صفحات(1)..المنشد محمد سالم الوصابي
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 13 يوماً
السبت 12 يناير-كانون الثاني 2008 04:39 م

فقط لنلقي التحية على عينة ممثلة لجيل مبدع ومتميز في عداد صناع الحياة.

البعض منهم استوفى شروط الريادة لكنه توقف أو استوقف في المنتصف ، أو غمره التمييز السياسي .

والبعض الآخر انطلق منذ قليل وهو الآن عازما ويركض ،يرنو حد هناك ، وطموحه لا يلجمه سقف رغم انف الممكنات المالية وإخطبوط التمييز السياسي .

وجوبا علينا أن نلقي التحية ونلقي عليه السلام ، ونغمره بالعواطف ، ونشحنه بالهمة ، ونوفر له محطات التغذية بالوقود بين مسافة وأخرى ، وشيئا من الترشيد والصيانة بين فينة وفينة كي يصح سيره ولا يخور عزمه....والا تمرد .

هم عندنا أغلى الكنوز ، واثمن الموارد ...الفاعلون بمختلفهم وألوان ثمارهم .

السلام عليكم أولا وفي قلبي لكم محبة ، وأنا والله لكم أسير جميل ، الثناء لكم مليء روعي-بضم الراء - وعقلي .

أتلمس عبوركم وخطوكم بحياء بكلمات حسيرة ترتجف في عينة عشوائية لكم وليس الحصر على عدد من الصفحات وبجهد لا يستقصي إنما أشير لأدل عليكم أو أذكر فقط بحسيي الضيق المحدود وما أسعه من متاح.

لعل كريما ناهض وأخوة له من هنا وهناك تسعفهم السعة والسقف في استيفاء شيئا من حقكم علينا وبلوغ مشروعكم .

المنشد محمد سالم الوصابي

(ترتيب الأسماء عشوائي وليس له أي دلالة.)

اللحن الشجي ،الكلمة العذبة والمهدفة ،والصوت الذي لم يسبقه آخر حتى هنا .

عندليب الأنشودة اليمنية ،أو صاحب الحنجرة الذهبية .

صوته يمتلك صفاءه بالكامل ، ومداه يتمدد معه كما يشاء ، به عذوبة ونداوة ، نشيده يملا الذائقة ويحرك الهمة والروح .

الأمير الأسمر هذا ، من بني مرجف الخير جاء ،ثم نمى وابتنى في معهد النور الدوحة والواحة ،فمن هناك غرد وشدا حتى بلغ صوته السهل والجبل .

عندما يلتقي سالم الوصابي مع المبدع مفضل إسماعيل غالب عليهما الحب والسلام ،فان روائعا تأخذ الألباب.

مفضل الكلمة وسحرها ، ومن سالم اللحن والصوت ، لوحة غناء غاية في الروعة والجمال .

إن نسيتم فهل تذكرتم ..يا درة الجزيرة ..وا..وا..وأخرى طمرها النسيان والإهمال .

عندما يغني محمد سالم الوصابي في مدح طه الحبيب أو يشدو بنغمات سبحانك فكأنما الكون كله يرف بالروح، وتحلق أنت في شفافية ملائكية وكأنما تخلصت من شوائبك المادية .

أما حينما يغني سالم الوصابي للأفراح فان السعادة والحبور تسكن كل ما حولك ، وكان الحجر والشجر يتراقص ويميل ، في الوقت الذي تتنسم عبق الروح في أعماقك وحسك بحب خالقها ، وتفيض الدموع شوقا وهيبة لفاطرها .

وحينما تدوي حنجرة سالم بغضب للأقصى ولطفل الحجارة بكلمات وألحان من مثل (يابن ديني يابن ديني ...) فشهيقا فيك يعتمل دون زفير ،وكأنك بركضات في داخلك وببراكين توشك أن تنفجر.

ليست لي صحبة أو تعارف بهذا المتألق والعنفوان ، إنما عبر الكاسيت الذي كان يلاحقني وألاحقه .

فلما توارى هو أو غبت أنا عن متابعته جئت بذكراه معي إلى هنا عتبا عليه وعلى غيره ووفاء بحقه وحق أمثاله..

لست ازعم واسحب على غيري بأنه هو الأول والأفضل في ساحتنا اليمنية فلكل ذوقه والتزم بتقدير ذلك ، والحمد لله متصل لما بساحتنا من أفنان وألوان كألوان الفواكه لكل منهم لونه ومذاقه الذي يميزه ...

لكن هذا- أمير الأنشودة- هو عندي لونا فريدا وصوتا متميزا يمتلك خامة نادرة غير انه خذله الأعلام ، وحبسته بيئته ولم تستطع ظروفه أن تنهض به ليطل على آفاق العالمية .

محمد سالم الوصابي بخامة صوته والتزام كلمته وجمال لحنه لا يقل في السقف والمصاف عن أبي راتب وأبي الجود وآخرون في هذا الصف .

تنقصه الفضائيات وخدمة المؤثرات الفنية وتقنية اليوم الذي يمكن أن تهيئها مؤسسة ما حتى يحقق رقما متقدما لدى الأوساط المختلفة .

أتمنى لو تنهض به قناة السعيدة وان يتذكره الدكتور عبد الولي الشميري أبو الإبداع وراعيه ، هذا الوحيد رغم مشاغله ما زال نموذجا يذكر ويشار إليه وهو يحتضن إبداعات عروس البحر الأحمر في أكثر من مجال.

أخشى أن تكون حنجرة الوصابي قد صدئت وتآكلت ، وردته همومه وظروفه الشخصية عن روحه المحلقة وتلك الافياء.

فان حصل فان وخز الضمير بمسمار يقع على تلك البيئة المحيطة والصدئة.

وجهة نظر

اعتقد انه ورغم النقلة النوعية للأنشودة اليمنية اليوم في التقنية والأداء وتعدد الهموم .

إلا أنها لم تعد بذات الطعم والنكهة والروح لأنشودة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي .

فأين تلك التسابيح والحدءات ، وإبداعات الرحاب؟

من ينسى [ في البوسنة أعداء الخير .؟..كم أبكت هذه.. فلم تترك صغيرا أو كبيرا في اليمن أو خارجه وصلته إلا ورجفت في داخله وأسالت الدموع مدرارا ومرارا ،وحركت في أعماقه معان عظيمة لم تبلغها مئات الدروس والمحاضرات ، وأناشيد أخرى لا تخرج عن هذه النكهة والعبق .

فهل تيبست الأنشودة اليمنية فلم تعد حديث الروح ...أم بصاحبكم غفلة وشطط؟

ردوها علي .

alhager@gawab.com