المليشيات الحوثية تجبر طلاب المدارس على زيارة روضة الشهداء بمحافظة الضالع مباحثات سعودية أمريكية بخصوص السودان وتداعيات المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتحاد الادباء وصف رحيلها بالفاجعة .. اليمنيون يودعون الكاتبة اليمنية المتخصصة بأدب الطفل مها صلاح بعثة النادي الأهلي بصنعاء تصل مدينة صلالة بسلطنة عمان بن وهيط يناقش مع رئيس المنطقة الحرة بعدن استيراد المعدات والآلات الخاصة بتوزيع الغاز المنزلي وفق المعايير العالمية خبراء: تعنت الحوثيين أوصل السلام في اليمن إلى المجهول المليشيات الحوثية تعتدي على مسؤول محلي بمحافظة إب رفض جبايات مالية الموت يفجع الديوان الملكي السعودي القوات المشتركة تفشل تحركاً غادرا للمليشيات الحوثية بمحافظة الضالع عاجل: عملية اغتيال غادرة طال أحد المشائخ وسط العاصمة صنعاء بنيران حوثية
مأرب برس - خاص
في عددها الصادر عشية انعقاد مؤتمر المانحين تفاءلت الصحيفة الرسمية الأولى في الجمهورية إلى درجة الجنون ، حيث أسهبت كلمتها – التي توحي لقارئها أنها خرجت من دهاليز القصر- في الحديث عن (المستقبل الجديد) الذي ليس ينتظر اليمن وحسب ، بل وسيعم بخيره الجزيرة والخليج – حسب الثورة- وذلك فور انتهاء جلسات مؤتمر المانحين بالعاصمة البريطانية (لندن) ، وأدعو القارئ أن يتأمل هذه الفقرة من كلمة الثورة :
"وعشية السفر إلى المستقبل الجديد والأزهى للجزيرة والخليج ، أجرى الأخ الرئيس مباحثات هاتفية مع إخوانه رئيس دولة الإمارات وأمير الكويت ... إلخ"
وأفرطت كلمة العدد رقم (15343) من صحيفة الثورة في تفاؤلها إلى الحد الذي جعلها تصف مؤتمر المانحين (قبل انعقاده) بالحدث والمنجز التاريخي الذي يُضاف إلى قائمة إنجازات حكومة الحزب الحاكم ، فقد قالت في موضعٍ آخر من كلمتها ما نصه :
" ويشاء القدر الجميل والسعيد لمنطقتنا أن يشترك أو يتشارك قادتنا جميعهم في تدشين وصنع ما نحن مقبلون عليه من حدثٍ ومنجزٍ تأريخي "
وفي ختام كلمتها الرصينة تذكرنا ثورتنا بكل ثقةٍ "أن من حقنا أن نحتفي وباعتزازٍ بما نحن بصدده من إنجازٍ باهرٍ تعمُّ إشراقاته المدى الكامل للتأريخ والجغرافيا" .
ولا أدري ماذا بقي لنا من عزة نحتفي بها وقد أهدرنا ماء وجوهنا بالتسول على مائدة لندن نشحذ من المؤتمرين فتات موائدهم .
عندما قرأت هذه الكلمة وأنا أتناول وجبة إفطاري التي تتكون من كأس من الشاي وسندويتش يسمى (مجنونة) قلت بصوت مسموع وبلا شعور (فعلاً مجنونة) ، إلتفتت إلي الأنظار ظانّةً أنني أتناول المجنونة لأول مرة ، ومن غرابة طعمها صرخت تلك الصرخة مؤكداً أنها تستحق اللقب عن جدارة .
تساءلت في نفسي عقب قراءتي لكلمة الثورة :
- هل فعلاً ؛ مستقبلنا معلق بهذا المؤتمر ؟
- هل فعلاً ؛ ستدخل اليمن والجزيرة والخليج مع شعوبها (أو بدونهم) مستقبلاً جديداً فور انتها هذا المؤتمر ؟
- أحقاً كما ذكرت "الثورة" التي لا تكذب أبداً !!! .. ولا تبالغ أبداً !!! .. أننا أمام تحوُّل ومنجزٍ تأريخي تعمُّ إشراقاته المدى الكامل للتأريخ والجغرافيا والانسان والجو والبر والبحر ، وتبلغ إشراقاته ما تحت الثرى ؟
- أهو حقاً ما تقول (ثورتنا) ؛ أننا سنغنى بعد فقر ... ونشبع بعد جوع .. ونأمن بعد خوف .. ونصحَّ بعد مرض .. ونعلمَ بعد جهل .. ونعزَّ بعد ذل ؟!
أحقاً ؟!
ولمَ لا ؟!
ياااااااه ... ما أسعدني ... وما أسعدَ حظي حين جعلني الله مواطناً يمنياً ؟!!
لا أخفيك سراً أخي القارئ : أن عدوى التفاؤل سرت في عروقي بعد قراءتي لكلمة الثورة (فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) ، تفاءلت .. وتفاءلت .. إلى حدِّ الطمع (وأعوذ بالله من الطمع ) ، ونمت عشيتها (عشية انعقاد المؤتمر) وليتني ما نمت ، فقد حلمت ليلتها أحلاماً (محظورة) ، ولو علمت الأجهزة الأمنية أنني أحلم مجرد حلم أن أحلم بها لقذفتني في زنازينها ما تبقى لي من عمرٍ في هذه الحياة ، فكيف بمن يحلم بها فعلاً ؟!!
ولكنني حلمت بهذه الأحلام على حين غفلة من الأجهزة الأمنية ، فقد رأيت فيما يرى النائم :
المشهد الأول : رأيت أنني تلقيت ظرفاً مختوماً مكتوباً على وجهه ( عناية الأستاذ القدير / رياض يحيى الغيلي مع وافر التحية ) ، مزقت الظرف في عجلٍ لأعرف ما بداخله فإذا بي أقرأ الرسالة التالية :
"بعد النجاح الباهر لمؤتمر المانحين المنعقد قبل ستة أشهر في العاصمة البريطانية (لندن) ، والذي حققت فيه بلادنا بقيادة فخامة الرئيس / علي عبد الله صالح أكبر منجز في تأريخ الأمة اليمنية ، وتنفيذاً لوعودها أبناء الشعب اليمني بالرفاهية والمستقبل الواعد ، وكخطوة أولى في سبيل ذلك تتشرف الحكومة اليمنية ممثلة بالهيئة العليا لرفاهية المواطن أن تدعوكم لاستلام صك منزلكم الجديد الذي يقع في حي المستقبل الجديد الذي يضم عشرة آلاف وحدة سكنية مزودة بالخدمات المجانية والأثاث الفاخر ، وقد تم منحكم هذا المنزل بصفتكم أحد الموظفين بالجهاز الإداري للدولة .. أملين أن ينال المنزل إعجابكم ، ونحوز على رضاكم . ... وشكراً "
بعد تسلمي لصك المنزل ، توجهت إلى المؤجر الذي يسحب مني راتبي نهاية كل شهر ، وناولته مفتاح شقته بكل أنفة ، ورأيت في وجهه الغيظ والحنق لأول مرة ، وحملت أمتعتي وأهلي وأولادي لنتعرف على منزلنا الجديد في حي المستقبل الجديد .. ولجنا الحي (وكأننا في حلم!!!) فلن يستطيع قلمي وصف نظامه ، ولا وصف نظافته ، ولا وصف مرافقه وخدماته ، مساجد ، ومدارس ، ومستشفى ، وحراسة ، وحدائق ، ومتنزهات ، ... إلخ .
وما هي إلا لحظات قادنا فيها مرشد الحي إلى منزلنا ... ولما رأيناه ، ذُهلنا ودُسنا أقدام بعضنا ونحن ندور بأعيننا في المنزل وقلنا : حاش لله ما هذا منزلاً ، إن هذا إلا قصرٌ منيف !!
دخلنا المنزل الذي فُتحت بوابته أتوماتيكياً وسرنا في حديقته بسيارتنا لمدة ثلاث دقائق إلى أن وصلنا إلى الباب الرئيس للقصر مررنا خلالها بالمسبح والممرات والمرافق والاستراحات الشمسية وكراجات السيارات والملاعب المختلفة للصغار والكبار !!
أما المنزل (عفواً القصر) فقد كان قصراً بما تعنيه الكلمة !! خررنا لله ساجدين ودعونا لحكومتنا شاكرين على جهودها في ترفيه مواطنيها ، ودعونا الله أن يحمينا من عيون الحاسدين ، فكل ذي نعمة محسود ، ونحن والحمد الله أنعم الله علينا بحكومة رشيدة أدام الله عزها إلى أبد الآبدين .
القصر فيه من الغرف والصالات ما يكفي قبيلة ، وفيه من الأثاث ما يشبع العين ، ويسعد القلب ، حتى الثلاجة الكبيرة التي كانت تحلم بها أمي هاهي تملأ المطبخ المترامي الأطراف.
عزيزي القارئ : لا توقظني من أحلامي ... حتى أستكملها معك في اللقاء القادم .