الزعيم أوردغان
بقلم/ د.فيصل الحذيفي
نشر منذ: 15 سنة و 9 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 30 يناير-كانون الثاني 2009 05:47 م

حيــتَ ياهـامةَ ً َحيـيتَ يابـطـلُ   قد جئتَ في زمن ِالأنذال والخـولُ

جعلتَ من عمرو موسى صاغرا هملا     تعلو مـياه بـسـماتٍ بلا خجلُ

أخرسـتَ إفـكَ عــدو ٍ واـغ ٍ دمـا ما اعتاد أن يسمع الغربانَ والحجلُ

سأنطلق من فرضية لو أن حاكم مصر أو السعودية أكبر الدول العربية زعامة واهية وأشدها ثقالة على قلوب الأمة العربية والإسلامية كان حاضرا في مؤتمر دافوس وقد سمع ذلك الهجوم العدائي الموجه إليه من شمعون بيريز الذي سمعه ولم يتقبله زعيم تركيا والعالم العربي والإسلامي رجب طيب اوردوغان، ما لذي سيحصل ؟ لن يحدث شيئا سينتظرون من بيريز حتى يكمل خطابه العدائي وسيكونان أول المصفقين له وأكثر المبتسمين من بين الحضور كما فعل ممثل العرب في المؤتمر عمر موسى الذي لم يسعه إلا أن يبتسم، مرتبكا في لحظة الغضب، أو الجلوس في لحظة الرحيل، وربما خرجوا بصفعة لدولة الكيان الصهيوني أمام الرأي العام حسب فلسفتهم بما يمكن أن يسموه بمصافحة الشجعان، هكذا قرر اوردوغان أن يرد بقسوة فائقة على بيريز والجمهور المصفق لخطابه، وانسحب من المؤتمر لأن مدير الجلسة لم يسمح له بالرد الكامل، وأعلن أنه لن يشارك في هكذا مؤتمر،وبعد ساعة فقط يتصل بيريز معتذرا.

لأن رجلا حرا وزعيما مثل اوردوغان واثقا من نفسه يعرف كيف يقول لا وكيف يستغل الأحداث، لا يريد أن يخرج من التاريخ أو يسجل عليه كزعيم أكبر دولة إسلامية أن ينال العدو من الأمة ويسكت أو يوافق، دافع عن نفسه لأنه أكبر من أن يهمش، ودافع عن أمته لأنه لا يريد أن يكون مطية للعدو مثل الدول العربية التي تستجدي السلام من العدو وتتحالف معه للقضاء على المقاومة الفلسطينية، ولا تزال مصر حتى اللحظة تحكم الخناق والحصار على غزة ولا تسمح بدخول الدواء والغذاء والمعونات بما في ذلك انتقال الجرحى والمرضى، راجعوا مغامرات الصحفي الكبير مجدي حسين بالدخول تسللا وتهريبا إلى غزة بعد أن منعته السلطات المصرية ثلاث مرات.

أهين الزعماء العرب ولا حراك لهم ولا كرامة المرات تلو المرات ، وإليكم بعض الإهانات:

1- في الأمس القريب أوعزت دولة الكيان الصهيوني لبعض القيادات العربية – عبر الصحفي اليهودي توماس فريدمان- بتبني مبادرة عربية للسلام وهي بالأساس مبادرة صهيونية وبعد موافقتهم عليها في قمة بيروت رفضتها دولة الكيان الصهيوني ولا يزالون متشبثين بها بغرض إحراج دولة الكيان الصهيوني . والسبب الحقيقي حتى لا يتهموا بأنهم في صف المقاومة.

2- وبالأمس القريب تحادثت ليفني مع حسني مبارك ومن مصر خرجت على الملأ تهدد الفلسطينيين وتتوعد، ولم يعترض عليها الجانب المصري، بل مثلت السقوط فاتكات على وزير خارجيتها فاحتضنها ، كان شهمًا معها لأنها سيدة ، لكنه لم يكن شهما مع آلاف الضحايا من النساء والأطفال في غزة حين سقطوا بقنابل وصواريخ الكيان الصهيوني.

3- ذهبت ليفني إلى واشنطن أثناء الحرب لتتفق من وراء ظهر مبارك مع رايس في حماية الحدود والإشراف والمشاركة الدولية. وحينما تم الاجتماع في شرم الشيخ كانت مصر مجرد مكان للانعقاد الذي دعا إليه توني بلير ( والعهدة على هيكل). ليس للعربان أن يقرروا بل أن يسمعوا ويستجيبوا.

4- تستمر دولة الكيان الصهيوني في قتل مواطنين مصريين على الحدود أثناء الحرب والعدوان على غزة وقبل ذلك منذ توقيع اتفاقية كامب ديفد 1978. إن سلطة لا تحسن الدفاع عن مواطنيها وسيادتها ولا تقتدر فكيف نأمل منها عونا للفلسطينيين.

5- تستمر دولة الكيان الصهيوني في حصار غزة والعدوان على الفلسطينيين حتى اللحظة ولا حراك عربي شعبي أو رسمي.

لا أخفيكم أن أي عربي حر يشعر بالعار لكونه عربيا في هذه اللحظة، وكم يتمنى اليوم الواحد منا أن يكون تركيا أو فنزويليا وليس عربيا تحت حكم هؤلاء المنبطحين.

ما ذا يمكن أن يقول علماء السلطة في السعودية عن موقف الحكام العلمانيين في تركيا- حسب رأيهم علنا بهؤلاء الرجال، أنا أعتقد لو بعث محمد بن عبد الله في زمن الأعراب المعاصرين لما انتشر الإسلام بينهم ولربما كان تشافيز وكاسترو في أمريكا اللاتينية أول من يعلن الإسلام ويناصر الدعوة المحمدية.

لمن لا يعلم بأن الغرب ودولة الكيان الصهيوني وأمريكا تحاول ابتزاز تركيا بما يسمى مذابح الأرمن تحت الحكم العثماني، والسياسي المحنك اوردغان يضغط باتجاه مذابح غزة التي لا يمكن السكوت عنها إنسانيا أو أخلاقيا إنها جرائم لم يعرفها التاريخ سواء بالحرب على المدنيين أو باستعمال أسلحة محرمة دوليا ، ولم يمنعه هذا الضغط من الموقف الرجولي بقول الحقيقة والتوضيح للرأي العام الدولي الذي يقع فريسة للإعلام اليهودي .

صرخة غضب أيها الناس

الحرب لم تتوقف على غزة، والحصار لا يزال مستمرا، والمعابر مغلقة، والناس المهدمة بيوتهم بلا مأوى ، والجرحى بلا دواء ، والمدارس مهدمة والبنية التحتية في مهب الريح، لا غذاء ، ولا كساء ، والمأساة بكل تفاصيلها مستمرة ونحن انكفأنا عن مناصرتهم ، إن إجمالي الخصم من مرتبات اليمنيين لا تتجاوز ستة ملايين دولار، إننا بحاجة إلى الإعانة والمناصرة الدائمة للفلسطينيين مادامت أرضهم محتلة والاستمرار بالدعم الجماهيري وخلق رأي عام ضاغط ومناصر. وهذا أضعف الايمان.