آخر الاخبار
مفهوم المؤامرة: الفلسفة السياسية لجوليان اسانج
بقلم/ م //صفوان سلام البناء
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 14 يوماً
الأربعاء 15 ديسمبر-كانون الأول 2010 05:44 م

ترجمة لخلاصة مقالات جوليان اسانج التي عرض فيها فلسفته السياسية التي أنشأ على أساسها مشروع ويكيليكس، والمقالات هي:

  1. الدولة والمؤمرات الارهابية، 10 نوفمبر 2006 
  2.  المؤامرة والحكم، 3 ديسمبر 2006 
  3. الآثار اللا خطية للتسريبات على أنظمة الحكم الجائر، 21 ديسمبر 2006

  وينقسم هذا العرض إلى ثلاثة أجزاء.

  1. 1.      ماهي المؤامرات وكيف تتشكل.
  2. 2.      وجهة نظره حول السبب في أن المؤامرات مضرة بالضرورة.
  3. 3.      حجته في أن التسريبات هي السلاح الأمثل لتفكيك المؤامرات.

1. ما هي المؤامرات وكيف تتشكل؟

أحد الأهداف الأساسية لمشروع اسانج هو تفكيك ما يسميه "المؤامرات". و"المؤامرة" عنده لا تعني المعنى المعتاد لأناس يجلسون في غرفة للتآمر.. للقيام ببعض الجرائم أو الحيل. فهو يرى أن من الممكن تماما أن تكون هناك مؤامرة لايكون فيها أي شخص على علم بأنه جزء منها أو متورط فيها. كيف يكون هذا ممكنا؟

يمكن توضيح الفكرة الأساسية من وجود مؤامرة من دون وعي المشاركين فيها بها، من خلال بعض الأمثلة. لنفترض أن لديك معلومات ذات قيمة – ولنقل مثلا أنها معلومات سرية حول الوضع المالي لشركة ما. إذا قمت على الفور بنشرها على الملأ من دون القيام بإجراءات بناء عليها، فإن هذه المعلومات لن تساوي شيئا بالنسبة لك. وإذا احتفظت بها لنفسك فقد لا تستفيد منها بشكل كامل. أما من الناحية المثالية، فقد ترغب في البحث عن شخص ما يمكنك أن تبادل المعلومات معه، مع التأكد من أنها ستبقي في نطاق محدود نسبيا حتى تحتفظ بقيمتها.

 لنقل انني ذلك الشخص ولدي معلومات مماثلة، وأننا تبادلنا تلك المعلومات. يمكنك أيضا تبادل المعلومات مع أصدقاء آخرين، كما يمكنني أن أحذو حذوك. في كل حالة على حدة قمنا ببساطة بتبادل معلومات لمصلحتنا، ولكننا أيضا وفي أثناء ذلك قمنا ببناء شبكة من تجار المعلومات الذين، من المأمول، أن يحتفظوا بها في نطاق ضيق نسبيا وأن تعود عليهم بشيئ ذي قيمة. قد لا نعرف مدى نطاق هذه الشبكة، بل وقد لا ندرك حتى أننا جزء من شبكة، ولكننا فعلا كذلك، وهذه الشبكة تشكل مؤامرة. لم يجلس أحد للاتفاق على تشكيل شبكة من تجار المعلومات السرية -- الشبكة نشأت بطبيعة الحال وظهرت بمجرد إجراء الصفقات الفردية لكل منا. ويمكن القول أن الشبكة هي خاصية ناشئة عن هذه الصفقات.

ولا يشترط في مثل هذه المؤامرات الناشئة أن تقتصر على عالم الأعمال. لنفترض أنني صحفي أود الحصول على بعض الأخبار الساخنة لكي أعد مقالا او تقريرا. ووافقتَ على أن تعطيني معلومات سرية، ولكنك تقوم بذلك على أساس أنك وشبكة الأصدقاء ستعمل على المعلومات الخاصة بك قبل إعطائها لي، و قبل أن تصبح لا قيمة لها بعد نشرها. وبهذا احصل على السبق الصحفي الخاص بي، وتحصل أنت على التحكم في الظروف التي تُقدم فيها المعلومات للجمهور. أنني كمراسل، أصبحت الآن جزء من مؤامرة من دون أن أدري. فقد شاركت في المؤامرة من خلال احترام الأسرار التي ترغب الشبكة في الاحتفاظ بها، وعلىّ ألا أنشرالأسرار (والتضليل أحيانا) إلا عندما يكون من مصلحة الشبكة القيام بذلك. لقد أصبحت جزءا من الشبكة، وبالتالي جزءا من المؤامرة.

ولا يشترط في هذه الشبكة أن تبدأ كمؤامرة. لنفترض أن لدينا منظمة (وزارة خارجية مثلا) وأدت بعض رسائلنا إلى رد فعل سلبي أو إحراج السياسي. بطبيعة الحال، نريد تجنب مثل هذه الاحراجات ، لذلك علينا أن نبدأ في التواصل في الخفاء. يضع جوليان الصنج هذه النقطة على النحو التالي:

" ما أن تكتشف الخطط التي تساعد الحكم الاستبدادي حتى تحمل على المقاومة. وبالتالي يتم إخفاء هذه الخطط من قبل القوى الاستبدادية الناجحة. وهذا يكفي لتحديد سلوكهم التآمري. " [المؤامرة و الحكم"، ص 3]

مثال آخر لتوضيح فكرة المؤامرة. لنفترض أن زعيم دولة ما يريد من الولايات المتحدة مثلا أن تتخذ إجراءات قوية ضد دولة اخرى. لو يعلم الناس أن هذا الزعيم لديه مثل هذا الموقف فقد يكون هناك رد فعل سلبي سياسي قوي وربما مقاومة (أومخاطر سياسية محتملة بالنسبة له)، ومن هنا يجري محادثاته مع الولايات المتحدة في الخفاء. لقد أصبح بذلك جزءا من مؤامرة.

هذه أمثلة تظهر السمات الأساسية لما يلزم أن تكون مؤامرة -- السرية وتبادل المعلومات داخل شبكة مغلقة. من المهم أن نشدد على أن هذه مؤامرة، بالمعنى اللغوي الأصلي 'للتآمر' -- كما في "التنفس مع" أو "التنفس معا ". الأفراد يتصرفون بتوافق، سواء عن طريق خطة أو لا، والسرية تضمن أن فوائد الشبكة تتراكم لصالح هؤلاء الذين داخل الشبكة لا خارجها.

يستعير هذا المفهوم من بعض الأعمال الحديثة في نظرية الشبكات، والمنظومات الناشئة، وأنظمة المزامنة الذاتية. لنبدأ مع نظرية الشبكات، وتوضيح جوليان نفسه للطريقة التي تعمل الشبكة من خلالها.

سوف نستخدم نموذج الرسوم البيانية المتصلة باعتبارها وسيلة لتطبيق قدرتنا على التحليل المنطقي المكاني للعلاقات السياسية. أولا لنأخذ بعض المسامير ("المتآمرين") ونطرقها على لوحة عشوائيا. ثم نأخذ خيوط ("الاتصالات") ولفها من مسمار إلى مسمار دون انقطاع. سندعو الخيط الذي يربط بين مسمارين رابطا. الخيوط المتصلة دون انقطاع تعني أن من الممكن الذهاب من أي مسمار إلى أي مسمار آخر عن طريق الخيوط والمسامير الوسيطة... المعلومات تتدفق من متآمر إلى متآمر. لا يثق كل متآمر بكل من المتآمرين الآخرين أو لا يعرف كل متآمر آخر رغم أنهم جميعا متصلين ببعض. البعض منهم على هامش المؤامرة، والبعض الآخر في مركزها يتواصلون مع العديد من المتآمرين، بينما آخرون قد لا يعرفون سوى اثنين من المتآمرين ولكنهم يشكلون جسورا بين أقسام هامة من تجمعات المؤامرة... [المؤامرة و الحكم ، ص 2]

وغالبا ما يكون المتآمرون فطنين، بالنسبة لبعض الثقة، والاعتماد المتبادل، في حين يقول آخرون القليل. المعلومات الهامة تتدفق في كثير من الأحيان من خلال بعض الروابط، والمعلومات التافهة من خلال روابط أخرى. لذلك سنوسع نموذجنا البسيط للرسم البياني المتصل لكي يشمل لا الوصلات فقط ، ولكن "الأهمية" أيضا.

بالعودة الى مثال اللوحة والمسامير، تخيل حبلا سميكا بين بعض المسامير وخيطا رفيعا بين أخرى. لنسمي سُمك أو ثقل الخيط أو الحبل أهمية الرابط ووزنه. بين المتآمرين الذين لا يتواصلون أبدا الوزن صفر. "اهمية" الاتصالات التي تمر عبر رابط من الصعب تقييمها مسبقاعلى نحو استدلالي، لأن قيمتها الحقيقية تعتمد على نتيجة المؤامرة. نقول ببساطة أن "أهمية" التواصل يساهم في وزن رابط في اكثر الطرق وضوحا، وأن وزن رابط يتناسب مع مقدار الاتصالات الهامة التي تتدفق عبره. المسائل حول المؤامرات بشكل عام لا تتطلب منا ان نعرف وزن أي رابط، لأن ذلك يتغيير من مؤامرة لمؤامرة. ["المؤامرة و الحكم" ، ص 3]

ما يصفه جوليان هنا هو ما يمكن أن يسميه منظرو الشبكات "الشبكة غير المقيدة بوزن". وهي ليست شبكة ذات وصلات موزعة بالتساوي، ولكنها مصممة بشكل يشبه خريطة رحلات الطيران، مع حفنة من المحاور المتصلة بشكل وثيق بالمراكز (ليس واحدا ، ولكن عدة). وهذه الشبكات ذات مرونة عالية (الانترنت هو أيضا مثل هذه الشبكات، كما هو العقل البشري) لأنه لا يمكن تدمير الشبكة من خلال تدمير العقد بشكل عشوائي؛ سيتطلب الأمراستهداف المحاور بعناية ( سنتعرض لنقطة تفكيك الشبكة واغلاقها بعد قليل) .

نقطة واحدة لا يتحدث جوليان عنها مباشرة هي الطريقة التي يتمتع بها أعضاء في الشبكة -- وخصوصا الأعضاء ذوي الوصلات الأكثر ثقلا وتأثيرا -- بتدفق معلومات مكثفة بين بعضهم البعض. على سبيل المثال، فإن اثنين من "المتآمرين" الذين يتبادلا عادة الكثير من المعلومات مع بعضهم البعض لن يتبادلا مجرد معلومات ولكن قد تتطور العلاقات الاجتماعية بينهما بشكل جيد نتيجة لذلك. وهذا يشير إلى إمكانية انجرارالمواقف.

والانجرار مصطلح في علم النفس يشير إلى الطريقة التي يتوافق بها الاشخاص مع بعضهم البعض. قد يتوافقون في الطريقة التي يتحدثون بها أو في كيفية استخدام المصطلحات أو في مواقفهم السياسية؛ الناس الذين يقضون بعض الوقت معا يبدأون في التفكير بطرق مشابهة. ما يثير الاهتمام في هذه الحالة هو أن الشبكة المغلقة تصبح نظاما تنتشر فيه المواقف وتتطبع داخل الشبكة، أعضاء الشبكة تصبح لديهم قيم مشتركة. في شبكة قائمة قد يكون تقاسم القيم المطلوبة شرطا مسبقا لدخول الشبكة. ولأن الشبكة مغلقة فإن المواقف المشتركة في الشبكة لا يشترط، وربما لن تكون في تناغم مع من هم خارج الشبكة.

الأمر الآخر الذي ينبغي أن يفهم عن المؤامرات من هذا القبيل هو أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء. وبما أن الشبكة معقدة ومترابطة فإن اسانج يراها في شكل نظام معالجة معلومات قائم بذاته:

"المؤامرات أجهزة معرفية. وهي قادرة على أن تتجاوز في التفكير نفس المجموعة من الأفراد الذين يتصرفون فرادى. المؤامرات تأخذ معلومات عن العالم التي تعمل فيه (البيئة التآمرية) ، وتمررها عبر المتآمرين ومن ثم تتصرف بناء على النتيجة. ويمكننا أن نرى المؤامرات كنوع من جهاز يحتوي المدخلات (المعلومات حول البيئة)، وشبكة المعلوماتية (المتآمرين وصلاتهم مع بعضهم البعض) والمخرجات (الإجراءات التي يتوخى منها تغيير البيئة أو الحفاظ عليها)". ["المؤامرة والحكم " ، ص 3]

 

2. السبب في أن المؤامرات مضرة بالضرورة

لماذا تمثل الشبكات المغلقة إشكالية؟ هل هي سيئة؟ ولماذا تكون المؤامرات ضارة بالضرورة؟ ما هي المشكلة في المؤامرات؟

الشبكات المغلقة موجودة بمعنى ما في كل مكان. تنشأ المشاكل عندما تصبح هذه الشبكات قوية للغاية، لأنه أيا كانت نوايا الأفراد الموجودين في الشبكة، الشبكة نفسها تتكيف على النحو الأمثل لكي تنجح، ليس لصالح من هم خارج الشبكة بل لصالح اعضائها. مرة أخرى، ليس هذا بحسب تصميم، وإنما هي مجرد خاصية ناشئة من هذه النظم أن تعمل على هذا النحو. تحالف المجمع الصناعي العسكري مع الكونغرس هو من هذا النموذج. الناس الذين لا يعملون لصالح العقد المجاورة في الشبكة سوف يلفضهم النظام في نهاية المطاف لأن العقد المجاورة ستقلل الإتصال بهم. وأولئك الذين يعملون بالتنسيق مع العقد المجاورة أو المتآمرين المجاورين سيشكلون علاقات أقوى، وسوف يستفيدون من المعلومات والحاجيات المالية التي يحصلون عليها من خلال المشاركة في الشبكة. وينطبق هذا حتى على هوامش الشبكة. المراسلون الذين ينتهكون ثقة العقد المجاورة لهم في الشبكة سيتم عزلهم من الشبكة -- ولن يحصلون على المزيد من السبق الصحفي أو الأخبار الساخنة.

كل هذا يبدو جيدا إذا كنت في الشبكة. ولكن إذا لم تكن في الشبكة فمن الواضح أنك لن تستفيد. قد يعتقد بعض المتآمرين في شبكة ما انهم يعملون لصالح الغير (الأفراد في القوات المسلحة/ المؤسسات الصناعية/ أعضاء البرلمان قد يفكرون أنهم يتصرفون لصالح الشعب، ولكن هذا ليس أكثر من خداع الذات) ، إنهم يتصرفون في الواقع لصالح الشبكة.

وحتى لو كنت عضوا في الشبكة فليس من الواضح أنك ستستفيد في نهاية المطاف إلا من خلال الطرق الظاهرة للحصول على السلطة والثروة -- تكلفة هذه الصفقة الفاوستية [في مأساة فاوست يستعيد جوته الأسطورة الألمانية التي يبيع فيها ساحر خيميائي روحه للشيطان في مقابل السلطة والمعرفة. ويُستخدم تعبير الفاوستية لوصف هذا الترتيب الذي يستسلم فيه شخص طموح مضحيا بالنزاهة الأخلاقية من أجل تحقيق القوة والنجاح] هي أنه يجب على المرء أن يستسلم إبداعيا ويضحي بابداعيتة الخاصة . يتحدث جوليان اسانج عن مثل هذه الشبكات/ المؤامرات التي تعمل ضد "إرادة الشعب في معرفة الحقيقة والحب وتحقيق الذات"، وهنا يمكن التكهن أنه يعني أن أعضاء المؤامرة لا يعملون من أجل حب الآخرين أو للبحث عن الحقيقة خارج الشبكة وإنما يتصرفون من أجل بقاء هذه المؤامرة/ الشبكة. إذا لم تتصرف لضمان صالح الشبكة فإن الشبكة سوف تلفضك.

 

3. كيف يمكننا تفكيك المؤامرات؟

من المثير للاهتمام أن يهتم الفوضويون التقليديون باستهداف الزعماء أو الرؤساء، تماما كما يبدو أن بعض الحكومات مهووسة باستهداف قادة الشبكات الارهابية أو المقاومة. بل أن جوليان اسانج نفسه كرئيس لشبكة ويكيليكس أصبح مستهدفا من قبل الولايات المتحدة. غيرأن عبقرية اسانج وبصيرته تكمن هنا: في ملاحظته أن هذه المؤامرات لا رؤوس لها. من غير المجدي محاولة استهداف زعيم واحد، أو حتى حفنة من القادة. المؤامرة هي شبكة غير مقيدة بوزن ، ومن الصعب جدا القضاء عليها.

دعونا نعود إلى النموذج التوضيحي، نموذج لوحة المسامير المتصلة بخيوط. تخيل أن هذه اللوحة فيها 100 مسمار كلها متصلة ببعض بامتداد واحد من خيط ملفوف حولها. كم من المسامير ستضطر الى نزعها قبل أن تنهار شبكة الخيوط ؟ 10؟ 20؟ 50؟ يرى جوليان اسانج أن هذا ليس هو الطريق لاستهداف شبكة، بل أن ما نريد القيام به هو اعتراض وقطع تدفق المعلومات في الشبكة بحيث تنحل الخيوط من تلقاء نفسها.

هناك طريقتان قد يتم بها ذلك. أحد الاحتمالات هو أنه بمجرد أن يتم تسريب المعلومات المتدفقة فلن تعد محصورة على نطاق ضيق وتفقد بالتالي قيمتها كمصدر لقوة للشبكة. الشبكة لم تعد لديها ميزة. الآن، قد تكشف الشبكة عن تسرب، وستعمل على الحفاظ على المعلومات الخاصة بها. في هذه الحالة تخضع الشبكة لنوع من الانشطار. إنها تقطع الرابط الذي رشح عنه التسرب وتفصل في الواقع الجزء من الشبكة الذي حدث منه التسرب.

يمكننا تقسيم المؤامرة، وتقليص أو إلغاء اتصالات مهمة بين عدد قليل من وصلات الوزن الثقيل أو عدد كثير من روابط الوزن الخفيف. ["الدولة والمؤامرات الإرهابية ،" 10 نوفمبر 2006 ، ص 4 ] 

 وبذلك وحتى لوبقيت الشبكة على قيد الحياة فأن ستضطر إلى التشظي إلى أجزاء. في هذه الحالة تصبح الشبكة أقل قوة، حتى ولو كانت لا تزال موجودة ولا تزال مؤامرة. إنها صارت مجرد مؤامرة أضعف.

غير أن هناك ميزة أخرى من وجهة نظرجوليان. التسريبات تفرض ضريبة معرفية على شبكة الاتصال. إذا لم يعد المتآمرون يثقون في بعضهم البعض في تبادل المعلومات الخاصة بهم فيصبحون أقل عرضة لتبادلها -- هناك تكلفة معرفية مضافة لتجهيز المعلومات التي تتعهدها الشبكة. يعبراسانج عن هذه النقطة بقوله:

 كلما كانت المنظمة أكثر سرية أو أقل عدلا، كلما اصبح المزيد من التسريبات يحمل على الخوف والارتياب وجنون العظمة في قيادتها ولدن زمرة التخطيط فيها. ولا بد أن ينتج عن ذلك التقليل من كفاءة آليات الاتصالات الداخلية (زيادة في "ضريبة السرية" للادراك) ويترتب على ذلك التدهور المعرفي على نطاق المنظومة مما يؤدى إلى تراجع في القدرة على التمسك بالسلطة حيث أن البيئة تتطلب التكيف.

وبالتالي ففي عالم يكون فيه التسريب سهلا، فإن الأنظمة السرية أوغير عادلة تكون معرضة للضرب بشكل لاخطي بالنسبة لأنظمة منفتحة و عادلة. وحيث أن الأنظمة السرية أوغير العادلة تؤدي بحكم طبيعتها إلى المعارضة والخصوم، و في أماكن كثيرة لا تكون لديها بالكاد اليد العليا، فإن حصول تسرب شامل يجعلهم عرضة بشكل رائع لأولئك الذين يسعون ليحلوا محلهم بأشكال أكثر انفتاحا من الحكم. (الآثار اللا خطية من التسريبات على أنظمة الحكم الجائر ". 21 ديسمبر 2006 "    

بعبارة أخرى ، التسريبات تجعل من الصعب على المتآمرين أن يسييروا أعمالهم ، وهذا شيء جيد.