17 يوليو عظمة الذكرى ووخز الدبابير
بقلم/ علي عبدالله الغيل
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 7 أيام
السبت 19 يوليو-تموز 2008 09:06 م

مأرب برس – خاص

17يوليو ذكرى تعدد الحديث حولها من بداية العام 1979م الذكرى الاولى لتلك المناسبة وتكررت بعد ذلك في كل عام مذكرة بإنجازات صاحبها، وكلما مرت السنوات كلما زادت الإنجازات وظهرت بشكلها التراكمي الذي توج بالمنجز الحلم وحدتنا المباركة.

أكاد أجزم من خلال اطلاعي المتواضع على أن إجماعاً من نوع ما وغالبية ساحقة تثنى وتشيد بمنجز الوحدة كونها جاءت فرجاً من الله بل والجميع بما في م المعارضة كانوا يحسدون أنفسهم مقارنة بغيرهم من الشعوب على تلك القيادة الناضجة والمحنكه التي أخرجت البلاد من أزمات مستعصيه ورفعت صوت اليمن عاليا في المحافل الدولية.

نعم أتذكر الكثير ممن هم الآن معارضة وهم يقرون ويؤكدون أنه لا بديل لهم غير الأخ الرئيس وبالطبع قالوا هذا بعد التعدديه وفي أوج مشاركة قطبي المعارضة الاشتراكي والاصلاح في الحكم، فلم يقولوها خوفا او طمعا وانما قناعة مطلقة، وأرجوا من المهتمين بهذه المناسبة العودة الى كتابات فتره ماقبل الوحدة ومابعدها بسنوات سيجدون أن كثيراً من زعماء المعارضة اليوم قد سردوا قناعاتهم وأدلتهم القوية على تفرد شخصية الاخ الرئيس وإجماعهم حوله. فمن الذي تغير؟ هل الأخ الرئيس غير "مساراته الحكيمه" و"عبقريته الفذه" أم أن المعارضة هي التي غيرت قناعاتها؟ سألت صديقي المعارض هذا السؤال وقلت له كيف تفسر أن بعض من يتزعمون المعارضة اليوم هم أنفسهم من وقف ودعم واشاد، ولا أخفيكم سراً فقد أنكر في البداية ولكن بعد أخذ ورد ونقاش علمي وأمثلة تذاكرناها جميعا إعترف صديقي المعارض أن الأخطاء هي أخطاء المعارضة غيرت وبدلت قناعاتها، وخاصة بعد تفرد المؤتمر الشعبي بالحكم، وهكذا توصلنا الى أن الخلافات والعداوات بين قيادات الأحزاب المعارضة والقيادة السياسية الفذة للأخ الرئيس بدأت بعد انقطاع المصالح، مصالح المعارضة وأحزابها والخروج من الحكم .

وهنا توصلنا الى نتيجه هي أن المثقف العربي للأسف الشديد يمكن أن يغير قناعاته بسهولة إذا تعرض لنوع من الاستبعاد أو الضغط أو التاثير النفسي وأوضح مثال على ذلك ما حصل لإخواننا في لبنان أرباب الثقافة العربية والعالمية، حيث أن من شن أشد الهجوم على التحالف السوري اللبناني المشرف وعلى حزب الله وإنجازاته النوعيه هم أنفسهم من كانوا قد كتبوا و دعموا وناصروا تلك الإنجازات وذلك التعاون بدأه وليد جنبلاط مرورا بالعريضي والمرحوم جبران تويني فقد شاهدنا لهم أقوى المناظرات والندوات الداعمة للتحالف السوري اللبناني وحزب الله أمام العدوان الصهيوني، وفجأة وبعد خطة مدروسة للعدو بدأها باغتيال الحريري وأتبعها بغيره،،، فقد تغيرت تلك القامات الثقافيه وسلمت رقابها للسفارة الامريكية التي صارت تحركها كيف تشاء.

عودة الى 17 يوليو ونظرة موضوعية ستكشف لنا إنجازات الأخ الرئيس ليست بالقليله وأن العدو قد شهد لها قبل الصديق ولكن إصرار خارجي مدعوم يعمل دون كلل لتشويه كل منجز وهذا ليس بخاف على أحد،، فها هي"الوحدة المباركة" لم تعد انجازاً انما كابوساً عند كثير من الكتاب وأصبحت الدعوة للانفصال وافتعال المشاكل موضه يفتخر بها البعض تحت مظلة حرية الرأي، وهاهو التمرد في صعده لدى هؤلاء البعض حركة مذهبية لأناس مسالمين في بيوتهم جاءت الحكومة الجائرة لغزوهم والاستيلاء على أرضهم.

إذا يمكننا القول أن القيادة السياسية وهي تشدد على الحفاظ على الوحدة الوطنية والمكتسبات السياسية والتاريخية ليس هي من تغير وليس من صالحها التفريط في منجزاتها وإنما الداعون الى المظاهرات والمتنكرون للوحدة والمتمردون ومن يدعمهم هم الذين غيروا قناعاتهم وصاروا يتنكرون لكل ماهو جميل بما في ذلك ذكرى 17 يوليو المجيدة. أيضا لا يمكن إغفال الدور الخارجي الداعم والمكافآت السخية للصحفيين والكتاب المتواصلين والحاضرين دوما في موائد بعض السفارات والذين يستلمون مبالغ مباشرة معلنه وليست بسريه تحت مسميات عدة، ولنضرب مثلا كيف أن لكل نظام دولة عربية مجموعة من الكتاب المتخصصين لنسف نظام الحكم وتسفيهه وإظهاره بمظهر العميل والخائن لبلده . وهنا ليس المقصود جين نوفاك أو الماوري وحدهم فيما يخص اليمن فهناك مثلهم وأكثر في كل دولة ونظام عربي بما في ذلك السعوديه والكويت وحتى الامارات العربية الذين ينظر الي مواطنيها بانهم في رغد من العيش.

وعلى ذكر الماوري كأحد الكتاب الذين بدأنا نقرأ لهم منذ فترة، لابد من إشارة الى الأسلوب الموحد للكتابات التي تظهر تحت اسمه مع الكتابات السابقه لنو فاك، والذي كان الجميع يستغرب كتاباتها تلك ومعرفتها بأدق تفاصيل المجتمع اليمني وتاريخه السياسي كونها ليست يمنية فما كان من "المخرج" إلا أن أناط بعض تلك الكتابات ببعض أبناء اليمن الحاصلين على الجنسيات الامريكية والتي من شروطها القسم على الولاء والطاعة وخدمة الدولة الجديدة. أتوقع من الماوري أن ينشر مقالة جديدة "ليس بالضرورة ان يكون هو كاتبها" عن 17 يوليو بانها كانت مؤامرة على كل من الماركسيين والبعثيين والاخوان المسلمين وقد كانت ايضا ضد همدان وخولان والحيمتين وبني مطر، كما كانت ايضا مؤامرة ايضا على الملكيين والجمهوريين، لكنها على البعد القومي كانت ضربة موجعة لكل من مصر والسعوديه وليبيا وقطر وعمان في ان واحد، ولن يعجز عن سرد أوهامه وخيوطه التي لا تقترب حتى من المنطق لكنه يدري أنه يكتب لشعب يؤمن بمايراه مطبوعا على الأوراق ومعول على أقرانه من الكتاب وأمراض النفوس نشر وترديد مابثته له نوفاك وإدراتها من سموم في مقايل القات وعلى سيارات النقل ومقاهي الانترنت.

 إن الماوري وامثاله ينشرون ولا يوضحون مصادرهم فيكفي أن يقول سمعت من "مصدر مسؤل" , ويكتبون لأهل عدن مالا يكتبونه لأهل حضرموت ولأهل صعده مالا يكتبونه لأهل صنعاء وهم مع الجميع أصدقاء مادام الجميع ضد النظام والقانون. الماوري لايستطيع الدخول في ملفات المخابرات الامريكيه "كما يدعي" لكنه يدري انها تشتبه في فلان من الناس ولاتشتبه في غيره.

عوامل كثيرة مشتركة ومتداخلة تعمل على تشويه ذكرى 17 يوليو ليس بالضرورة انتقاما أو كرها لشخص الرئيس فهم في قراره أنفسهم يحترمونه ويقرون قيادته الفذه لكن الهدف الحقيقي عند بعضهم هو إجهاض الإجماع الوطني وتشكيك الشعب في قيادته بما من شأنه ضرب الاستقرار والسكينة وتوسيع الفجوة بين القمه والقاعده وهو هدف تسعى لتحقيقه القوى الاستعماريه بشكل واضح ومعلن وعلى مستوى جميع الدول وليس اليمن فحسب.

وهنا لابد لعقلاء اليمن وحكمائها ومثقفيها التأمل فيما يحدث حولنا وتعلم فن الخلاف الذي لايفسد للود قضيه ولاينكر الفضل لأهل الفضل كوننا اختلفنا معهم في موقف أو رأي سياسي وصاحب الذكرى الأخ رئيس الجمهورية رجل يخطئ ويصيب ولايجوز مطلقا إنكار منجزاته الرائعة التي بناها خلال سنوات حكمه ولنعلم جميعا أن العدو لا يفرق بين ليبرالي وأصولي ولا بين اصلاحي واشتراكي ولابين أمي ومثقف بل ان الطبقه المتعلمه هي أول أهداف العدو عند انفلات الأمن. أخيراً نقول مبروك علينا هذه المناسبة وللاخ الرئيس نقول كل عام وأنت بخير وسع الله صدرك لتحمل أعباء المسيرة وفرج الله همك وأعانك ووفقك لمافيه خير للبلاد والعباد.