آخر الاخبار
القانون الكارثة .. يحذر إلا الذات الرئاسية فإنها خط احمر
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
الجمعة 24 أغسطس-آب 2007 08:16 م

مأرب برس – خاص

المستبدون دائما مصابون بمرض "بارانويا وهو مرض كما عرفه احدهم (يشعر فيه المرضى بأن الآخرين يصرفون كل جهدهم من اجل التأمر عليهم) وتسيطر عليهم هواجس أن الجميع يتآمرون عليهم حتى أولئك الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة وبطرق سلمية هم متآمرون ,,فكلما ازداد استبدادهم وظلمهم وغيهم زاد خوفهم وخصوصا إن الناس بدأوا ينتفضون في مختلف محافظات الجمهورية بأنفسهم دون دعوة من احد ..مظاهرات واعتصامات وإضرابات مازاد خوفهم من القادم المجهول ومن اجل الحفاظ على بقاءهم كان هذا القانون ذي الــ14 مادة التي ستقضى على ماتبقى من الهامش الديمقراطي ..إنها الفضيحة المدوية لنظام ظل طيلة 17 عاما يتغنى بديمقراطيته.

القانون الذي وصفه قانونيون بالكارثي فعلا كارثي ويعود بنا إلى ماقبل دولة الوحدة, ووفقا لما جاء فيه فانه على أحزاب اللقاء المشترك أن تظل أحزاب هامشية لادور لها والمواطنين يرضون بواقعهم المرير وأبناء المحافظات الجنوبية من المقاعدين قسرا لايحق لهم المطالبة بحقوقهم وان يكف الصحفيين من تناول قضايا الناس وتشجيع من يعبرون عن رأيهم بطرق سلمية "المظاهرات أو الاعتصامات أو الإضراب" وفي حال عبر هؤلاء عن رأيهم بمظاهرة أو اعتصام يمكن أن يدخل رجال امن بزي مدني ويقومون بأعمال شغب وبعدها يعاقب المتظاهرين. والاهم هو لايجوز المساس برئيس الجمهورية. 

إذا هي دعوة صادقة وهامة لكل الناشطين والحقوقيين والصحفيين وقبلهم أعضاء مجلس النواب والشرفاء من الحزب الحاكم وأبناء الشعب لرفض وإسقاط هذا القانون المخالف للدستور اولا والذي يسعون من خلاله حماية فخامته ثانيا! كل هذا اللف والدوران وأربعة عشر مادة فقط من اجل مادة واحدة هي عدم المساس بشخص الرئيس.

هي فضيحة أخرى من فضائحهم والنظام كعادته لابد أن يتحفنا كل عام ببدعة جديدة تارة بتعديل بعض مواد الدستور وتارة أخرى بقانون جديد للصحافة وهاهو ألان يتحفنا بقانون أخر يكمم الأفواه ويقمع الحريات.

شخص الرئيس مقدس, خط احمر.. والذات الرئاسية أقدس من أعراض وأموال ودماء الناس التي أصبحت مباحة , الصحفيات والناشطات أعراضهن في صحف الابتذال مباحة ولم يأت قانون خاص يجرم هذا الابتذال بل ويمول من قبلهم , وانيسه الشعيبي عرضها استبيح وسعيدة التي اغتصبت ومن ثم قتلت في محافظة الحديدة من قبل مرافقي متنفذ ,عرضها وحتى دمها كانا مباحين,حرمة منزل الزميل عبد الكريم الخيواني حين اقتحمه الأمن القومي كان مباح وكذلك مقر صحيفة الوحدوي والشارع كل شيء في هذا الوطن مباح "الأرض والعرض والدم والمال" إلا الذات الرئاسية حذاري الاقتراب منها فإنها خط احمر لايجوز المساس به وإلا فانك في حال اقتربت أو تعديت ذلك الخط تكون قد ألقيت بنفسك إلى التهلكة.

هذا القانون جاء من اجل حماية فخامته لا اقل ولا أكثر وإذا ما اقر فإننا يحق لنا بعدها أن ننعي الديمقراطية ونقرأ الفاتحة على حرية الرأي والتعبير التي هي أصلا تعاني من موت سريري وجاء القانون ليطلق عليها رصاصة الرحمة.

كما قلنا وكررنا إن الوطن وطننا ووحدته لايجوز المساس بها , نحن ننتمي لهذا الوطن لكننا لاننتمي لنظام مستبد ومعارضتنا له لاتعني خيانتنا لأرضنا وشعبنا أو إننا دعاة انفصال كما يحاولون الترويج له! والانتماء للوطن وحبه أسمى واهم من أي قانون. .. نحن ننتمي لهذا الوطن ووحدته نضحي من اجلها لأنها الحلم الذي تحقق بعد سنوات من المعاناة ولكن نطالب بحقوق المواطنين, حقوق المقاعدين قسرا وحقوق من نهبت أراضيهم وتعويض من تضرروا من حرب 94م.. قبل أي قانون امنحوا الإنسان اليمني حقه.لانريد الدولة المثالية التي نادي بها الفلاسفة لأنه لاوجود للدولة المثالية في الواقع لكن نريد ابسط حقوقنا..فقط أعطوا الناس حقوقهم ,والعدالة الاجتماعية كفيلة بأن تحمي الوحدة وحتى النظام.. العدالة قبل القانون المقيد للحريات والمكمم للأفواه

العدالة ستجعل المواطن اليمني يدافع عن بلده ويضحي من اجلها أما وطن أهدرت فيه كرامته وانتهكت حقوقه وسلب ماله وغابت العدالة لن يدافع عنه هناك مقولة أنا اتفق معها تماما لأحدهم لا أتذكر من هو تقول "إن الاستبداد يحول المجتمع إلى جثة هامدة يستطيع النيل منها كل من أراد من الأعداء المتربصين وفي ظله يصاب أصحاب القدرات بالسلبية والتشاؤم" فلتعوا هذا وكلما ازداد الضغط على المواطنين وكلما ازداد جوعهم أصبح الوضع مهدد بالانفجار وحين يثور الجياع لن توقفهم قوانينكم ولا عصيكم ولا بنادقكم ولا دباباتكم وأننا ننذركم يوم ينتفض الجياع و ستندمون حينها ..

وندعو النظام دعوة صادقة هي دعوة الجائعين والمظلومين إذا لم تطعمنا وإذا لم تكسنا وإذا لم نأمن في ظلك على حياتنا وأولادنا وممتلكتنا إن وجدت فلما أنت باق؟ من اجلنا من اجل الوطن ووحدته وأمنه واستقراره من اجل اقتصاده "نسألك الرحيلا"