الريال اليمني يستقر عند مستوى جديد لأول مره في التاريخ مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة
موت الضمير
صباح هذا اليوم 20 يونيو 2009 يتوجه أبناؤنا في ختم الشهادتين الإعدادية وغدا الثانوية إلى مراكز الامتحانات، في وضع عام استفحلت فيه ظاهرة الغش، وخيانة الوطن ومستقبله في تجهيل الأجيال المتعمد والممنهج بغض الطرف عن همجية الأداء الامتحاني ، وتسابق أبناء الذوات وأبناء القاع على معدلات وهمية بواسطة التزوير والغش ودفع الرشاوي ومقاولة مدرسي المواد على وضع الإجابات الجاهزة للغش، مما سبب عودة بعض الطلاب الممنوحين بالتبادل الثقافي إلى بيوتهم لفشلهم في التعليم الجامعي خارج البلاد. ولم تكن البداية خيرا فقد مارس تلاميذ الشهادة الإعدادية هذا اليوم الغش من الوهلة الأولى .
إنها مأساة أن يستولي طالب بالغش على معدل يستحقه غيره من الطلاب المجتهدين ويسند له منحة تبادل ثقافي ثم يعود بالفشل الذريع لذاته ولأمته ، والجامعات اليمنية لا تستطيع أن تستوعب بسبب مقاعدها المحدودة كل خريجي اليمن بينما تتسع جاهزيتها للنفقة للخاصة والتعليم الموازي ، ونحن لا ندري في هكذا حال ما لفرق بين الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة إذا كان الهدف ليس التعليم وإنما التحصيل المالي .
إننا ندعو السلطة ممثلة بوزارة التربية والتعليم واللجان الامتحانية بعدم سرقة مستقبل اليمن في تمييع التعليم والسماح بالغش الفج ، الذي يعمق الجهل والأمية بين الشباب حين يعيشون وهما بالشهادة وهم أجهل من القروي الأمي المدمن على سماع الأخبار من الإذاعات الدولية والفضائيات ليصبح ذو ثقافة نوعية أفضل من شاب يحمل شهادة جامعية .
إنني أدعو وزير التعليم العالي باصرة بسحب مشروعه حول تجويد التعليم الجامعي، عن أي جودة نتحدث ونحن نستقبل طلابا جامعيين أميين بكل المقاييس لايجيدون الكتابة ولا الإملاء ولا فهم الأفكار ولا ينجحون سوى بالغش والحفظ ، فلنبدأ بتجويد التعليم الأساسي والثانوي، لا نريد أن نضحي بالثروة الحقيقية وهي الثروة البشرية، والسماح بالغش المتفشي والذي يخرج أجيالا لاتصلح لأن تنتمي إلى القرن الواحد والعشرين .
حقائق ووقائع مرة
لقد كانت الصدمة قوية حينما قمت مؤقتا بتدريس الثقافة الإسلامية لطلاب المستوى الثاني وكتبتُ سؤالا عن معنى الحجاب في الإسلام والتدليل عليه إن وجد من القرآن ، فأجابت الطالبة بالدليل كالآتي إن الحجاب ضروري قال الله تعالى :« يا رسول الله قل للنساء يتحجبين » إن هذه الطالبة ليست مذنبة ولا آثمة، الآثمون نحن الذين لم نعظم في نفوس أبنائنا العلم وأهله ولم يعد له قيمة في نفوسهم، ولم يعد للجد والاجتهاد وجود ، والغش هو السائد ، وكم صدمتُ بواقعة أخرى عند إدارتي لحملة التوعية من مخاطر تشغيل الأطفال في محافظة ابين حينما طلبت من تلميذ في الصف السادس أن يقرأ كلمة على المعلقة الجدارية ، فلم يستطع قراءتها ، وطلبت منه أن يقرأ الحرف الأول من الكلمة فلم يستطع قراءته ، فقلت له كيف تنجح قال لي لا أدري، وهذه الواقعة موثقة لدي بالصوت والصورة .
لا أدري من هو المسؤول عن تفشي ظاهرة الغش ؟ أليست السلطة هي من تشرف على الامتحانات ، أليست لجان الامتحانات مختارة من وزارة التربية والتعليم ، أليست اللجان الأمنية المظفرة منتشرة في المراكز الامتحانية ؟ .
كنت مستبشرا خيرا بالقضاء على الغش في الجامعات ، ولكن لم يعد بالامكان مقاومة الظاهرة لأسباب عدة : منها استقبال مراقبين ومراقبات للامتحانات لايحسن أيا منهم المراقبة ، تصوروا أن تدفع الجامعة لمن يراقب يوميا مبلغ مائتين ريال. هل يعقل هذا ؟ كيف سأمنع من يراقب من ممارسة الغش للطلاب في هكذا وضع ؟ لماذا لا ترصد للمراقبين والمراقبات مبلغ يومي ألف ريال حتى نستطيع إلزامهم بالمراقبة الصارمة والاستغناء عنهم في حالة التراخي والمخالفة ، لا أدري كيف سنحارب ظاهرة الغش في الجامعة التي تشربها الطلاب على امتداد 18 سنة من عمرهم ، فالطالبة بالجامعة تلبس النقاب أو غطاء الرأس وفي جيبها الداخلي الهاتف وموصول بسماعة بلوتوث على أذنها وتسمع الإجابات عن طريق مكالمات خارجية كيف لي أن أكتشف هذه الحالات الشائعة .
كيف نعيد للتعليم قيمته ووهجه ، إن الطلاب ينظرون إلى التعليم باستخفاف ، لأن السلطة تنظر إلى المعلم في المدرسة والأستاذ بالجامعة باستخفاف أكبر . إن احتقارا للعالم والمتعلم يسود في بلدي فكيف سنحمي العلم من الجهل المستشري؟
إننا قد نسامح النهابين والفاسدين عن جميع خطاياهم إلا خطيئة تدمير التعليم وتدمير الأجيال من الشباب ، إننا بحاجة إلى أناس أصحاب ضمير ، ولجان امتحانية لا ترتشي بدفع ميزانية كافية ومجزية لهذه اللجان، إننا بحاجة إلى أناس لا رحمة ولا تسامح لديهم في تطبيق عقوبة الغش لأنه حرام شرعا ومرفوض عقلا .
حلول ضرورية
بوسعنا أن نعد عشرة نماذج امتحانيه في القاعة الواحدة على المستوى الوطني، إنه بوسعنا إعداد امتحانات تختبر العقل والفهم وليس الحفظ ، بوسعنا أن نمنع بصرامة تدخل أولياء الأمور والمتطوعين والفضوليين من الاقتراب من اللجان الإمتحانية ، بوسعنا أن نخضع الإجابات المتطابقة حرفيا في دفاتر الإجابات عند التصحيح إلى الإلغاء ، بوسعنا أن لا نتوسع في رفع نسبة النجاح لأكثر من 60 في المائة حتى يكون للامتحان والتعليم معنى؟
إننا كأولياء أمور نطالب وزير التربية والتعليم ومدراء مكاتب التربية والتعليم واللجان الإمتحانية بأن يعملوا بجدية في تحسين العملية التعليمية التي أصبحت في الحضيض ؟ وأن يبدؤوا في منع ظاهرة الغش الإمتحاني لجميع الصفوف والشهادات. فهل من مجيب؟ فهل من بقايا ضمير؟؟
hodaifah@yahoo.com