حوار هادئ مع الاخ/الدكتور رشاد العليمي
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 29 يوماً
الأحد 29 مارس - آذار 2009 09:31 م

عقد مجلس النواب يوم لاثنين الماضي جلسة مطولة هي أطول جلسة منذ تم انتخابه وكان الهدف منها مناقشة التداعيات الأمنية وقد حضر الاخ /الدكتور رشاد العليمي الذي كان على رأس الجانب الحكومي وبعد أن استمع إلى ما قاله ممثلو الشعب وبدلا من أن يقدم اقتراحات وفق دراسة إستراتيجية لمعالجة القضية الأمنية والتي كما طرح تبدو متشابكة على حجم كبير من التعقيد إلا انه اسمعنا نغمة قد مل الناس من سماعها وهي أن الإرهاب سببه الخطاب الديني والدكاكين المرتبطة بالمساجد - مدارس تحفيظ القران- \"كما سماها\" ولأنه ختم خطابه ولم يسمح لأحد بالتعقيب ورفعت الجلسة، وبرغم أن أخبار الجلسة قد خرجت الى الصحافة ومواقع الانترنت ولم تعد سرية فانا هنا أريد أن أناقش الدكتور نقاشا هادئ موضوعيا بعيدا عن أي قناعة مسبقة ومن خلال ما طرح، وطرحه هو نفسه راجيا منه التأمل كثيرا فيما ساطرحه ،هدفنا المراجعة الموضوعية \" حتى لا تكون فتنة\" فالوطن سفينة الجميع ومن لم يهتم بسلامته فليس من ابنائه ، أخي الدكتور هل سمعت في يوم من الأيام أن خطيبا في جامع ما طالب أو حرض على قتل السائحين أو الدبلوماسيين أو أي مستأمن ؟ فإن قلت: لا قلنا: فلماذا هذا التجني اذا ؟ وان قلت نعم ، فلماذا لا يحال للقضاء لينال جزاءه ويحمل مسؤولية ما قال لوحده دون تحميل الآخرين أم أن هذه مقدمة لتأميم المساجد وقمع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق ؟ فاذا كان هذا هو التوجه فيبدوا أننا مقبلون على سنين عجاف ونسأل الله السلامة وادعوا العقلاء إلى تدارك الوضع قبل أن يفلت الزمام.

الأخ الدكتور هل تعلم أن مدارس القران التي وصفتها بالدكاكين تعلم القرآن الكريم على مرأى ومسمع من الناس والدولة وان طلابها تتراوح أعمارهم من 8-12عاما فأي طالب بهذا السن يزرع فيه مثل هذه الأفكار وهل تطوعت يوما وزرت مدرسة من هذه المدارس لتطلع على مقرراتها ؟ أم أن الهدف واضح كما تخلصتم من المعاهد العلمية باسم مكافحة الإرهاب بقي التخلص من مدارس القران وهل تعلم يا سيادة الدكتور أن هذه التصريحات وهذا التهجم على الخطاب الإسلامي ومدارس القران بل والهجوم على العلماء وتسفيههم وشتمهم كما سبقتكم صحيفة الثورة بيومين - بسبب أنهم طرقوا باب مجلس النواب ليوضحوا رؤيتهم فيما يدور حول تحديد سن الزواج - هو المغذي الرئيسي لما يزعم محاربته ؟ أليس هذا مبررا أن يعلم مثل هؤلاء أن هناك هجوما على القران وعلى علماء الإسلام وتوجها لمصادرة الدعوة إلى الله ؟ وفي المقابل نرى سكوتا عن كل ما يعمل على سقوط الأخلاق من المساجات الصينية إلى الأندية الليلية وكل الأماكن المشبوهة فما المبرر لتحدي مشاعر المؤمنين وزعزعة القيم الإسلامية ؟ بهذه الطريقة المستفزة ؟ مع اننا نؤكد عصمة دم المسلم والمسالم والمستأمن وندين كل من اعتدى عليها .

الأخ الدكتور أنت قلت انه تم ضبط ضباط يعملون مع القاعدة في الجهاز الأمني ولكن لم تخبرنا من أي كلية تخرج هؤلاء الضباط ؟ وهل يجوز لنا على قياسكم أن نتهم الكليات التي تخرجوا منها أنها دكاكين تنتج الإرهاب ؟ .

الأخ الدكتور طرح بعض الإخوة النواب أن الورقة الأمنية صارت لعبة موسمية واستشهدوا بوقائع حقيقية وكنا نتمنى أن توفق بالإجابة إلا انك لم تجب على مثل هذه التساؤلات وهذا يضع علامات تعجب كثيرة!!!!!!

الأخ الدكتور هل الجندي الذي قتل الطالب الجامعي متخرج من مدرسة التحفيظ ؟ وهل مقتل مدير مديرة خدير بسبب الخطاب الديني ؟ وهل الذي قتل المواطن نشطان متخرج من مدارس القران ؟ وهل مقتل الدكتور القدسي وهو يؤدي وظيفته كان على يد خريج مدارس التحفيظ أم انه مغترب في أمريكا ؟ وهل ما يتم من عملية اختطافات هنا وهناك وقطع للطريق، وقتال بين القبائل،و..... بسبب الخطاب الديني ؟ أرجو مراجعة مفردات الخطاب السياسي لنبعده عن المكايدات ايا كان نوعها حتى لا تؤدي الى عكس ما قيلت من اجله .

هلا يا سيادة الدكتور وأنت نئب لرئيس الوزراء وجهت وزرأكم للحضور إلى مجلس النواب للرد على أسئلة الأعضاء ممثلي الشعب حول الفساد الذي تمارسه الحكومة بالمليارات والذي يعد من الجرائم الجسيمة ،والتي تجاوز بعضها أكثر من سنتين منذ أن طرحت في قاعة المجلس، ألست معي أن هذا النهب المنظم وغير المنظم هو من يزرع (الإرهاب) لأنه ينمي بيئة الفقر في المجتمع ويغذي الحقد على النظام ، وأخشى أن يقال أن هذا الفساد سببه الخطاب الديني ومدارس تحفيظ القرآن أو أن هؤلاء المسئولين تخرجوا من مدارس التحفيظ ؟ إن الجريمة يا سيادة الدكتور ليس لها إلا عنوان واحد هو الفساد بكل أشكاله ،فساد السلطة ،فساد الأخلاق، فساد الضمائر، فساد المال ، فساد الإدارة، إن هذا الفساد هو الإرهابي الأول ،الذي يجب أن يجتث للتخلص من بقية الجرائم ، أما القرآن فهو يدعو للتي هي أقوم ، أما القرآن فهو نبراس حياة يدعو إلى الرحمة ويدعوا إلى الألفة، القران يا سيادة الدكتور ينادي صباح مساء \" من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا\" القران يدعوا صباح مساء \" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين \" وأما الخطاب الديني الذي تتهجمون عليه لولاه ما وجد التراحم وما حجمت الجريمة فاتقوا الله أيها الساسة في دين الله وفي عباده والى لقاء أخر إن شاء الله .