هل هُزم حزب الله، أم فشلت إسرائيل؟ تعرف على بنود اتفاق وقف الحرب في لبنان السبت والأحد القادمين إجازة رسمية في اليمن على وقع حراك دبلوماسي بالرياض.. الحكومة اليمنية تؤكد وجود مساعٍ لإطلاق عملية سياسية جديدة في اليمن منظمة الصحة العالمية تُعلن عن 280 حالة وفاة بمرض الحصبة في اليمن بعد هدنة لبنان.. القصف الإسرائيلي يدك غزة واعتقالات بالضفة الداخلية تعلن عن ضبط 200 كلغ من المخدرات مخبأة في جذوع الأشجار تقرير يكشف عن بنود سرية تتعلق بإيران في اتفاق وقف النار مع لبنان الريال اليمني يستقر عند مستوى جديد لأول مره في التاريخ مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن اللواء سلطان العرادة يختتم المرحلة 2 من مشروع إنارة شوارع مدينة مأرب .. شاهد بالصور
نفخر في تراثنا وقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا العربية، بأن أجدادنا العرب الأوائل هاجروا من اليمن السعيد. فمعظم قبائل العرب في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق تعود في أصولها البعيدة من اليمن، وكذا الأمر فيما يتعلق بوادي النيل والمغرب العربي الكبير.
فبعد دمار سد مأرب على يد عوامل ''الجيوبولتك''، هاجر أجدادنا العرب إلى الشمال وانشأوا حضارات ساهمت في إثراء الإنسانية وتطورها وكانوا معول بناء للتطور العالمي إلى يومنا هذا.
أسوق ذلك وأنا انظر إلى آخر الوحدات العربية وأحلامها وهي تقاوم من اجل الوجود واثبات الذات. فحينما اخذ '' مبضع'' ''سايكس - بيكو'' مآخذه من سوريا الكبرى والعراق، كانت القوى الاستعمارية ذاتها قد فرغت من تحويل جزيرة العرب إلى أشلاء ضعيفة ومستعمرة وهامشية وعلى رأسها اليمن، الذي كان ذات يوم سعيدا. إلا أن قدرة الله ألهمت قادة الدولتين: الجمهورية العربية اليمينية في الشمال وجمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية في الجنوب، وهنا من عمان وبرعاية أردنية هاشمية سامية، ليعلنوا عن وحدتهم الواعدة، باسم الجمهورية اليمنية، وذلك في 22/5/1990.
واستمرت الوحدة بالرغم من تآمر المتآمرين على وجودها، سواء أكان هؤلاء عربا أم عجما أم فرنجا . إلا أن صمود أهل اليمن وتوقهم للوحدة وتضحيتهم في سبيلها قد فوت الفرصة على كل الذين أرادوا شرا بهذه الوحدة الوليدة. وانتهت أزمة الانفصال عام 1994 بانتصار الوحدة وتجذرها.
وقد مثلت هذه الوحدة أملا للشعب العربي على امتداد الساحة العربية، عسى أن تكون بادرة خير أمام تقوقع البعض على قطريته وأنانيته وذاتيته ومصالحه الضيقة. إلا أن مصوغات النظام الدولي الجديد، وغيرة ذوي القربى وخوفهم من الوحدة على مصالحهم وسحتهم الحرام، قاد إلى أخذهم العزة بالإثم ، وبدأوا بخلق المصاعب أمام هذه الوحدة وتغذيتها، إما على شكل ثارات قبلية ونعرات إقليمية وطائفية من اجل أن يصبح اليمن يمنين كما كان أيام الاستعمار الأوروبي، أو على شكل توجهات أيديلوجية ما بين الفكر الشعوبي ، وبين الفكر القومي الناهض من تحت الرماد.
و يجمع أهل '' الحل والعقد'' من أبناء هذه الأمة، بأن من يقف وراء ما يحصل لليمن اليوم هم: ''الامبريالية العالمية التي بدأت تفقد مواقعها في كثير من العالم، ويؤرقها نسيم الوحدة بين أي قطرين عربيين، بالإضافة إلى كل من عدونا المتربص بنا وهو ''إسرائيل'' ، وأخطر منه، ''كورش الفارسي'' الذي اطل من جديد على ضفة الخليج العربي الشرقية، بعد أن استتب له الأمر في العراق واخذ ينظر إلى مواقع قدم له فيما وراء العراق، وخاصة في الجزيرة العربية. ولم يكتف هذا ''الكورش الفارسي'' بدعم الانفصال، بل اخذ يشد أزر الأقليات الطائفية والمذهبية، من أجل إيذاء العرب ومنع اليمن من ممارسة أي دور قومي يعزز مصلحة الأمة وقضاياها المصيرية. وهنا يجب أن يقول العرب كلمتهم، ويشدوا من عضد اليمن واليمنيين، في الدفاع عن معقل من أهم معاقل الأمة، وثغر من أعز الثغور.
تجذر وعقلانية اليمنيين،وتوقهم إلى الوحدة الشاملة سيقف سدا منيعا أمام كل الانفصاليين والإقليميين والحوثيين وينهي شرورهم، التي تعبر عن مصالح كل الأشرار الذين يتربصون بهذه الأمة، وستفرض الوحدة اليمنية وجودها بهمة شعبها، وسينتهي كل دعاة الانفصال والحاملين أجندات أعداء الأمة إلى اللاشيء.
* نقلاً عن "الرأي" الاردنية