اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور بشرى سارة بشأن تشغيل خدمة 4G في عدن دولة عربية تعلن أنها أكثر البلدان تضررا من هجمات الحوثيين مجموعة الدول السبع تعلن موقفا موحدا بخصوص اعتداءات الحوثيين الإدارة الأمريكية تبحث مع قادة ست دول عربية خطط ردع الحوثيين مصادر سعودية تكشف عن جهود إقليمية ودولية لتحريك عملية السلام الشامل في اليمن برعاية أممية الحوثيون يعممون على التجار مرسوما جديدا لجباية الأموال بإسم دعم المعلم والتعليم في صنعاء. زراعة الحياة والأمل .. مشاريع إنسانية لمؤسسة توكل كرمان تزاحم الانجازات الحكومية والمنظمات الدولية .. ومن أحياها قصة الإنسان والحياة محمد بن سلمان يتوقع أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي مقتل بائع متجول من أبناء محافظة إب على يد موظفين حوثيين في الضالع
مأرب برس – خاص
تسود المنطقة العربية (رسميا وشعبيا) حالة من التشيع السياسي للآخر، وتنامي ظاهرة الاستضعاف الذاتي، والاكتفاء بالركون إلى السند الخارجي، وهو ما يعمق حالات الانقسام العربي وفقا لمنهج التشيع القائم الذي يتخذ نمطين متضادين : النمط الأول : التشيع السياسي العربي الرسمي لأمريكا من أجل عيون إسرائيل والاستبداد السياسي، والنمط الثاني : التشيع السياسي الشعبي للمقاومة ومن ورائها إيران، من أجل فلسطين والقضايا العربية المنسية في قاموس النظام السياسي العربي. فأي التشيعين يستمد روح البقاء وحتمية الانتصار؟ تشيع القوة والإرادة أم تشيع الضعف والتبعية ؟.
أولا:التشيع العربي الرسمي لأمريكا
يعلم الساسة العرب الممسكون بزمام السلطات في النظم العربية أن إسرائيل دولة مختلقة ومغتصبة (بكسر الصاد) ومحتلة لأكثر من أرض عربية، ومع ذلك اتجهوا بشكل نهائي للقبول بالسلام والتطبيع معها جهارا وليس سرا بل وحمايتها من سلاح المقاومة المتواضع ، دون طرح أي خيارات لأي رجعة ، وفي هذا السياق تم التنازل عن الأرض العربية والمقدسات الإسلامية لهذا العدو بطيب خاطر، مع أن سلطة الكيان الغاصب تأخذ دون أن تعطي شيئا بل وتسعى لمزيد من التشدد إزاء كل تنازل عربي معلن أو مضمر.
إن الخطورة المستقبلية لهذه السياسية في السلام مع العدو الصهيوني تكمن في المسكوت عنه في السياسة اليهودية تجاه الأراضي العربية، والنوايا المبيتة التي تفصح عنها مضامين بروتوكولات حكماء صهيون. مالذي يضمن للعرب مستقبلا عدم مطالبة اليهود بالعودة إلى أرضهم التاريخية المطرودين منها في يثرب ( يهود خيبر وبني قينقاع وبني قريظة وبني النضير) وما يمنعهم أن يتجهوا جديا للحصول عليها كما حصلوا على أرض فلسطين وبيت المقدس. فمثلما كانت الأولى – في الوعي العربي - مستحيلة وغير متوقعة فقد أصبحت بفعل الضعف العربي والقوة الإسرائيلية والدعم الدولي والأمريكي أمرا عربيا مسلما ومرحبا به .
إن هذا التنازل الرسمي العربي للعدو يهدف إلى تعزيز مصادرة حق الشعوب العربية من حكم نفسها بنفسها ومصادرة قرارها والاستئثار بالسلطة والقرار من قبل الحكام العرب والاستمرار بالحكم حتى الموت سواء بثوب ديمقراطي أو ملكي أو عسكري أو عبثي ، وفي النظم الجمهورية تطفو على السطح ظاهرة سياسية عربية جديدة تتمثل بتحويل الحكومات الجمهورية إلى جمهوريات ملكية عبر التوريث القسري، وبالتالي فإن التشيع الرسمي لأمريكا كحليف، نعطيه ما لا يتوقع - وليس ما يطلب - صار خصوصية عربية بامتياز، فكيف نفسر قبول العرب دخول الحرب مع أمريكا ضد العراق العربي وأفغانستان المسلم من جهة، وتقديم المبادرة العربية للسلام المرفوض من إسرائيل من جهة أخرى، أليست كلها تندرج ضمن الكرم العربي بالتنازل عن الحقوق العربية مقابل غض الطرف الأمريكي عن الفساد والاستبداد العربي المستشري.
إن هذا النوع من التشيع السياسي يصر على أن خيار التنازلات لإسرائيل والاستجابة لمطالبها وعدم التفكير بحق المقاومة كخيار استراتيجي لإرجاع الحقوق، بل والإصرار على السلام من جانب واحد مقابل آلة التدمير العسكرية الإسرائيلية، والسعي إلى التطبيع الكامل معها دون أن تتقدم إسرائيل خطوة واحدة يخلق هذا الانزياح العربي الرسمي تشيعا عربيا شعبيا بالاتجاه المضاد والرافض لكل أنواع التطبيع مع إسرائيل حبا أو نكاية وهو في اضطراد متسع.
ثانيا: التشيع العربي الشعبي لخيار المقاومة
يتجلى التشيع السياسي الشعبي العربي في التأييد الواسع لحزب الله والمقاومة الفلسطينية المتمثلة في فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس وسرايا القدس وكتائب الأقصى والناصر صلاح الدين ...الخ، وكلها متهمة من قبل الأنظمة المطبعة أو دول الاعتلال العربي بأنها أذرعه مسلحة لإيران في وسط الجمهور السني على الامتداد العربي والإسلامي حيث ترفع صور رموز المقاومة. وكل هذه المزاعم تتم بغرض التشويه. إن مظاهر الإعجاب بنصر الله لا يحظى بها أي حاكم عربي وهنا تدخل الغيرة السياسية من نصر الله كما كانت هذه الغيرة من صدام حسن مع الفارق بين الشخصيتين. لذلك أرادوا من الجمهور العربي أن يكره حزب الله (حسب تعبير منتصر الزيات).
إن إيران تعلن قولا وفعلا وعلنا وليس سرا دعمها للمقاومة العربية والفلسطينية بينما تحجم الحكومات العربية عن هذا الفعل، بل تسعى لإدانتها ووصمها بالإرهاب والتآمر على ضربها والتغاضي أو كشف الغطاء العربي عنها، وهذا الموقف العربي المخزي ليس موجها ضد إيران لذاتها ولكن بسبب موقفها وهذا العداء قد ينطبق على أية دولة داعمة للحق العربي والفلسطينيين حتى لو كان مصدره دولة وثنية أو أوروبية أو هندوسية - أيا كان جنسها أو لونها- سيبدو هذا الدعم غير مرحب به لدى اليهود والأمريكان وعلى هذا الأساس سيرتفع رصيد الموقف العربي تشيعا مع أو ضد حسب نمط التشيع لدى كل فريق؟ إن الحكام العرب في هذا السياق تنطبق عليهم المقولة الشائعة : « لا يرحموا ولا يتركوا رحمة الله تنزل على من يستحق الرحمة » أي أنهم لا يدعمون المقاومة ولا يريدون من أحد أن يدعمها.
لقد ثبت تواطؤ أمريكا ضد المصالح العربية واحتلالها للعراق والبحار والمضايق والمحيطات العربية ودعمها اللامحدود للعدو الصهيوني المحتل لفلسطين بينما لم يثبت ماديا على إيران ما يوازي خطر أمريكا وإسرائيل حتى نعلن استعدائها، وما يطلب من العرب اليوم هو محاكمة إيران على النوايا. لذلك فإن الشعوب العربية لا تنظر لإيران كعدو حقيقي كما يراد لها أن تفعل، وستظل إيران مصدرا للتشيع المذهبي والسياسي في الوسط العربي والإسلامي – ليس بالضرورة حبا بها – ولكن نكاية بالأنظمة العربية المستبدة ونكاية بإسرائيل وأمريكا. ومهما سعى البعض لـتأجيج العداء مع إيران كما هو حاصل في مصر حاليا فإن هذا المسعى لن يفلح ما دامت إيران داعمة للمقاومة العربية في لبنان وفلسطين.
إن الحكومات العربية في دول الاعتلال لن ترض عن إيران ليس دفاعا عن مصالحا وأمنها القومي بل استجابة للطرف المعتدي، ولن تصبح إيران مقبولة عربيا إلا إذا أصبحت عميلة للأمريكان وصديقة لإسرائيل مثلهم تماما، ولن تطمئن لإيران إلا إذا كانت دولة ضعيفة لا حول لها ولا قوة مثل حالهم، وهذا يفصح أن أسباب العداء لإيران ليس بسبب حضورها الشعبي في الوسط العربي السني ولا بسبب احتلالها للجزر الإماراتية التي يمكن حلها عبر المحكمة الدولية ولا بسبب هيمنتها على العراق، بل لأنها دولة قوية فضحت بقوتها وتفوقها تخلف وضعف الدول العربية وأداء الحكام العرب أمام شعوبهم مع امتداد فترة حكمهم العتيدة، وهذا ما يعمق التشيع العربي الشعبي لصالح المقاومة ومن ورائها إيران تعبيرا عن الرفض الشعبي للاستسلام لإسرائيل والهيمنة الأمريكية.
إن إيران وأي دولة لها حكام شرعيون من حقها أن تصبح دولة قوية ، وكل دولة قوية تصبح لها أجندة هيمنة ونفوذ وهذا طبيعي . السؤال : مالذي يمنع العرب أن يصبح لهم دولا قوية وذات نفوذ وأصحاب قرار. على الحكام العرب أن يعتبروا من إرادة إيران وإصرارها التي تسعى حثيثا بكفاءة ذاتية إلى بناء نفسها كدولة قوية. هل نتوقع من إيران أن تتراجع عن التصنيع العسكري والنووي والتفوق والمنافسة في مجالات عديدة كي نقبل بها دولة صديقة وجارة ؟ حتى أن أسواق إيران تعج بالمنتجات الإيرانية بكل صنوفها، وكل دولة تحقق اكتفاء ذاتيا هكذا تصبح دولة ذات مكانة عظيمة تنشر الخوف في نفوس الضعفاء فقط ، فالعرب لو كانوا يمتلكون ناصية القوة سيكونون موضع قلق الغرب والشرق أيضا مثلما هو حال إيران وبالأمس القريب العراق، أما كونهم اليوم ضعفاء إلى حد المهانة والإسفاف فهم محل رضا العدو قبل الجار. فماذا لو كانت اليمن أو أي دولة عربية تملك نفس مقومات القوة لدى إيران هل ستكون محل رضا إقليمي ودولي ؟ .فالقوة هي المصدر الأول للنفوذ والهيمنة خارج الحدود.
إذا العيب ليس في إيران، العيب في الضعف والهوان العربي أمام أمريكا وإسرائيل وفقدان الإرادة . أما إيران فهي لدى كل عاقل – سواء كانت صديقة لنا أو عدوة – فهي تبعث على الاحترام لأنها تسير نحو القوة والتقدم بثبات دون الالتفات إلى أي نعيق « ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» أما كون إيران فارسية أو صفوية أو شيعية تتلبس ثوب الإسلام فهذا مبعث سخرية فهل كانت أمريكا وإسرائيل والهند والصين وروسيا ودول أوروبا دولا إسلامية حتى نخطب ودها بالمجان على حساب الحقوق العربية – يكفي الاستشهاد ببيع الغاز المصري لإسرائيل والنفط الخليجي للأمريكان؟
إن تضخيم العداء مع إيران على حساب تنامي الصداقة مع الكيان الصهيوني والأمريكان، يجعل القادة العرب أشبه بأبطال السيرك فهم يعلنون أمام العدو الحقيقي راية السلام والاستسلام بينما يظهرون البطولة أمام إيران ( بإيعاز أمريكي ) ولذلك أعلن العرب دعمهم المتحمس للبحرين تجاه تصريح إيراني يدعي بتبعية البحرين لإيران بينما ظلوا صامتين أمام عدوان إسرائيل للبنان 2006 والعدوان على غزة 2008 واحتلالها لأراضي عربية عديدة، بل تجاسر النظام المصري البطل في ضرب الحصار على إخواننا في غزة ومنع عنهم الغذاء والدواء وتفجير الأنفاق ليثبت لإسرائيل أنه صديق مخلص دون شك أو أدنى مواربة تنطبق على حاله : أسد علي وفي الحروب نعامة...الخ.
يتناسى العرب المتشيعون لإسرائيل وأمريكا أن إيران هي امتداد جغرافي وتاريخي وديني للعرب والمسلمين، بينما إسرائيل دولة مصطنعة ومحتلة هي على تضاد صارخ مع العرب، وشعبها مجموعات من المهاجرين عبر العالم جاؤوا واحتلوا أرضا عربية، وأن أمريكا جاءت من أقصى الأرض لتحتل العراق وتتحكم بالثروات والسيادة الوطنية لكل العرب فكيف يصبح المحتل والمعتدي من أطراف الدنيا صديق لعرب الاعتلال والجار الطبيعي – بالجغرافيا والتاريخ – عدوا سواء كان فارسيا أو هندوسيا أو مغوليا أو مسلما. لأن أمريكا سترحل عنا يوما ما وإسرائيل ستنتهي في جيل ما، لكن إيران ستبقى امتدادا جغرافيا وتاريخيا للعرب ولا خيار معها سوى الحرب أو السلام.
السؤال : مالذي يمنع العرب من أن يحذوا حذو إيران في الاستقلال الذاتي وأن يبنوا دولا قوية قادة على الدفاع عن نفسها دون الحاجة إلى الانبطاح تحت رحمة الصهاينة وحماية الأمريكان أو أي دولة قوية أخرى ؟.
ومما يثير السخرية أن الحكام العرب عندما يتذكرون الأراضي العربية المحتلة يتذكرون فقط جزر طنب الصغر والكبرى الإماراتية ويتناسون ببلاهة منقطعة النظير الأراضي العربية المحتلة الأخرى من قبل إسرائيل وتركيا وإثيوبيا وأسبانيا: فإسرائيل وحدها تحتل ارض فلسطين ، والجولان من سوريا ، ومزراع شبعا من لبنان ، وجزر أردنية وسعودية في خليج العقبة ووضعها أرض سيناء ضمن السيطرة والحياد بموجب اتفاقية كامب ديفد، أما تركيا فتحتل الأسكندرونة من سوريا ، واسبانيا تحتل سبتة ومليلة من المغرب ، وأثيوبيا تحتل إقليم أوجادين من أراضي الصومال.فهل بالإمكان تغيير السياسات العربية بما يخدم الشعوب وليس الحكام؟.
hodaifah@yahoo.com