قصة الحرس الجمهوري( 3) المشهد الأخير (جمعة .. درعنا الحرس )
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 13 سنة و يوم واحد
السبت 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:16 م

عدا البلطجي الصعلوك ، الرث بن الرث ، من استقر في اعماقه انه لصالح عبدا أو مولى ، وسار على الناس يتبلطج ويقتل ، وفي البلاد يصنع الخراب .

براءة منه ، ولا عفى الله عن هذه الثورة والشعب ان تركوه ينأ و يجر اليه حصانة .

للتذكير بالمُخبأ النفسي لصالح بشاهد من أهله ..

جزء من حوار الوسط مع مجاهد القهالي عام 2006

" الوسط " حوار ـ جمال عامر: الشيخ مجاهد بن مجاهد القهالي من مواليد 1950م، قضى أكثر من ربع قرن في المنافي والتشرد.

( كلفت مع الشهيد عبد الله الحمدي بالانتقال الى ذمار لتكوين اللواء العشرين الذي أصبح اسمه بعد حرب 72 بين الشمال والجنوب لواء العمالقة، وكان له دور في حسم معركة الحشا.

:: هل كنت قائد المعركة؟

* لا.. كان قائد الحملة علي عبدالله صالح حيث وصل على رأس قوة عسكرية وكان حينها قائد باب المندب واسندت لها ثلاث كتائب عاصفة ووصلت بكتيبة من اللواء العشرين. واتذكر انني وصلت وهو موجود في طوران الحشا وكانت قمة جبال الحشا شاهقة والوصول اليها صعب وكان فيها مقاتلون شرسون وتتوفر لديهم اسلحة لا بأس بها. وحين أصريت على اقتحام هذه القمة كانت توجيهاته لي بانه لاداع لقيامي شخصيا بقيادة الاقتحام، وقال لي (انت شخص معروف وعندك وسام بطولة اليمن ولست بحاجة الى ان تبرز نفسك أكثر وممكن تكلف آخرين). فقلت له (انا افضل ان اكون موجودا على رأس هذه القوة تحاشيا لوقوع أي أخطاء). ومما أذكره انني كنت وعلي عبدالله صالح في دشمة بالموقع واستأذنته بالنوم استعدادا للصعود الى قمة الجبل حيث استغل نومي وقام بكتابة بعض الاسئلة. وحينها كان عندي ساعة مرسوم عليها سيفين ونخلة اهداها لي الملك فيصل، حينما زرته برفقة ابراهيم الحمدي وحسين العمري. وكانت هذه الاسئلة (من اين لك هذه الساعة؟ وما علاقتك بالقوى الرجعية؟). والظريف انه رد على هذه الاسئلة بنفسه. وقد تفاجأت بهذه الورقة وانا في الموقع واتصلت به باللاسلكي استفسر عن سببها. فرد ضاحكا (انا استبقت الأمر لأنني أعرف أنك لو وقعت في الأسر، فإنه من الصعب أن يستخرجوا منك مثل هذه المعلومات، فسهلت عليك وعليهم المهمة حينما يعثرون على هذه الورقة في جيبك، وعليها الأسئلة والأجوبة). انتهى.

المثير للألم انه مازال هناك جزء كبير من الذين عملوا بإخلاص مع و لـ صالح سياسيين و عسكريين يجهلون حقيقة هذا الشخص وطبيعة مركبه النفسي .

غطّت على بصيرتهم وأبصارهم غشاوة وديكورات صالح الذي كان يحسن باستمرار تنميطها ، وطيبة نفوسهم التي وصلت حد السذاجة .

رغم ان الاحداث كانت وظلت مستمرة تؤكد بقطعية دون ظن أن صالحا قد جعلهم كروتا يُداول بينها ويأكل منها ان جاع ، وتيوسا كقرابين بهم يتقي عند الحاجة ، أو استدعاء الغوث من حضرة الأسياد ، وسحرة ومهرجين على وقع تطبيلهم وخداعهم يختال ، وسواعدا عمياء بها يتبلطج .

الآن حصحص الحق وزالت الغشاوة ، وكشف الحدث صورة صالح أسودا على حقيقته دون رتوش ، أنانيا لا يعبد الا ذاته ، ولا يتقي الا لنفسه ، ويفتديها وبنيه بكل اليمن واولهم اقربهم اليهم مخالطة ونفعا .

برميلا يتقيح ... به من الحقد والحسد ما لو تم توزيعه على شبه الجزيرة لغطى وفاض.

لم يقف عند قتل معارضيه بل تجاوزهم الى البنية التحتية وموارد البلد ، والى المؤسسة العسكرية المؤتمرة له والتي تدور في فلكه .

لأنها عنده صنيعته ، فهو من نفخ الروح فيها ، وجعلها بمنزلة ملك اليمين ، وقد كانت هذه الاخيرة في خبر من سبق يأتي عليها صاحبها بالهلاك إن تيقن أن غيره سيستولي عليها غلَبة .

وهذا الحس والتفكير والسلوك هو عينه في مركب صالح ، نخشى ان لا يصح في الاذهان الا بعد ان يكون صالح قد أتى على اليمن في مقتلها .

اهمل صالح الجيش عمدا وتفرغ لبناء الحرس الجمهوري على أرقى التجهيزات ، واحدث الآليات ، وأعلى رص وتدريب وجاهزية ، اعتقادا منه أنه له ولأعقابه من بعد لن ينازعه فيه او يشاركهم في وراثته احد .

وعنده ان الحرس ساعده ومُتكأه ، وفمه وانفه ، وحاضره ومستقبله ، بل عباده وخَلقِه ... فماذا في تفكيره إن اطلقتهم الثورة ، وجاءت بهم للوطن ؟

 وربما عملوا تحت إمرة من يَعُدُهم خصومه ، وكل الشعب عنده خصم .

 لست في حاجة الى القول ان في نية صالح وقد سبق منه الفعل تدمير كل شيء في اليمن ، والأولوية للغالي والنفيس .

وعندنا ويقينا أن الحرس الجمهوري قيادات وضباط وصف ، ومعسكرات وكتائب ، وآليات وتقنية وتدريب في عداد الغالي والنفيس الذي نفتديه بالنفس والاهل والوالدين والولد ، ونحوطُه في السويداء والحدق .

قطع صالح ــــ قطعه الله ــــ هذه الحميمية بيننا والحرس وابدلنا بحس العداوة والريبة والتوجس .

الآن بفضل الله ورحمته هلك صالح ، وسيتبعه من نظامه من ولغ في الدم وعاث فينا الموت والخراب .

وما تبقى في نظامه الهالك مما يتصوره البعض حياة ، فإنما هي حُمى تنتفض كأثر في الذَنَب (الذيل ) بعد ان تكون قد دُقَت رأسُ الافعى .

 

فمن استبان من المُغَرَرِ بهم ولم يكن قد عاقر كبيرة بحق الوطن وشبابه فحضن الثورة اليه بدفيء يجره وينشده ، قرةُ عيني هلمَّ اليّ ، ومُقامُه حيَّا على الوطن ، وعفا الله عما سلف من الصغير وحتى في سلبيته التي قَتَلَت .

ومن ظل يَلِجُ ويَلِجُ ، فليس لنا اليه حيلة ، بل ( إنك لا تهدي من احببت ) (استغفر لهم او لا تستغفر لهم ) قد سبق اليه امر الله ، يقوده طيشه الى نهاية مقدرة بعد ما تراكمت عليه سمومه .

لتتجه قلوبنا بحلم وسعة وعاطفة ليس بها تصنع نحو الحرس الجمهوري ، الابن والاب والاخ .

نحوطهم ونلفهم بالأحضان ، ونحملهم على الاكتاف ، وبهم نفتخر .

 ابناؤنا حال بيننا وبينهم الخَبُ بكذبه وكيده وفجوره .

فمنهم من غبَّش عليه صالح واستعان بالخبراء لبرمجته عصبيا مستغلا عمره ومستواه التعليمي .

ومنهم من كان يعلم فُجور صالح ومكره لكنه حبسه براتبه ورقيبه ، واجلب عليه بخيله ورجله حتى آيس وسكن لواقع الحال .

ومنهم من عاقد ربه ان روحه ودمه للوطن ، حر من حر ، في قلبه لوعة وضرام ، لكنه الزم نفسه ان ينتظر حتى يأتيَ الله باليمن.

اتمنى ان ننفر ونقترب كثيرا من الحرس الجمهوري ، وان لا نسمح للقطيعة والمفاصلة ان تحل ، وأن نرشهم بالورود والزهور ، ونرسل اليهم القبلات بكل السبل .

لنحافظ على كل آلية والوية الحرس ، وعلى حياة كل فرد منه ، ولتلتقي عيوننا بعيونهم .. حتى ولو استمروا هم في عنتنا .

والى جمعة شعارها ( درعنا الحرس الجمهوري ) ومقالات ، وكتابات ، ورسائل موبايل ، وهتافات ، وقصائد كلها ( درعنا الحرس).

عدا البلطجي الصعلوك ، الرث بن الرث ، من استقر في اعماقه انه لصالح عبدا أو مولى ، وسار على الخلق يتبلطج ويقتل ، وفي البلاد يصنع الخراب .

براءة منه ، ولا عفى الله عن هذه الثورة والشعب ان تركوه ينأ يجر اليه حصانة .