حافظ معياد شاركنا الريادة
بقلم/ الحسن الجلال
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 19 يوماً
الأحد 12 ديسمبر-كانون الأول 2010 04:37 م

لسنوات عديدة ظلت ادارة المؤسسة الاقتصادية اليمنية حكرا على المؤسسة العسكرية ,وكان هذا الاحتكار طبيعيا او مقبولا عندما كانت المؤسسة احد قطاعات وزارة الدفاع وتعرف باسم المؤسسة الاقتصادية العسكرية , ولكن استمرار احتكار المؤسسة العسكرية لإدارة المؤسسة الاقتصادية ظل غير ذي معنى بعد ان تم إضافة الأخيرة وإلحاقها بالقطاع العام المدني ومع ان المؤسسة ظلت معنية بتوفير المواد التنموية للقطاعات العسكرية والأمنية حتى بعد إلحاقها بالقطاع العام الا ان هذا لم يكن كفيلاً بتبرير استمرار الاحتكار العسكري لادارتها وهيكلها الوظيفي..حتى وان حظيت إداراتها العسكري المتعاقبة بقدر كامل من الاستقلالية .

أخيراً جاء قرار تعيين (حافظ فاخر معياد) مديراً عاما للمؤسسة خلفا للعميد على الكحلاني وكأن القرار جاء من اجل المضي قدماً في البداية الصحيحة لإعادة الأمور الى نصابها و إلباس المؤسسة لردائها الطبيعي.. ومع ذلك مازال هناك من يرى ان ما حدث يتجاوز حدود هذا الأمر لاسيما وان العميد على الكحلاني استطاع أثناء إدارته للمؤسسة أن يحقق نقلة نوعية كبيرة في أدائها ونشاطاتها وقدرات تأثيرها بل وظهر جليا انه يتمتع بثقة ومساندة القيادة السياسية غير مسبوقة , لذى راى البعض ان إعفاء (الكحلاني) من إدارة المؤسسة أمر من رابع المستحيلات فمثل استبداله (بحافظ معياد) صدمة محيرة لاسيما اولئك المقربون من (العميد)وهنا لانمنع القول ان تعيين (حافظ معياد) فتح الباب على مصراعيه للتأويلات والاجتهادات الشخصية التى لم تتجاوز عن النظر للأمر وكأنه عقاب للكحلاني وأخذت تجتهد في تخمين سبب هذا العقاب ..في حين هناك من يقول ان تعيين (معياد) جاء ليواكب طموحات كبيرة عجز الكحلاني عن تحقيقها خاصة وان تأريخ معياد الوظيفي مشهود له منذ توليه الجمارك ومن ثم بنك التسليف الزراعي بالنحاج الكبير ,وطبعاً هناك قلة المحت ان نجاحات معياد في خليجي 20 كان لها اثرها وراء تعيينه

أما الأقل تطرفا فيرون ان الرئيس بدا في تطبيق مبدأ تدوير المناصب الحكومية العليا.. فالكحلاني حسب رأيها لم يغادر العمل الحكومي بل تم تعيينه مدير لشركة الأدوية بعد فصلها عن المؤسسة دون أي اعتبارات لكون هذا المنصب الجديد اقل بكثير في قوته ونفوذه من المنصب الذي كان فيه

وبعيدا عن كل هؤلاء يظل تعيين (حافظ معياد) مديرا عاما للمؤسسة الاقتصادية اليمنية –وكما سبق قوله- أول خطوات إخراج المؤسسة الاقتصادية اليمنية لحيز الوجود الفعلي والذي سيشعر به المواطن البسيط قبل غيره وهو الامر المتوقع فعلاً حسبما عرف به معياد .. ولكن مع هذا يظل تعيين معياد خطوة صغيرة لا تكفي وحدها تحقيق ذلك,بل إن الخطوات الأهم تعتمد على (حافظ معياد) نفسه ومدى مساندة القيادة السياسية له

فحافظ معياد الذي لا يشكك احد في نجاحاته الكبيرة في بنك التسليف الزراعي والتي جعلت منه بنكاً نموذجياً محطماً أرقاما قياسية في نجاحاته على بنوك كبيره وتاريخية في اليمن ..مما يمثل دليلاً على كفاءة الرجل ..هو ألان في منصبه الجديد يجد نفسه محاطا برهانات كبيرة وتساؤلات اكبر ..

ياترى هل سينجح حافظ في ادارة المؤسسة..؟ وهل سيقوم بتغييرات كبيرة في أروقتها لمواكبة التطور المطلوب والمأمول من تعيينه..؟ ومن هم ضحايا إصلاحات وطموحات (حافظ) في هذه المؤسسة...؟

هل سيستعين كعادته برجال شباب اصحاب قدرات وكفاءات ويستغني عن تلك الكوادر التي عفا عليها الزمن أم أنها ستكون أقوى من طموحات حافظ نفسه..وياترى من سيكون رفيق حافظ في هذه المؤسسة لاسيما وان (حافظ)قد استعان بمجموعة من الشباب كانت قد ساعدته على النهوض بالبنك التسليف..

أما ما يأمله الشارع اليمني فهو ان يلامس طموحات (حافظ) على ارض الواقع.. وان يشعر بدور المؤسسة بمساعدتها لتخفيف الفقر وتوفير كل متطلبات الحياة..يعتقد ان حافظ بمقدوره صنع ذلك وأكثر .. بل ان هناك رهان لا يتطلب سوى إعطاء (حافظ) مهلة لا تزيد عن ستة أشهر لنرى الفرق واضح وبأم أعيننا فهل ستكون المؤسسة الاقتصادية كالبنك ويتحول شعار البنك شاركنا الريادة الى شعار خاص بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية ..صدقوني المسألة مع (حافظ) مسألة وقت ليس الا..؟؟!!