. ومع الإخوة والمحبة.. ومع اليمن الواحد.. القوي بأبنائه.. وخيراته.. وبقائده صانع الوحدة ومحقق التطورات والنجاحات.

- كانت الصورة عميقة الدلالات.. وعظيمة المعاني.. والجميع كباراً.. وصغاراً.. يقدمون أنفسهم فداء للوحدة الخالدة أمام أولئك المرتزقة الذين أرادوا ليمننا الشتات والفرقة من جديد.. وكشفهم الله سبحانه وتعالى بمخططاتهم الانفصالية.. وبمشروعهم التآمري.. وبأحقادهم على الوطن والمواطن.. وباستمرارهم في غيهم وأمراضهم..

- ذلك الدعم الشعبي الكبير.. والالتفاف حول القائد.. والوحدة المباركة.. أكد أن لا خيار غير المحافظة على أهم المنجزات.. وأن لا رجعة عن وحدة شعب ووطن.. ومصير أمة..

- وما أبلغها من صورة عندما كانت تتوجه قوافل الدعم والمساندة الشعبية من كل المحافظات لمن يدافعون عن الوحدة ويقدمون أرواحهم.. ودماءهم الطاهرة لحمايتها من أخطار قوى الردة والانفصال.

- وليس أجمل. ولا أروع.. من تلك الزغاريد.. والرقصات التلقائية.. والاحتفالات البسيطة التي اسُتقبل بها أبطال الوحدة في عدن والمكلا وأبين وغيرها من المحافظات.. وعبرت عن مدى فرح أبناء شعبنا بترسيخ الوحدة وحمايتها من المتربصين والمتآمرين.

- يومها.. كنت معايشاً للمواجهات ضد قوى الردة والانفصال.. وأصحاب المشاريع التآمرية.. وفي الطريق إلى المكلا كنا نجدهم يتساقطون سريعاً ولا يتمكنوا من المقاومة.. لأن كثيراً ممن جاءوا بهم للمواجهة غرقوا عليهم واقحموهم في مالا يريدونه.. ولا يرضونه.. ولا يمكن أن يقبلونه.

- في كل يوم كانت المجاميع التي تهرب كثيرة.. وكان كثير منهم يتقدمون ليتمكنوا من الهرب والانضمام إلى صفوف أبطال الوحدة والمدافعين عنها..

- سمعت آنذاك.. حكايات كثيرة.. ومعاناة أكثر.. وأكبر.. وكل من تمكن من الهرب كان يحكي تفاصيل مؤلمة عن المعاملة التي كانوا يُعاملون بها.. وكيف أنهم أجبروا على القتال بعد أن لاحقتهم دوريات عسكرية إلى منازلهم.. والشوارع لأخذهم بالقوة.

- وتتجلى صور الشجاعة والبطولات في الدفاع عن الوطن ووحدته عندما يسكن أولئك الشباب الذين غرر بهم روح الولاء والانتماء لهذه التربة الطاهرة ويتحولون إلى صفوف المدافعين عن الوحدة ويشكلون نقطة حاسمة ويقدمون أروع صور الفداء والتضحية.

- وبمقدار ما كنا نلمسه من ترحيب واحتفالات في عيون الكبار ووجوه الصغار.. كنا ندرك أن الخوف كان يجتاحهم من عودة زمن الصراعات والتصفيات.. والقلق يؤرقهم من أولئك الذين أرادوا التشطير والانقلاب على الوحدة ليعودوا إلى اختلافاتهم ولإذاقة الناس ويلات الصراعات والتصفيات الجسدية التي اعتادوا عليها بدم بارد.

- وما لا أنساه في تلك الأيام ما كان يصل من العون والمدد الشعبي.. وما كان نجده مع قافلات المساندة من تعابير جميلة.. وكلمات كان لها مفعول كبير في القلوب وهي تشد من الأزر وتحفز وتشجع لمواصلة السير باتجاه إخماد فتنة الردة والانفصال.

- «الكعكة» التي وصلت إلى يديّ ذات صباح يوم وحدوي ونحن في خط المكلا كان مكتوب عليها عبارة «لا تأكلها إلا في عدن».. ما أعظمها من عبارة.. وما أقواها من مساندة.. تدفعك لأن تحتفظ بالكعكة وأنت تسرع باتجاه المحافظات التي تمركز فيها الانفصاليون.. لتزف البشرى.. بأن لاخوف.. ولا قلق.. على الوحدة الغالية.

- ومثلها كثير.. منها ما هو مكتوب عليها «الله معكم».. ومنها «الوحدة أو الموت».. ومنها «أنتم الأبطال» ومنها «النصر حليفكم».. ومنها «عين الله تحرسكم».

- رسائل أخرى.. وجدها كثيرون مع المعلبات. وكلها جسدت عظمة المساندة الشعبية.. ومنحت جند الوحدة المعنويات العالية في ظل هدف غالٍ وثابت وطني لا مجال فيه للتهرب أو التخاذل.

- يوم السابع من يوليو.. يوم عظيم.. تخلص فيه شعبنا من مشروع تأمري كان يريد للبلاد التشرذم وللعباد التناحر.. وهو يوم خالد ارتبط بابهى صور التلاحم والأصطفاف والالتفاف الشعبي حول القائد.. ومع الوحدة.. ولقن دُعاة الانفصال درساً لا ينسى في معركة الدفاع عن الوحدة.. والوطن ومكتسباته..

- وبالتأكيد هذا اليوم هو الرسالة التي ستظل خالدة تؤكد لمن ظهروا من جديد بمشاريع تأمرية جديدة.. انهم يحلمون.. وأن الوحدة ستظل خط أحمر.. وأن الشعب اليمني سيحميها بالدم كما فعل في صيف عام 1994م

- وهو يوم.. بالتأكيد يقودنا إلى أن نحيي أبطال الدفاع عن الوحدة.. ويذهب بنا إلى أن نردد من جديد مقولة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. الوحدة أو الموت!

moath1000@yahoo.com