آخر الاخبار

خفايا التحالفات القادمة بين ترامب والسعودية والإمارات لمواجهة الحوثيين في اليمن .. بنك الاهداف في أول تعليق له على لقاء حزب الإصلاح بعيدروس الزبيدي.. بن دغر يوجه رسائل عميقة لكل شركاء المرحلة ويدعو الى الابتعاد عن وهم التفرد وأطروحات الإقصاء الانتحار يتصاعد بشكل مخيف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. طفل بعمر 14 عاما ينهي حياته شنقاً تقرير دولي مخيف....الإنذار المبكر يكشف أن اليمن تتصدر المركز الثاني عالميا في الإحتياج للمساعدات الإنسانية حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية ملتقى الموظفين النازحين يتجه لمقاضاة الحكومة في حال عدم إستجابتها لمطالبهم ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟ خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب

مايو العظيم.. ونخبة الفيدرالية التي تدين الوحدة
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
الأربعاء 22 مايو 2013 04:16 م

لا يختلف عاقلان منصفان على أن الـ22 من مايو 1990  يوم إعادة وحدة اليمن  هو من ‏أهم المنجزات التي حققها اليمنيون خلال العقود الماضية وفي زمن التشظي، غير أن هناك من ‏يبررون لجميع الهزائم والتحولات ويدينون هذا اليوم المجيد.. وهم اليوم يزيدون مع ‏مؤتمر الحوار الذي ينعقد في صنعاء وترتفع فيه الكثير من تلك الأصوات. ‏

وأهم ما نقوله في هذه المرحلة، إن الأطروحات الخبيثة التي تضعها بعض الأطراف للتشكيك ‏في مايو المجيد، ويرددها ببغائيون، لا أساس لها من الواقع، إذا كيف أصابت هذه القوى ‏والأحزاب في جميع حروبها ومآسيها وراحت تذم المنجز الوحيد الذي هو أغلى ما يملكه الشعب وهو ‏إعادة توحيد الوطن. ‏

لقد كانت الوحدة اليمنية سليمة سالمة، حتى القول إن نية الحزبين الشريكين كانت الاستيلاء ‏على الآخر، هو كلام غير سليم أيضاً، فالكل يستحق التحية لذلك اليوم المجيد، ولأنه لولا ‏العامل الخارجي الذي شجع الخلافات والأزمة المترتبة على حرب الخليج وعودة مئات الآلاف ‏من المغتربين، فإن الخلافات لم تكن تشتعل بتلك الصورة.. ‏

يردد البعض بخبث أو قلة عقل، أن هناك أخطاء، ونحن نقول إن الحد المطلوب من ‏الإجراءات كانت سليمة، ودستور الجمهورية اليمنية من أفضل الدساتير، وجميع الأخطاء ‏لا ترقى لنتحدث عنها في اليمن اليوم. ‏

في ذلك اليوم المجيد ألغيت الدولتان الشطريتان بشكل تام وقامت الجمهورية اليمنية دولة جديدة معترف ‏بها دولياً، ولم يكن الحديث بعدها عن عودة إلى الوراء إلا أماني تعكر الطريق والزمن ‏بطبيعته لا يعود إلى الوراء. ‏

إن المشكلة الحقيقية تمثلت في نظام ما بعد 94 المتخلف الذي أقصى جميع القوى وانشغل ‏بالتوريث عما كان مفترضاً وهو معالجة آثار الحرب والتشطير وليس تعميقها كما حدث. ‏فالخطأ الأصل ليس كما يرددون أنه النهب والإقصاء وغير ذلك، لأنه أمر حدث في كل البلاد، ‏بل إن الخطأ الذي تقع العناوين الأخرى في إطاره لأزمة اليوم هو أن النظام لم يكن بحجم ‏اليمن الواحد الكبير ولم يضع الخطط التي تعالج آثار التشطير والأزمات.. ‏

وبهذا اليوم، نقول أيضاً إن ما يردده مريدو العودة إلى الماضي ادعاءات باطلة، رغم أن لا ‏أحد ينكر المظالم والأخطاء والإقصاء، لكن ترديدها اليوم لم يعد من باب مسؤول بل أصبح ‏يصب في خدمة المندفعين تحت تأثير تعبئة خاطئة ضد مايو العظيم ولا مجال للعاطفة في ‏سبيل التهاون بالمصالح العليا. ‏

إن الأحزاب والقوى التي تطرح التشكيك بمايو أكبر المنجزات اليمنية تجني على نفسها ‏كثيراً، لأن التاريخ لن يجعل مثل هذه المغالطات تمر، والشعب لن يبقى صامتاً أمام ‏أطروحاتها الخبيثة. وكفى عبثاً هذه النخبة السياسية التائهة في سوق مجاملة الانفصاليين ‏والتفريط بالمبادئ والثوابت الوطنية والمصالح العليا ، في سبيل إثبات أنها تغيرت وأصبحت ‏تجري وراء مطالب ‏الشارع المنكوب بسياساتها السابقة والمعبأ بالتحريض ضد بعضه منها.. ‏

إنها أكثر النخب السياسية خيانة وانحراف (ولا تعميم)، اتفقت على تبرير كل أخطائها ‏ومعاركها، ‏وأجمعت على أن الخطأ الوحيد الذي يجب تصحيحه هو "الوحدة" أغلى ما يملكه ‏الشعب، وأقدس ‏مقدسات ما في أي بلد في العالم.. أصبح محل إدانة واستهتار من قبل نخبتنا ‏التي تفكر في إعادة ‏صياغتها وتنسى أننا تعاهدنا على إخراج الفساد لا تدمير البلاد. ‏

يتسابق العملاء والدخلاء إلى التهجم على الوطن الواحد والقول إن الـ22 من مايو فشل، والله يعلم ما ‏فشلت إلا هذه النخبة السياسية الآثمة التي تهرب من تحمل أخطائها إلى تحميل الوحدة ‏والشعب.. ‏

اليوم ذهب ما في رؤوسهم من لبٍ، وتبخر ما في وجوههم من حياء، وخانوا الأمانة المعلقة في كل ذمة، وظهروا بوجوهِ ملفحة بالمناطقية والقروية، واستبدلوا شعار (الله ، الوطن ، ‏الوحدة، الثورة) بشعار (القضية  الجنوبية، مؤتمر الحوار، قضية صعدة، الفيدرالية). ‏

تلك هي النخب والقوى السياسية التي تعبث في الوطن منذ عقود وقد التقت مع اذيال ‏الإمامة والاستعمار اليوم، وهي تمثل المشهد الأخير في مسرح العمالة وتتسابق في زحمة مجاملة ‏دعوات التمزيق وإدانة اليمن.‏

سيظل مايو عيد اليمن ومنجزه الأكبر.. وستذهب جميع تلك القوى التي ترى في المرحلة ‏الانتقالية فرصة لتنفيذ أحلامها بالعودة عن 22 مايو العظيم.. ولا ننسى هنا التذكير أن أول ‏خطوة رسمية باتجاه خيانة اليمن هي ما أقرته لجنة الحوار "الخمسينية" التي قسمت اليمنيين جهوياً ‏وماضوياً لأول مرة يعود فيها الوطن إلى ما قبل 1990.. ‏

ونشير أيضاً إن أي صيغة فيدرالية أو اتحادية تتجه لإقامة دويلات طائفية ومناطقية (باسم ‏أقاليم) بدلاً عن دولة، هي ردة عن مايو المجيد وإلغاء للوحدة اليمنية، وما يؤكد ذلك أن جميع ‏القوى التي تطرح هذه التقسيمات تفترض أن الوحدة فشلت، والعالم والعقل والمنطق والواقع يقول إن من فشل هو ‏الإدارة وليس الوطن. ‏